(آذار) يحصد أكثر من 100 قتيل في محافظة درعا
2 أبريل، 2016
إياس العمر: المصدر
أطلق عدد من ناشطي محافظة درعا وسم (آذار الأسود) عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد الأرقام الصادمة لعدد الضحايا نتيجة الاشتباكات المستمرة في محافظة درعا بين تشكيلات الجيش الحر وفصائل متهمة بارتباطها بتنظيم “داعش” منذ (17 آذار/مارس)، والتي شملت عدداً من مدن وبلدات ريف محافظة درعا الغربي.
وقال الناشط في مجال التوثيق عمر الحريري لـ “المصدر” إن شهر آذار/مارس المنصرم كان كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على الرغم من هدنة وقف الأعمال العدائية، وذلك بسبب سقوط عشرات الضحايا نتيجة الاشتباكات بين الفصائل، فاستحق أن يكون آذار الأسود.
وأشار إلى أن عدد الضحايا في محافظة درعا بلغ 169 قتيلاً 80 في المئة منهم سقطوا نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الفصائل، وأن مكتب توثيق الشهداء هو من أطلق وسم (آذار الأسود) على أحداث شهر آذار.
وأضاف الحريري بأنه تم تسجيل 17 حالة إعدام ميداني في مناطق سيطرة الفصائل، كما أن حالات الاغتيال لم تتوقف، وتم توثيق 26 عملية اغتيال في شهر آذار الأسود، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تقوم فيها الجهات المتصارعة في محافظة درعا بتنفيذ خمس عمليات انتحارية نفذها مقاتلان من أبناء محافظة درعا وثلاثة مقاتلين من أبناء محافظة القنيطرة.
ومن جهته، قال الناشط هاني العمري لـ “المصدر” إن شهر آذار استحق أن يطلق عليه آذار الأسود، لأن الاقتتال كان بين فصائل أبناء محافظة درعا، وجميع الضحايا كانوا من أبناء المحافظة، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها اقتتال على هذه المستوى في محافظة درعا.
وأشار العمري إلى أن الاقتتال في منطقة حوض اليرموك مستمر منذ قرابة العام، سقط خلالها أكثر من 450 قتيلاً، ولكن شهر آذار شهد أكبر عدد من الضحايا، وكانت الاشتباكات الأخيرة مختلفة بسبب دخول أطراف جديدة، حيث أن حركة المثنى دخلت على خط المواجهة إلى جانب لواء شهداء اليرموك المتهم بارتباطه بتنظيم “داعش”.
ومن جانبها أخذت تشكيلات الجبهة الجنوبية على عاتقها محاربة المجموعات المتهمة بالتبعية لتنظيم “داعش” للمرة الأولى بعد أن كانت الجبهة الجنوبية تقف على الحياد طوال العام الماضي، وكان القتال محصوراً بلواء شهداء اليرموك من طرف وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة من طرف آخر، ونتج عن الاقتتال مقتل قادة الصف الأول ومن ضمنهم زعيم لواء شهداء اليرموك أبو علي البريدي (الخال)، والذي قتل في التفجير الذي وقع منتصف شهر تشرين الثاني الماضي، وقتل معه عدد من مرافقيه، وفي شهر آذار/مارس الماضي قتل قائد جبهة النصرة في محافظة درعا أبو عمر المسالمة، أثناء الاشتباكات مع لواء شهداء اليرموك في ريف محافظة درعا الغربي، كما قتل عدد من القادة في حركة أحرار الشام.
ويذكر أن الاقتتال بين الفصائل بدأ في (17 آذار/مارس) الماضي في مدينة انخل شمالي محافظة درعا، وسرعان ما وصل إلى معظم مدن وبلدات ريف درعا الغربي.