الدور الحقيقي للدبلوماسية من أجل القضاء على تنظيم الدولة
3 أبريل، 2016
ناشيونال إنترست
قبل الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في بروكسل، قال حاكم ولاية أوهايو والمرشح الرئاسي جون كاسيك إنه فيما يتعلق بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، يتحتم على الولايات المتحدة أن تنشر قوات أمريكية “بأعداد كبيرة” على الأرض “وفي سماء كل من سوريا و العراق. وعند نقطة ما، سوف نصطر للتعامل مع ليبيا “.
ويبدو بشكل بديهي أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام القوة الجوية وحدها أثبتت حتى الآن أنها غير حاسمة.
ومع أن هذا الأمر قد يكون مريرا، إلا أننا إذا كنا نريد إلحاق الهزيمة بهم، فسوف نضطر إلى إرسال قوات برية؛ إذ أن أمن الولايات المتحدة يعتمد على ذلك. ومع ذلك، فإن إرسال قوات قتالية أمريكية الى العراق وسوريا لن يلحق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي لن يحمي الأمن الأمريكي.
سبب فشل الولايات المتحدة حتى الآن في هزيمة الدولة الإسلامية ليس أننا أرسلنا مستويات غير كافية من القوات القتالية. ولكن لأننا اعتمدنا على الأداة الخاطئة. ولأسباب عملية بحتة، تمتلك الجهود الوطنية التي تعتمد في المقام الأول على الدبلوماسية فرصة لتحقيق أهداف السياسة الأمريكية، في حين لا تمتلك الجهود العسكرية تلك الفرصة.
وتقدم معركة الفلوجة الثانية دليلا حيا على فشل السياسة العسكرية في مثل هذه الحالة. في العام 2004 قادت الولايات المتحدة حملة قضت تماما على الأعداء المتمردين في كل منزل، ولكنها تركت المدينة مدمرة إلى حد كبير، وأثارت الحنق في نفوس السكان ضد أمريكا.
وبعد تحقيق نصرا عسكريا واضحا على الأرض هناك، استحوذت الدولة الإسلامية على الفلوجة قبل عامين دون قتال تقريبا. لقد كانت معركة الفلوجة انتصارا تكتيكيا، ولكنها كانت هزيمة استراتيجية. وحتى إذا تم استخدام القوة العسكرية الصلبة على أرض الواقع، فمن الممكن للولايات المتحدة في نهاية المطاف أن تحرز نصرا تكتيكيا ضد الدولة الإسلامية ،بتكلفة كبيرة سواء بالنسبة لأمريكا أو المنطقة، ولكنها سوف تترك خلفها كل الظروف مواتية لصعود جماعة إسلامية جديدة أكثر تشددا.
ومع ذلك، فإن النهج الذي يعتمد على الدبلوماسية أولا لديه القدرة على النجاح ضد الدولة الإسلامية، فيما لا يمكن للنهج العسكري أن يحقق ذلك.
ولكي تبقى الدولة الإسلامية كيانا قابلا للحياة، يجب عليها الحفاظ على نظام خدمات لوجيستية فعال. حيث لا يمكن لأي تنظيم مسلح -سواء جماعة متمردة ما، أو جيش دولة حديثة – أن يحارب ما لم يكن لديه نظام إمدادات لما يكفي من الغذاء والماء والذخيرة والأسلحة ووقود المركبات والمولدات وقطع الغيار، والرعاية الصحية الفعالة في المعركة، وقوات بديلة. وإذا تم تعطيل هذا النظام، فسوف تلقى الدولة الإسلامية مصرعها.
ومن المتصور تماما أن يذهب جيش ميداني كبير لاحتلال المنطقة وتدمير النظام اللوجيستي للدولة الإسلامية، ولكن كما رأينا في مثل هذا الموقف من قبل، لم تنجح ثمانية أعوام من حرب مكافحة التمرد والاحتلال في العراق، سوى في تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية المدنية ودفع المتمردين في نهاية المطاف إلى تحت الأرض. وقد انصهرت عناصر تنظيم القاعدة المهزومة في العراق مع السكان، وشكلت نواة الدولة الإسلامية وظهرت مرة أخرى كقوة قتالية فعالة بعد أقل من عامين. وتكرار مثل هذا الوضع لا يخدم المصالح الأمريكية.
دعم متطلبات الدولة الإسلامية لا يمكن أن يستمر عبر الخطوط الصغيرة والتهريب فقط. فهي محاطة بالأراضي التي تسيطر عليها من كل مكان. الطريقة الوحيدة التي تمكن الدولة الإسلامية من الحفاظ على نفسها هي الدعم السري للدول المحيطة بها: إيران، وتركيا، ولبنان، والأردن والمملكة العربية السعودية. ولذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم قدراتها الاستخباراتية للتعرف على جميع المصادر التي تتلقى منها الدولة الإسلامية الخدمات اللوجستية، ومن ثم توظيف القوة الدبلوماسية الكاملة للضغط على تلك الجماعات أو الدول لوقف هذا الدعم.
ولست بحاجة إلى القول بأنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من النجاح في تقويض قدرات الدولة الإسلامية اللوجيستية عن طريق إقناع الدول الكبرى في المنطقة بمنع وصول الإمدادات غير المشروعة إلى الدولة الإسلامية (أو وقف عمليات الإمداد السرية)، فإن الدولة الإسلامية ستنهار باعتبارها قوة قتالية فعالة، كما ستبقى البنية التحتية المدنية على حالها ولن يضطر الملايين من المدنيين لمغادرة منازلهم.
والدور الحيوي للجيش هو توفير مخالب للتحركات الدبلوماسية. كل الكلمات والاتفاقيات في العالم لا تعني شيئا إذا لم تكن هناك وسيلة قوية للإجبار على التنفيذ. ويمكن لسلاح الجو الأمريكي أن يوفر غطاء جويا لفرض الحصار على طرق الإمدادات المعروفة. وسوف تستخدم الدول المحيطة أجهزة الاستخبارات والقوات البرية الخاصة بهم للقيام بدوريات فعالة على حدودها للحد من قدرة الدولة الإسلامية على الحفاظ على الإمدادات والغذاء الذي يصل إليها.
الدبلوماسية في حد ذاتها لا يمكنها أن تحقق نتائج سياسية. إنها تتطلب دعما عسكريا على درجة عالية من الكفاءة والفعالية. ولكن حمل العدو على الخضوع باستخدام الأداة العسكرية لن يحقق النتائج المرجوة. لقد حان الوقت لإعادة التوازن بين الوسائل التي تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى تحقيق نتائج دولية. يجب على الجيش أن يدعم الدبلوماسية، ولا يتجاوزها.
ناشيونال إنترست
قبل الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في بروكسل، قال حاكم ولاية أوهايو والمرشح الرئاسي جون كاسيك إنه فيما يتعلق بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، يتحتم على الولايات المتحدة أن تنشر قوات أمريكية “بأعداد كبيرة” على الأرض “وفي سماء كل من سوريا و العراق. وعند نقطة ما، سوف نصطر للتعامل مع ليبيا “.
ويبدو بشكل بديهي أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام القوة الجوية وحدها أثبتت حتى الآن أنها غير حاسمة.
ومع أن هذا الأمر قد يكون مريرا، إلا أننا إذا كنا نريد إلحاق الهزيمة بهم، فسوف نضطر إلى إرسال قوات برية؛ إذ أن أمن الولايات المتحدة يعتمد على ذلك. ومع ذلك، فإن إرسال قوات قتالية أمريكية الى العراق وسوريا لن يلحق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي لن يحمي الأمن الأمريكي.
سبب فشل الولايات المتحدة حتى الآن في هزيمة الدولة الإسلامية ليس أننا أرسلنا مستويات غير كافية من القوات القتالية. ولكن لأننا اعتمدنا على الأداة الخاطئة. ولأسباب عملية بحتة، تمتلك الجهود الوطنية التي تعتمد في المقام الأول على الدبلوماسية فرصة لتحقيق أهداف السياسة الأمريكية، في حين لا تمتلك الجهود العسكرية تلك الفرصة.
وتقدم معركة الفلوجة الثانية دليلا حيا على فشل السياسة العسكرية في مثل هذه الحالة. في العام 2004 قادت الولايات المتحدة حملة قضت تماما على الأعداء المتمردين في كل منزل، ولكنها تركت المدينة مدمرة إلى حد كبير، وأثارت الحنق في نفوس السكان ضد أمريكا.
وبعد تحقيق نصرا عسكريا واضحا على الأرض هناك، استحوذت الدولة الإسلامية على الفلوجة قبل عامين دون قتال تقريبا. لقد كانت معركة الفلوجة انتصارا تكتيكيا، ولكنها كانت هزيمة استراتيجية. وحتى إذا تم استخدام القوة العسكرية الصلبة على أرض الواقع، فمن الممكن للولايات المتحدة في نهاية المطاف أن تحرز نصرا تكتيكيا ضد الدولة الإسلامية ،بتكلفة كبيرة سواء بالنسبة لأمريكا أو المنطقة، ولكنها سوف تترك خلفها كل الظروف مواتية لصعود جماعة إسلامية جديدة أكثر تشددا.
ومع ذلك، فإن النهج الذي يعتمد على الدبلوماسية أولا لديه القدرة على النجاح ضد الدولة الإسلامية، فيما لا يمكن للنهج العسكري أن يحقق ذلك.
ولكي تبقى الدولة الإسلامية كيانا قابلا للحياة، يجب عليها الحفاظ على نظام خدمات لوجيستية فعال. حيث لا يمكن لأي تنظيم مسلح -سواء جماعة متمردة ما، أو جيش دولة حديثة – أن يحارب ما لم يكن لديه نظام إمدادات لما يكفي من الغذاء والماء والذخيرة والأسلحة ووقود المركبات والمولدات وقطع الغيار، والرعاية الصحية الفعالة في المعركة، وقوات بديلة. وإذا تم تعطيل هذا النظام، فسوف تلقى الدولة الإسلامية مصرعها.
ومن المتصور تماما أن يذهب جيش ميداني كبير لاحتلال المنطقة وتدمير النظام اللوجيستي للدولة الإسلامية، ولكن كما رأينا في مثل هذا الموقف من قبل، لم تنجح ثمانية أعوام من حرب مكافحة التمرد والاحتلال في العراق، سوى في تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية المدنية ودفع المتمردين في نهاية المطاف إلى تحت الأرض. وقد انصهرت عناصر تنظيم القاعدة المهزومة في العراق مع السكان، وشكلت نواة الدولة الإسلامية وظهرت مرة أخرى كقوة قتالية فعالة بعد أقل من عامين. وتكرار مثل هذا الوضع لا يخدم المصالح الأمريكية.
دعم متطلبات الدولة الإسلامية لا يمكن أن يستمر عبر الخطوط الصغيرة والتهريب فقط. فهي محاطة بالأراضي التي تسيطر عليها من كل مكان. الطريقة الوحيدة التي تمكن الدولة الإسلامية من الحفاظ على نفسها هي الدعم السري للدول المحيطة بها: إيران، وتركيا، ولبنان، والأردن والمملكة العربية السعودية. ولذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم قدراتها الاستخباراتية للتعرف على جميع المصادر التي تتلقى منها الدولة الإسلامية الخدمات اللوجستية، ومن ثم توظيف القوة الدبلوماسية الكاملة للضغط على تلك الجماعات أو الدول لوقف هذا الدعم.
ولست بحاجة إلى القول بأنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من النجاح في تقويض قدرات الدولة الإسلامية اللوجيستية عن طريق إقناع الدول الكبرى في المنطقة بمنع وصول الإمدادات غير المشروعة إلى الدولة الإسلامية (أو وقف عمليات الإمداد السرية)، فإن الدولة الإسلامية ستنهار باعتبارها قوة قتالية فعالة، كما ستبقى البنية التحتية المدنية على حالها ولن يضطر الملايين من المدنيين لمغادرة منازلهم.
والدور الحيوي للجيش هو توفير مخالب للتحركات الدبلوماسية. كل الكلمات والاتفاقيات في العالم لا تعني شيئا إذا لم تكن هناك وسيلة قوية للإجبار على التنفيذ. ويمكن لسلاح الجو الأمريكي أن يوفر غطاء جويا لفرض الحصار على طرق الإمدادات المعروفة. وسوف تستخدم الدول المحيطة أجهزة الاستخبارات والقوات البرية الخاصة بهم للقيام بدوريات فعالة على حدودها للحد من قدرة الدولة الإسلامية على الحفاظ على الإمدادات والغذاء الذي يصل إليها.
الدبلوماسية في حد ذاتها لا يمكنها أن تحقق نتائج سياسية. إنها تتطلب دعما عسكريا على درجة عالية من الكفاءة والفعالية. ولكن حمل العدو على الخضوع باستخدام الأداة العسكرية لن يحقق النتائج المرجوة. لقد حان الوقت لإعادة التوازن بين الوسائل التي تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى تحقيق نتائج دولية. يجب على الجيش أن يدعم الدبلوماسية، ولا يتجاوزها.