قوات المعارضة تفتح نيرانها على تنظيم الدولة وتسلبه الكثير من المناطق في سورية
8 أبريل، 2016
مراد القوتلي – السورية نت
يواجه تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ نهاية الشهر الماضي وحتى، اليوم الجمعة، هجوماً واسعاً من قوات المعارضة السورية، إذ استطاعت الأخيرة تحقيق تقدم ملحوظ على التنظيم في مناطق متفرقة من البلاد.
ويبدو أن التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة على التنظيم وفق إمكانياتها المحدودة، يعد أسرع من ذلك الذي حققته وتحققه قوات نظام بشار الأسد، المدعومة بطيران روسي، والعشرات من الميليشيات الأجنبية المسلحة بشكل جيد.
وتشير الوقائع في الريف الشمالي لحلب إلى تقهقر واضح لقوات التنظيم أمام هجمات قوات المعارضة المنضوية في غرفة عمليات “حور كلس”، حيث سيطرت الأخيرة على 22 نقطة (على الشريط الحدودي السوري التركي) كانت تحت سيطرة “تنظيم الدولة”، وبعتبر أهمها بلدة الراعي التي خرجت عن سيطرة التنظيم، أمس الخميس، وتأتي أهميتها لكون التنظيم يستخدم البلدة كنقطة انطلاق لعملياته العسكرية ضد فصائل المعارضة، فضلاً عن الموقع الجغرافي الهام للبلدة التي من خلالها يمكن التوجه نحو الشرق، والجنوب، والغرب.
وتشير مصادر محلية لـ”السورية نت” إلى أن فصائل المعارضة يبدو أنها عازمة على التقدم أكثر على الشريط الحدودي وصولاً إلى جرابلس على الأقل في المرحلة الحالية، وتعكس طبيعة الأسلحة المستخدمة في هذه المعارك جدية واضحة من المعارضة لطرد التنظيم من الشريط الحدودي، إذ استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة، فضلاً عن تنبه المعارضة لأساليب التنظيم القائمة على تفجير المفخخات.
معارك القلمون
في ريف دمشق، يواجه مقاتلو “تنظيم الدولة” أيضاً هجوماً واسعاً من قوات المعارضة منذ أمس الخميس، وتتركز المعارك في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وتكمن أهمية هذه المعارك في أنها تستهدف إمدادات للتنظيم، وهو ما اعترف به الأخير، حيث قالت وكالة “أعماق” التابعة له إن “فصائل المعارضة استهدفت إمدادات قواتها على الطريق الرئيسي قرب المعمل الصيني في القلمون الشرقي بريف دمشق”.
الجنوب السوري
لهيب المعارك ضد التنظيم انتقل إلى الجنوب السوري، حيث تستمر المعارك بين فصائل المعارضة ولواء “شهداء اليرموك”، و”حركة المثنى الإسلامية” المرتبطان بالتنظيم، وقد اتخذت المعارك طابع الكر والفر، لكن نتائجها حتى الآن في صالح قوات المعارضة.
وخسر الفصيلان المرتبطان بالتنظيم، اليوم الجمعة، السيطرة على بلدتي تسيل، وسحم الجولان، بعد معارك عنيفة ضد قوات المعارضة، وتعتزم الأخيرة تحقيق تقدم أوسع في الجنوب الغربي من محافظة درعا، حيث لم يتبقى لدى “شهداء اليرموك، والمثنى” إلا مناطق “الشرق، ونافعة، والقصير، والشجرة، وجملة، وعابدين، وبيت آره”.
وكانت المعارضة قد استعادت السيطرة على قرية عدوان الهامة، بعدما تعرضت لهجوم مفاجئ من “شهداء اليرموك، والمثنى” أدى إلى مقتل عدد من قوات المعارضة والتنكيل بجثامينهم، حيث نشرت حسابات تابعة للتنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لمقاتلين من المعارضة وهم معلقون على أعمدة الكهرباء بعد قتلهم.
ويبدو أن وضع التنظيمين صعب إذ تحاصرهما قوات المعارضة من جهة الشمال، والشرق، فضلاً عن أنهما غير قادرين على التحرك جنوباً بسبب تماسهما المباشر مع الحدود الأردنية، وكذلك الأمر بالنسبة للغرب حيث تتواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتتحدث مصادر عسكرية في المعارضة السورية عن أنها تسعى حالياً لخرق خطوط دفاع التنظيمين بشكل خاص في بلدتي الشجرة، وجملة (الحدودية) القريبة من هضبة الجولان.