الفُرقة والفوضى هي العنوان الرئيس لوضع معبر نصيب بعد عام على تحريره

3 أبريل، 2016

إياس العمر: المصدر

انسحبت قوات النظام من معبر نصيب الحدودي مع الأردن قبل عام كامل (في 1 نيسان/أبريل 2015) تزامناً مع بدء الثوار التجهيز لمعركة أطلقوا عليها اسم (يا لثارات المعتقلين) التي هدفت إلى السيطرة على المعبر.

وقال الناشط أحمد المصري لـ “المصدر” إن تشكيلات الجيش الحر لم تكن تتوقع أن يقوم النظام بالانسحاب السريع من داخل المعبر، علماً أن طيران النظام في ذلك اليوم لم يغادر سماء المنطقة، ومع انسحاب قوات النظام لم تكن بعد هناك خطة لدى التشكيلات لحماية المعبر والمنطقة الحرة، وكان ذلك السبب الرئيس في عمليات الفوضى التي حدثت في اليوم الأول من دخول المعبر، فحصل تعدي على الأملاك الخاصة والعامة داخل المعبر.

وأضاف بأنه وبعد أقل من 48 ساعة عملت دار العدل في حوران، والتي كانت حديثة التشكيل، على إعادة أكبر قدر من المسروقات، كما أطلقت سراح عدد من السائقين من الجنسية اللبنانية الذين كانوا محتجزين داخل المعبر، ولعب الشيخ أسامة اليتيم دوراً كبيراً وقتها في إعادة الأمور إلى نصابها.

وأشار إلى أن ما حدث في المعبر كان له تأثير سلبي على تشكيلات الجيش الحر وعلاقتها في الحاضنة الشعبية، والتي قامت بتوجيه مجموعة من التهم إلى تشكيلات الجيش الحر، وفيما بعد اعتبر الناشطون أن ما جرى في المعبر كان كارثياً على محافظة درعا والجنوب السوري، حيث كان من أهم العوامل في تراجع تشكيلات الجيش الحر وتوقف عمليات التحرير، فبعدها لم يتم سوى عملية تحرير واحدة خلال عام كامل، وكانت عملية تحرير اللواء 52 في ريف درعا الشرقي، مقارنة بعامي 2014 و2013 التي تمت فيها عشرات عمليات التحرير خلال كل منها.

“المصدر” زارت معبر نصيب بعد أشهر من سيطرة كتائب الثوار عليه، وكان الوضع مأساوياً داخله، حيث تعرض لتخريب بشكل شبه كامل، ولم يسلم أي مرفق من مرافقه من عمليات التخريب، على عكس المنطقة الحرة السورية الأردنية، والتي لم تتعرض لحجم الخراب الذي تعرض له معبر نصيب، وإن ما ميز المنطقة الحرة عن المعبر هو أنها خضعت لسيطرة فصيل واحد كان مسؤولاً عنها، بعكس المعبر والذي كانت تسيطر عليه مجموعة من الفصائل.

وبعد عام على ما جرى، “المصدر” التقت قائد جيش اليرموك سليمان الشريف، لمعرفة حقيقة ما جرى، كون الشريف هو أحد أبناء بلدة نصيب، وكون جيش اليرموك كان واحداً من التشكيلات المشاركة في السيطرة على المعبر، حيث قال إن حقيقة ما جرى لم يكن انسحاباً من قبل قوات النظام من معبر نصيب، فقد فرت قوات النظام بعد تجهيز قوة حقيقة ومعركة كان معداً لها، وفي الحقيقة لم تكن التشكيلات في حسبانها تحرير المعبر بهذا الوقت القصير، إضافة إلى أمر لم يكن بحسبان أحد، وهو اكتشاف نفق كان تقوم بتجهيزه جبهة النصرة للدخول إلى المعبر دون الرجوع إلى أحد، وما قد يؤدي إلى كارثة في المنطقة في حال تم تفجير النفق، لذلك وجد الجيش الحر في المنطقة نفسه مجبراً على فتح معركة بشكل سريع لقطع الطريق على جبهة النصرة.

وأضاف بأن السبب الرئيس في الفوضى الكبيرة التي وقعت في المعبر عقب السيطرة عليه هو الفرقة التي تشهدها المنطقة وعدم اجتماع الكلمة بين الفصائل، ولو كان هناك تنسيق بين الفصائل لما حصل ما حصل، فكل فصيل كان يعمل بشكل منفرد، وهذا ما أعطى فرصة لجبهة النصرة لسحب ما في المعبر، وفتح طريق لبقية الفصائل، وحتى لعامة الناس، للدخول إلى معبر نصيب وسرقة ما فيه من ممتلكات.

وأشار إلى أنه عندما يتولى فصيل واحد حماية المرافق فإن ذلك أنجح، وكانت أكثر من تجربة ناجحة لحماية المرافق عندما يتولى المهمة فصيل واحد، ومنها صوامع غرز في درعا، عندما تولى مهمة حمايتها لواء التوحيد، وقام بحمايتها بشكل جيد ولم تسجل إلا بعض الحوادث البسيطة، وكذلك الحال في سجن غرز السجن المركزي، بعد فترة فلتان استمرت لثلاثة أيام كلفت الفصائل جيش اليرموك بحماية السجن، وهو الآن في أحسن حال، وكذلك الحال عندما تم توكيل جيش اليرموك بحماية المنطقة الحرة، وتبين أن أنجح الطرق هي أن توكل المهمة لفصيل واحد يقوم بحماية المواقع العامة.

وأردف بأنه كان لهذه الأحداث أثر كبير ونظرة سيئة للفصائل من الخارج والداخل، فالناس تحركها العواطف والانفعالات، وتحركها الحوادث الطارئة، وكان هناك سوء إدارة إعلامية، وتم توجيه أصابع الاتهام للجيش الحر بشكل كبير جداً، مع أن أفعال الجيش الحر كانت أقل من جبهة النصرة، ومع ذلك كان المتهم الرئيس، وأثر ذلك على علاقة أبناء الثورة بالحاضنة الشعبية، لكن الأمر كان عبارة عن عواطف جياشة تتغير مع الزمن، والان عندما تغيرت الأمور وبدا الجيش الحر صفاً واحداً ضد فكر الغلو والتطرف، بدأت الحاضنة الشعبية تدرك أن الجيش الحر يشكل الضامن الوحيد للثورة واستمرارية ثورة الشعب السوري.

أخبار سوريا ميكرو سيريا