‘داود البصري يكتب: ملالي إيران.. بطولة العالم في الإعدام’

8 أبريل، 2016

داود البصري

لعل التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية ( امنستي ) والذي أشار بوضوح وتجرد ووفق احصائية رسمية الى أن نظام الملالي الفاشي في ايران هو فعلا بطل العالم في تنفيذ أحكام الاعدام الجزافية والعشوائية، والتي شملت حتى الأطفال دون السن القانونية.

هو مجرد تقرير عام يشير لفظائع النظام الارهابي الايراني، ويؤشر على مدى ساديته وحقده على البشرية وقيمها الانسانية، فالتقرير الدولي الحقوقي ذكر رقما هو977 حالة اعدام في عام واحد ( 2015 )! ولوضربنا ذلك الرقم بأعوام التسلط الطويلة لذلك النظام والبالغة 37 عاما كاملات فكم سيبلغ الرقم الفعلي؟ مع العلم أن الشعب الايراني من خلال قواه الحر] في المقاومة الوطنية الايرانية، وفي سنوات الحرب الماراثونية مع العراق، قدم مئات الآلاف من الضحايا في مواجهة قمع واستبداد حكومة الملالي الفاشية المتسلطة التي زرعت الرعب والموت والدمار في كل الأرض الايرانية، ولم تستثن أحدا من قمعها، بل تحول ذلك القمع وتحولت حبال المشانق لسياسة حوار دموية مروعة مع المعارضة، ولعل تصعيد حملات الاعدام في الشوارع ضد المعارضين والمناضلين من أبناء الشعوب الايرانية، قد شهد زيادة عددية مضطردة مع تنامي الأزمات القاتلة والمهلكة التي يمر بها النظام، وهو يحاول فرض منهجه الارهابي على الشعوب الايرانية، ويتأبط شرا بشعوب المنطقة، وهو يحاول تصدير نموذجه السلطوي الإرهابي المتخلف لدول الجوار والمحيط الخليجي على وجه التحديد بعد أن تمكن من الهيمنة التامة على العراق وتوغل في العمق السوري بكيفية استنزافية ستنهيه وتدمر آماله وستجعله عاريا أمام قبضات الشعوب الايرانية الحرة، التي تتهيأ ليوم خلاصها.

لقد كانت حصة الشعب العربي الأحوازي من حملات الاعدام حصة الأسد! فارهاب الشعوب سياسة ممنهجة ومؤطرة تاريخيا لذلك النظام الدموي الفاشي منذ أيامه الأولى. ولعل الذاكرة التاريخية لجلاوزة النظام تسجل ان الارهابي المقبور الملا ( صادق خلخالي ) كان من الرواد والمتميزين في الارهاب عبر التوسع الجنوني في اصدار أحكام الاعدام الجماعية، ودون تثبت أويقين أودليل. وشهيرة عبارته الشهيرة التي كان يقول فيها: (من نعدمه عن طريق الخطأ سيدخل الجنة لكونه مظلوماً،! أما المجرم فهويستحق العقاب)! هكذا بكل خفة وعدوانية وسادية فظة يتلاعبون بحياة الانسان، ويقدرون الأحكام ويبررون الذرائع بعقلية اجرامية صرفة لا مثيل لها في العالم المتحضر.

النظام الايراني يتوسع في تنفيذ أحكام الاعدام أمام عيون العالم المتحضر الذي يتابع ارهابية واجرام النظام وتحديه الفظ لكل قيم الأرض وقوانين السماء، ويتلذذ في تعذيب الشعوب المبتلاة بحكمه الارهابي الذي حول ايران لقاعدة عدوانية ولوكر ارهابي أسود ضد أمن شعوب المنطقة بأسرها .

نظام الملالي، بعد أن أفلس وفشل في ادارة معاركه الاقليمية العدوانية الرثة، وفرض طموحاته الارهابية اللامتناهية والمستندة لعقلية تسلطية فظة لا مكان لها في عالمنا المعاصر، لجأ لتصعيد الارهاب الداخلي وسحق كل ارادة أوصوت للمقاومة الوطنية، وركز بشكل خاص على الشعب العربي الأحوازي، الذي يتعرض اليوم لحملة ابادة وتشريد ممنهجة، بعد تبلور المشروع السلطوي العدواني نحونهايات تتوجه لتدمير المقاومة العربية الأحوازية من الداخل، عبر تفعيل اجراءات الاستيطان الفارسي، أوعبر سياسة القمع الدموي المباشر وفرض الارهاب الشامل وتعميم المشانق، وهي السياسة الارهابية المتبعة ضد كل الشعوب الخاضعة لسلطة نظام الملالي القاتل.

الادانة القانونية الدولية لم تعد تكفي أوتفي بالغرض، فقد تعود هذا النظام طيلة أربعة عقود على التحايل على القوانين الدولية والهروب من التزاماته القانونية بذرائع ومبررات واهية وسقيمة.

وبات من الضروري التوجه العام لدعم الشعوب الايرانية، سواء من خلال المقاومة الوطنية الايرانية التي تقودها جماعة مجاهدي الشعب الايراني (مجاهدي خلق)، أومن خلال بقية حركات التحرر للشعوب الايرانية الأخرى، وهنا تقع على العالم العربي ان أراد الافلات من شباك الارهاب الايرانية، مسؤولية الانفتاح والتواصل مع حركة التحرر العربي الأحوازية، وفتح المجال لمناضليها ومحاولة توحيد راياتها نحوالهدف المشترك الأعظم، وهو إنهاء الارهاب في ايران، وعودة الديمقراطية والسلام من أجل أمن وسلام شعوب المنطقة، لا لمشانق أهل العمائم الفاشية، والحرية للشعوب الايرانية.

المصدر: السياسة

أخبار سوريا ميكرو سيريا