الفيسبوكيين يودعون الراحل حسين العودات بالخواطر والذكريات والرثاء
9 أبريل، 2016
ليلة حزينة مرت أمس على صفحات السوريين، بعد رحيل الكاتب السوري حسين العودات، حكايات كثيرة وذكريات كتبت أمس عن اللقاءات الأولى والأحلام المشتركة والنضالات الطويلة، التي جمعتهم بقامة من قامات الثقافة السورية، حولت الشاشة الزرقاء إلى مسرح تأبين واسع.
وكتب الروائي والمفكر السوري خيري الذهبي، “فقدت سوريا منذ دقائق واحداً من أبنائها النبلاء, وشريفا من النادرين، أنا حزين لغيابك اليوم يا صديقي, حزين أن نخسرك والفرح صار على الباب، على أية حال سأرسل إليك رسالة النصر قريباً، سوريا تحررت من الطاغية فقّر عينا يا أبو خلدون الجميل واهنأ في جنان الخلد”.
تعرف الكاتب السوري ياسين الحاج صالح على العودات “أبو خلدون” سنة 2001، وأصبح صديقا مقربا بحيث لا يمر شهر أو شهرين دون أن يلتقيا فيه بين الأصحاب على كأس بالشام، وكان صاحب نكتة، ولديه حكاوي ظريفة عن حوران، هكذا تذكر الحاج صالح العودات ليعبر عن حونه لفراق الصديق على حسابه في “الفيس بوك”
المعارض السوري منصور الأتاسي وعد العودات بأن أحلامه في حية السوريين بالإنتقال إلى الدولة المدنية الديمقراطية ستتحق، وأنهم سيذكرونه حينها بكل إحترام وإجلال، وقال الأتاسي “غادر دنيانا الأستاذ وكبير الصحفيين حسين عودات المحترم، غادرنا الانسان المتواضع والموسوعي والجامع للآخرين والصحافي اللامع والوطني الصادق، عملت معه لفتره كان مثال الوعي والحصافه والصلابه الوطنيه.
وذكرت الكاتبة الصحفية السورية غالية قباني بآخر ما كتبه العودات على حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” قبل أيام، أن “اتحاد الكتاب العرب في دمشق اوقف راتبه التقاعدي بسبب مواقفه”.
وقال المعارض السوري مروان حبش “ودعنا مساء البارحة ورحل مساء اليوم”، وأوضح أن العودات نقل إليه عندما زاره وصديقه حبيب عيسى، خبر إستعادة حقوقه التقاعدية كعضو في اتحاد الكتاب العرب، بعد أن حرمه منها المكتب التنفيذي السابق للاتحاد.
وكتب حبش “رحل الرفيق والصديق والأخ حسين العودات (أبو خلدون) مساء هذا اليوم الخميس 7/4/2016، رحل وهو يحمل معه هموم وطنه ومأساة شعبه، ويحمل أيضاً الأمل بأن إرادة المخلصين من أبناء الشعب قادرة على الوصول به إلى شاطئ الأمان رغم كل تلك العواصف العاتية”.
وتحت عنوان “حسين العودات الذاكرة الحيّة وداعاً”، نقل المخرج السوري مأمون البني على الصفحته الشخصية وصف الكاتب السعودي اسحاق الشيخ يعقوب للعودات، “سوريا تحترق، وكأنه يحترق، إني أرى نزيف حريقها يتصاعد في أنفاسه وهو يتحدث عنها مخنوقاً في انفاسها!!، مسلول البنية كمهند رديني، شامخ الطول، عريض المنكبين، طويل الذراعين، ترف الكفين، مستطيل الوجه ممدود الأنف كث الشارب، جهوري الصوت، مفتول الرجولة، كأن تقاطيع محياه حفرت من صخور التاريخ. حسين العودات.. احد الادمغة السورية الفارهة في الفكر والثقافة”.
وبحزن واضح ودع المخرج السوري هيثم حقي العودات، “وداعاً صديقي الغالي حسين العودات، خبر محزن جديد لغياب شخصية سورية إستثنائية بإخلاصها لدور المثقف الحقيقي، حسين العودات الدمث الصلب الموسوعي المعرفة وصاحب الموقف، المحب لسوريا وناسها يغيب اليوم. ومن جديد تملؤني الحسرة لعدم قدرتي على وداعك يا صديقي وأنت تذهب في رحلتك الأخيرة، وداعاً حسين العودات لك الرحمة ولأصدقائك ومحبيك الكثر وللعائلة التي أحب خالص العزاء”.
وكعادتها عبرت المعارضة السورية منى غانم عن حزنها بكلمات قوية، “لا عجب أن يرحل حسين العودات عن عالمنا فهذا زمن الصعاليك، هنيئا لك أبا خلدون رحيلك عن هذا العالم وأنت الذي لم تترك سوريا يوماً، ولم تغادرها و لم تقبل لها الا كلمة الحق كنت قامة تليق بسوريا”.
وقدم الناشط السوري أسامة السمان العزاء للسوريين “بالعم ابو خلدون حسين العودات، كلمته منذ أيام ولم افهم ولا كلمه من سوء خطوط بلدي، حالته الصحيه لم تكن جيدة، ولكن ماكنت متاكد منه أنه باق على موقفه من الحرية، شرفني أنه جلس في منزلي في القاهره مع فايز سارة وميشيل كيلو، وهناك زادت علاقتي به وعرفت مدى انسيانته وحبه لبلده، سوريا مازلت تخسرين العديد من رموزك، وتلك هي ضريبه الحرية” .
وبلغته الشعرية عبر المعالرض السوري زكريا السقال عن حجم الخسارة برحيل العودات، “كم الحزن هذا المساء، بل كم من الخسارات بهذا الزمن الرديء حسين العودات السماحة والكرم والعقل النابه نخسره، حسين العودات كان وطن من أحساس ومعرفة واحترام الآخر، نخسره بالوقت الذي نحتاجه، وقد خسرنا الكثير، نعم يا صديقي خسرنا الكثير، وبسمتك وجبينك من أغلاهم، نم هادئا لعل وعسى”.
الكاتب والمعارض منير درويش، قال “الأشجار تموت واقفة، حسين العودات ( ابو خلدون ) يغادرنا بعد أيام من الصمت، قامة وطنية مناضل سوري وعربي، شجرة سنديان عميقة الجذور في أرض الوطن، صديقاً وفياً صدوقاً وصادقاً، أراد لهذا الوطن أن يسمو وينهض، زرع بذوراً للوعي، كان يحلم كما كل المناضلين لكنه غاب آخذاً حلمه معه وتاركاً الهم لنا، وداعاً أبا خلدون لا بد للحلم أن يتحقق” .
ووصف الكاتب السوري أديب البردويل الراحل العودات بـ”المثقف الذي يجمع فيه الإنسان واللطف والنضال والرأي الحر”، وأضاف حسين العودات برحل، ويرحل معه الكثير من عبق ياسمين دمشق ورائحة الهال الحوراني الممتشق دائماً لعزته وكرامته. لن أنسى أيها الرجل الرجل، عندما أشرت لدار الأهالي في دمشق، أن يبيعوني كمية من كتاب لعبد الرواق عيد بعنوان : ياسين الحافظ ــ نقد حداثة التأخر برأسماله، عندما عرفت بأنني سأبيعها بدوري لأصدقاء، وذلك بفصد التوفير عليهم ما يمكن أن تخصمه دار النشر التي كنت مديراً لها عام 1996، حسين العودات : أيها الشهامة والكرم النبيل, أشكرك مجدداً وأنحني احتراماً، لكنني لن أنكر حزني العميق عليك حتى البكاء, رغم أنني أعرف أن من هو مثلك لن يموت”.
وأكد الحقوقي السوري ميشال شماس أن العودات “حيُّ فينا”، وكتب “خسارة كبيرة أن يرحل عنا اليوم الكاتب والمفكر والصحفي الصديق حسين العودات في وقت نحن أحوج فيه لكل العقول النيّرة، لم يستطع النظام بكل حبروته وسطوته ان يهزمه، لكن المرض هزم جسده النحيل دون أن يتمكن من روحه المنتشرة في كل مكان وزاوية من سوريا، وفي قلوب الكثير من السوريين، الرحمة لروحك الطاهرة يا صديقي، وعزاؤنا الحار لعائلتك ومحبيك الكثر”.
وعبر المعارض السوري منذر خدام عن مدى ألمه بوفاة العودات، “تلقيت بألم نبأ وفاة الصديق النبيل الأستاذ حسين العودات، لقد عرفته منذ اكثر من عشرين عاماً إنسانا صادقا، ووطنيا غيورا، ومناضلاعنيدا وكاتبا علماً، لقد تشرفت بالعمل معه في قيادة هيئة التنسيق الوطنية لنحو ثلاث سنوات، لروحه السلام ولزويه واصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان”.
الكاتب السوري وائل السواح كتب عن العودات “لا أعرف رجلا اجمع عليه السوريون مثل حسين العودات. رجل وطني وديمقراطي وانسان يندر مثيله، منه تعلم الكثير وانا بينهم، خسارتنا بك كبيرة يا ابو خلدون، العزاء لسوريا ولسيدة الفاضلة ام خلدون وللصديق العزيز باسل”.
وكانت الشاشة الزرقاء بديل غير كافي للسوريين الذين حرموا وداع أحبتهم وأصدقائهم الأخير، كما هو الحال في غياب العودات.
وكتبت الصحفية السورية ديمة ونوس تعزي عائلة الفقيد، “رحل عمو حسين ولم نلتق منذ أربع سنوات، سأشتاق إليك، وأنا معتادة على وجودك بيننا منذ كنت في الثالثة ربما، منذ تشكلت ذاكرتي، ما يزيد من الوجع عدم قدرتنا على أن نكون في بيتك الآن إلى جانب خالة أم خلدون، نواسيها ونلتقط أخر ذكريات لنا في الصالون الصغير، الذي كان يتسع للجميع كأنه حديقة، سيبقى الصالون يتسع وخالة أم خلدون ستبقى هناك في انتظارنا، وسنعود عمو حسين في يوم قريب، مفتقدين لكل من رحلوا في غفلة عنا”.
الشاعرة والكاتبة السورية رشا عمران، كتبت في وداع العودات “خسارة، حسين العودات، الوطني النبيل، من القلة التي تثبت أن السياسة والأخلاق لا تتعارضان، خسارات سوريا فادحة، أنت في مقدمة هذه الخسارات. وداعا”.
هكذا ودع السوريون العودات إلى مثواه الأخير عبر شاشات صغيرة نقلوا خلالها حباً وعاطفة غير مسبوقة، هذه المرة الفقيد داخل أسوار الوطن بعيد بعد حلمهم في العودة، وقريب قرب أملهم بتحقيق ما سعى إليه وناضل من أجله، سوريا الحرة المدنية الديمقراطية.