إيطاليا تنهي عزلة طرابلس السياسية
14 أبريل، 2016
قدم وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني في العاصمة الليبية، الثلاثاء، دفعة دعم إضافي لحكومة الوفاق الوطني، في أول زيارة لمسؤول غربي إلى طرابلس بعد أكثر من عام ونصف العام من العزلة السياسية.
وأنهى جنتيلوني بزيارته المقاطعة التي فرضها المجتمع الدولي على سلطات المدينة منذ أحداث صيف العام 2014، لتصبح إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، أولى الدول الغربية العائدة إلى طرابلس بعدما كانت آخر من غادرها.
وحدد الوزير الإيطالي في الزيارة التي استمرت لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة أولويات بلاده، ومعها المجتمع الدولي في ليبيا، وهي العمل على تثبيت سلطة حكومة الوفاق الوطني، ثم مساعدتها عسكريا لمواجهة الخطر الجهادي ما إن تطلب ذلك.
واستقبل جنتيلوني، الذي وصل على متن طائرة خاصة إلى مطار معيتيقة في شرق العاصمة، نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق وسط حراسة أمنية مشددة، قبل أن يخرجا من المطار في سيارة ضمن موكب رفع عليها علمي إيطاليا وليبيا.
وشارك معيتيق في المؤتمر الصحافي في ختام الزيارة، بينما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في تغريدة على تويتر أن الوزير الإيطالي التقى خلال تواجده في القاعدة البحرية رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
ووزير الخارجية الإيطالي هو أيضا أول مسؤول أوروبي يزور ليبيا منذ وصول حكومة الوفاق إلى طرابلس في 30 مارس المنقضي. وقد شكلت هذه الحكومة برعاية الأمم المتحدة لكنها لم تنل رسميا ثقة البرلمان.
وطرح جنتيلوني احتمال أن تساهم بلاده في مسألة “حفظ الأمن” داخل ليبيا قائلا “نحن مستعدون للتعاون لكن من المهم أن نوضح أن الأمر يعود إلى حكومة الوفاق الوطني والشعب الليبي”، مضيفا “نحن كأوروبيين مستعدون وجاهزون للتعاون والتجاوب مع طلبات السلطات الليبية”. كما أشار إلى أن بلاده ستساعد في العمل على رفع بعض أجزاء حظر التسليح المفروض على ليبيا.
ومن جهته قال أحمد معيتيق إن “كل المساعدات الدولية في ما يخص المعاونات العسكرية ستكون من خلال المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق”، مضيفا أن “معظم الدول الأوروبية وخصوصا إيطاليا مستعدة للتعاون مع ليبيا في المجال الأمني ولكن هذا سيكون من خلال المجلس الرئاسي فقط”.
يشار إلى أن إيطاليا علقت عمل سفارتها في طرابلس بسبب تدهور الوضع الأمني في فبراير 2015، وكانت آخر سفارة غربية في ليبيا تسحب موظفيها من البلاد. وبعد الهدوء النسبي الذي تشهده طرابلس منذ دخول حكومة الوفاق الوطني إليها أبدت دول غربية استعدادها لإعادة فتح سفاراتها.
وقد تمهد إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الطريق أخيرا أمام عودة طواقم العمل الدولية في قطاع النفط، رغم هجوم متشددي الدولة الإسلامية على بعض المنشآت النفطية الكبيرة في ليبيا في الآونة الأخيرة.
وتحاول إيطاليا لفت الرأي العام العالمي نحو ارتفاع وتيرة أنشطة داعش مع مرور الوقت في ليبيا، مستفيداً من الفراغ السياسي في البلاد، كما تدعم روما الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب تلويح المسؤولين الإيطاليين بين الفينة والأخرى باستخدام الخيار العسكري ضد التنظيم.
وأعربت إيطاليا عن قلقها العميق حيال إمكانية تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها ضمن تدفق موجات كبيرة من المهاجرين القادمين إليها من أفريقيا عبر ليبيا.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإيطالية، الاثنين، إن بلاده وافقت على السماح بانطلاق طائرات مسلحة دون طيار من أراضيها للدفاع عن القوات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال أفريقيا.
ويشمل ذلك المهام الدفاعية فقط وليست الهجومية مثل الهجوم على معسكر تدريب يشتبه في أنه لمتشددين في صبراتة بليبيا، والذي أسفر عن مقتل العشرات.