خسائر إيران تزداد بسورية ودعمها للأسد مستمر

13 أبريل، 2016

تزايدت خسائر إيران العسكرية، التي فضّلت الوقوف إلى جانب نظام الأسد، والمشاركة في الحرب بسورية، عبر إرسال قواتها وميليشياتها، منذ اندلاع الأحداث الدامية في البلاد.

ورفعت إيران من مستوى دعمها لنظام الأسد، خاصة بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب بالكامل، وامتدادها نحو سهل الغاب في ريف حماة، خلال العام الماضي، الأمر الذي شكّل خطراً على قلعة الأسد المتمثلة بمحافظة اللاذقية الساحلية.

وكان الجنرال الإيراني “قاسم سلماني”، قد أعلن في أواخر أغسطس/آب الماضي، أنه سيجلب قرابة 9 آلاف من القوات البرية الإيرانية إلى سورية، من أجل منع سقوط منطقة جورين التابعة لسهل الغاب.

وعقب هذا التصريح أكّدت مصادر في المعارضة السورية، أنّ قرابة 5 آلاف إيراني وميليشيات أخرى مؤيدة لطهران، وصلوا إلى العاصمة السورية دمشق، وتمّ توجيه أغلبهم إلى ريف اللاذقية وجنوب محافظة حلب.

وبعد التدخل البري الإيراني في سورية، بدأت روسيا في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بالتدخل الجوي في سورية، لكنها اتخذت في 13 مارس/آذار الماضي، قراراً بتخفيض قواتها الموجودة في سورية.

وقامت طهران بإرسال قوات إضافية إلى سورية، بهدف تغطية الفراغ الحاصل نتيجة الانسحاب الجزئي الروسي من سورية، وتعزيز قدرات قوات النظام، مستفيدةً من حالة وقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط الماضي.

وفي بدايات الحرب، اكتفت إيران بإرسال قوات الحرس الثوري إلى سورية، إلّا أنها بدأت في الآونة الأخيرة بتعزيز عناصرها المقاتلة في سورية، بقواتها الخاصة.

وكان “أمير علي آراسته”، مساعد منسق وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني، أعلن الأسبوع الفائت، إرسال بلاده، قوات مشاة من اللواء65  إلى سورية، بهدف القيام بأعمال استشارية.

وتشير الأرقام الصادرة عن مصادر محلية في الداخل السوري، إلى وجود قرابة 10 آلاف مقاتل إيراني، و4 آلاف من ميليشيا “حزب الله” اللبناني المدعومين إيرانياً، في ساحات القتال بسورية.

وبالتزامن مع تزايد عدد أفراد القوات الإيرانية في سورية، يزداد عدد قتلى ضباطها، فقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أنّ طهران فقدت خلال شهر إبريل/نيسان الجاري، 23 عسكرياً لها في سورية، بينهم العقيد “ما شاء الله شمسة” العامل في صفوف الحرس الثوري، حيث قُتل في 2 إبريل/نيسان، على يد أحد قناصي تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب.

ومن القوات الخاصة المرسلة خلال الآونة الأخيرة، قُتل عدد من العسكريين منهم “سيد روح الله حسيني”، و”مهدي جعفري”، و”بشير ناطقي” (كتائب الفاطميون)، و”غلام حسين”، و”أمجد علي”، و”سيد سر تاج حسين”، و”مرتضى حيدري” (ميليشيات زينبيون الباكستانية) في معارك بمحيط حلب.

وقبل يومين، قُتل في معارك جنوب حلب، كلٍّ من العقيد “مجتبى ذوالفقار نسب”، العامل في الكتيبة 45 بالقوات الخاصة، والضابط “مرتضى زرهرند” المنتسب للكتيبة 258، إضافة إلى الملازم “مجتبى يد اللهي|، وزميله “محسن كيتاسلو”، العاملان في الكتيبة 65.

وإلى جانب قتلى الإيرانيين، أعلنت وسائل إعلامية مقربة من “حزب الله” اللبناني، مقتل 12 من عناصر الحزب في سورية بينهم القائد الميداني، “إسماعيل نايف حلاوة”، خلال الأسبوعين الماضيين.

 وتقوم إيران بدعم النظام، منذ اليوم الأول من اندلاع الحراك الشعبي ضدّ نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سورية، ويطلقون على قتلاهم اسم “المتطوعون”، فيما يدّعون بأنّ ضباط الحرس الثوري الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية، جلّهم من المتقاعدين أو عسكريين قدامى أو مستشارين.

وبحسب المصادر الإيرانية، فقد قُتل 10 جنرالات إيرانيين في سورية منذ فبراير/شباط 2013، بينهم، “حسن شاطري”، و”محمد جمالي زادة”، و”عبد الله اسكندري”، و”جبار دريساوي”، و”علي اللحدادي”، ومساعدا “قاسم سليماني”، “حسين مهداني”، “حاج حامد مختاربند” الملقب بـ”أبو زهرة”، و”فرشاد حسوني زادة”.

13 أبريل، 2016