هل يقترب كابوس اليمن من نهايته؟
11 أبريل، 2016
ذا ناشيونال –
على مدى عقود، عانى الشعب اليمني من الحكم السيء وفقر التنمية والصراع المدني الممتد. وخلال العام الماضي، تضاعفت آلام اليمن من خلال حرب جوية مدمرة.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا بعنوان “دلائل نهاية القتال في اليمن” وكانت هذه الدلائل هي الاجتماعات التي جرت مؤخرا بين الحكومة السعودية وعناصر من قيادة المتمردين في اليمن، والتي انتهت إلى الإعلان عن عملية تبادل للأسرى، ووقف إطلاق النار المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 10 أبريل، ومحادثات السلام المقرر عقدها في 17 أبريل في الكويت. وكان تقييم بعض المحللين هو أن هناك إفراط في حالة التفائل، ولكن هناك بعض الأمل على الأقل في أن اليمن قد يتجاوز محنته قريبا.
وفي حين شهد تاريخ اليمن فصولا متعددة من الاضطرابات في الماضي، إلا أن الفصل الأخير من الاضطرابات بدأ في أعقاب الاضطرابات التي هزت البلاد بعد الربيع العربي. ودائما ما كان اليمن بلدا شديد الفاقة ،حتى في أفضل الأوقات، كان غير مستقر سياسيا. فقد كانت هناك صراعات قبلية وصراع بين الشمال والجنوب، كما كان اليمن موطنا لأحد فروع تنظيم القاعدة. وقد تجمدت إدارة علي عبد الله صالح التي استمرت لمدة عقود والتي بشرت يوما ما بقدوم نموذج “الديمقراطية الناشئة” وأصبحت إدارة فاسدة تتفشى فيها المحاباة.
وعندما اضطربت البلاد، حاولت دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة تحقيق الاستقرار في الوضع اليمني عن طريق القيام بإصلاحات متواضعة في نظام الحكم في اليمن. وأدى الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى استبعاد السيد علي عبد الله صالح، واستبداله بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقد قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بوضع أجندة إصلاح، عمل السيد علي عبد الله صالح على عرقلتها. ومن ثم، تمت الإطاحة بالحكومة من قبل عصبة من المتمردين الذين شكلوا تحالفا مع عناصر من الجيش اليمني بقيت موالية للسيد علي عبد الله صالح.
ومع تحرك المتمردين نحو الجنوب، أصبحت المملكة العربية السعودية وشركائها من دول مجلس التعاون الخليجي قلقين. فقد كانوا غاضبين من أن التسوية التي عملوا على التوصل إليها قد تمت الإطاحة بها. وقد ضاعف من غضبهم حالة الفخر القادمة من بعض الموجودين في إيران ممن ادعوا أن طهران لديها وجود الآن في أربع عواصم عربية (بغداد، ودمشق وبيروت وصنعاء).
وفي حين كان هناك بعض الجدل حول مدى الدعم الإيراني المقدم للحوثيين، خلقت الادعاءات الإيرانية وتقارير شحنات الأسلحة والإمدادات الإيرانية القادمة إلى صنعاء واقعا لا يمكن أن تتجاهله المملكة العربية السعودية أو تتسامح فيه.
وعن طريق التصور الموجود لديهم بالفعل من أن إيران قد أصبحت قوة صاعدة في العراق ومن تدخل إيران سياسيا وعسكريا في دعم حكومة بشار الأسد في سوريا، أصبح السعوديون مصممين على رسم الخطط في اليمن.
ومما ضاعف من قلقهم المفاوضات التي كانت قائمة بين دول 5 + 1 وايران حول برنامج ايران النووي. ولم تكن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تخشى من أن هذه العملية قد تؤدي إلى اتفاق نووي وفقط، بل سوف تضفي الشرعية على إيران في نظر الغرب، وسوف تنهي العقوبات وتؤدي إلى تدفق مليارات الدولارات على ايران، مما سيوفر للايرانيين الموارد اللازمة لمواصلة السعي من أجل الهيمنة الإقليمية. ولذلك بدأت قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية منذ عام مضى الغارات الجوية بهدف دحر التمرد الحوثي واستعادة حكومة السيد عبد ربه منصور هادي.
لقد كان العام الماضي عاما مدمرا بالنسبة لليمن خاصة. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، لقي أكثر من 6000 شخصا مصرعهم، وأصيب 30000 آخرين، بينا يوجد اثنين ونصف مليون نازح داخل اليمن.
وبسبب وعورة التضاريس في اليمن، والحقيقة القائلة بأنها دولة محاطة بالمياه، فلا يوجد مكان للاجئين يذهبون إليه. وهناك أكثر من 20 مليون يمنيا في حاجة ماسة للرعاية الإنسانية، بما في ذلك 19 مليون يفتقرون إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، و 14 مليون شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية، وأكثر من مليوني (منهم 300000 من الأطفال) يواجهون سوء التغذية الحاد. وعن طريق الاستفادة من حالة الفوضى، وسع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من نطاق عمله في البلاد.
ولذلك، يجب أن نأمل في أن تكون هذه التلميحات لإنهاء الحرب هي في الواقع أكثر من مجرد تلميحات. وأن ينتهي الأطراف المتحاربة إلى استنتاج مفاده أن هذا الجنون يجب أن ينتهي وأن المفاوضات سوف تكون بداية عملية التسوية السياسية والمصالحة الوطنية في اليمن.
عند هذه النقطة، فإن الأجندة الحقيقية لليمن لا ينبغي أن تشمل الإصلاح السياسي وتوحيد القوات اليمنية والإقليمية لهزيمة تنظيم القاعدة وفقط، ولكن يجب أن تشمل عملية إعادة الإعمار وجهودا دولية كبيرة بقيادة دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية لشعب اليمن الذي عانى طويلا.