جيش إسلامي ومقعد دائم في مجلس الأمن.. هل يتحقق حلم القمة الإسلامية؟
15 أبريل، 2016
جمال محمد –
كان من الملفت في القمة الاسلامية الـ 13 التي استضافتها تركيا اللهجة القوية التي تحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما تسلمت بلاده رئاسة القمة، ودعوته الي دراسة انشاء جيش اسلامي ومركز استخباراتي مركزه اسطنبول، ومطالبته بمقعد دائم للدول الاسلامية في مجلس الامن الذي يسيطر عليه “المسيحيين”، وفق قوله.
وكانت لفتة ذكية من الرئيس التركي اردوغان ان يقول إن مجلس الأمن في الأمم المتحدة لا يوجد فيه دولة مسلمة دائمة العضوية ويدعو إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة العرقية والدينية في العالم، لأن القرارات والفيتو غالبا ما يأتي ضد مصالح العالم الاسلامي
حيث قال إن العالم الإسلامي الذي يمثل ربع سكان العالم غير ممثل ولو بمقعد واحد دائم العضوية في مجلس الأمن، ولم تعد ظروف الحرب العالمية قائمة وإصلاح بنية الأمم المتحدة أصبح ضرورة.
وهاجم الدول الخمس الكبرى، داعيا إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة الدينية والعرقية في العالم.
ولم يكتف اردوغان بهذا وإنما قال: “يجب أن يكون لنا نظام تحكيم خاص بنا”، وأقترح إنشاء منظومة تحكيم دولية مقرها إسطنبول.
كما دعا إلى تشكيل مؤسسة مشتركة بين جمعيات الهلال الأحمر ومؤسسة أخرى لفض المنازعات الاقتصادية بين الدول الإسلامية بعيدا عن مجلس الأمن تكون محكمة في إسطنبول على سبيل المثال.
تركيا تقود المسلمين لانتزاع حقوقهم من الغرب؟
وتشير مطالبات أردوغان – في ظل رئاسته للقمة الاسلامية السنوات المقبلة – لصيف ساخن مع الدول الغربية التي تحتكر السيطرة على العالم، وربما قيادة دولة الخلافة السابقة للعالم الاسلامي بالتعاون مع الدول الاسلامية الكبرى خصوصا السعودية، التي من الواضح أن الهدف الأساسي لها من القمة كان هو ازالة أي عقبات وتمهيد الطريق لبناء تحالف اسلامي قوى.
أردوغان أشار في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية والوحدة والتعاون رغم كل الخلافات وتحقيق العدل والسلام في العالم الإسلامي، مضيفا: “علينا أن نتجنب الخلافات والخصومات”، داعيا لإنشاء مؤسسة للشرطة والمخابرات تابعة للمنظمة.
وقال إن الدول الغربية لها موقف متردد من المنظمات الإرهابية، ولا ينبغي علينا كمسلمين أن ننتظر العون من الآخرين لحل خلافاتنا.
وأشار لثمة ارتفاع في الغرب في درجة الإسلاموفوبيا وعدد جرائم الكراهية، ودعا – كعالم إسلامي – “أن نكافح للحصول على حقوقنا، وعلينا الاهتمام بالأمن والعدالة والتنمية على نحو خاص”.
نصف قرن والقدس محتلة
خطاب اردوغان الذي جاء مختلفا أيضا في طبيعته الهجومية على الغرب وطرحه لمشاريع محددة يفترض ان تسعي تركيا لتنفيذها كرئيسه للقمة، أشار ايضا لتعثر حل مشاكل العالم الاسلامي خاصة القدس المحتلة، وذكر الحاضرون بأنه “بعد نصف قرن من تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، لا القدس تحررت، ولا الظلم الواقع على الفلسطينيين انتهي”.
وشدد على أن “على الاحتلال الإسرائيلي أن ينتهي، لتقوم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.
وأنه يجب على المنظمة أن تهتم بالشعوب المسلمة التي تكافح من أجل حقوقها ومستقبلها.
السعودية تقود الحشد ضد إيران
وعلى الطرف الاخر من التحالف الاسلامي الذي تقوده السعودية، يتوقع ان تخرج القمة التي تحمل اسم «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، بانتقادات غير مسبوقة لإيران، وأن تتضمن مسودة البيان النهائي للقمة، 5 فقرات على الاقل تدين تدخلها في الشئون العربية، ودعمها جرائم نظام الاسد في سوريا، وكذا الحوثيين في اليمن.
ويتوقع للمرة الأولى أن تكون إدانة إيران من دون اعتراض أي من الدول، سوى إيران وحدها، بعدما انضم لبنان إلى هذه الإدانة.
وظهر هذا في قول الملك سلمان إن: “ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول يتطلب منا وقفة جادة”.
كما تحدث الملك بوضوح عن الرغبة في انهاء حرب اليمن عبر دعم المملكة مشاورات الكويت لإحلال السلام في اليمن، وحل أزمة سوريا على أساس (جنيف 1) التي تم التوصل اليها في فبراير 2014 وتتضمن حكم انتقالي ووضع دستور جديد ثم انتخابات حرة
ولهذا يتوقع أن يركز البيان الختامي للقمة على القضايا التي بحثها وزراء خارجية الدول الاسلامية وهي: قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، وأوضاع المسلمين في الدول غير الاسلامية، ومعها ملفات الإسلاموفوبيا، إضافة الي مكافحة الإرهاب والتطرف، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لمنظمة التعاون.
أيضا تبحث القمة الأوضاع الراهنة في كل من سوريا واليمن، وليبيا، وأفغانستان، والصومال، ومالي، وجامو وكشمير، والبوسنة والهرسك، واعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاعًا أمنية غير مستقرة.
ويشارك في القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي على مدار يومي، 14 و15 إبريل، أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.
وهي أول قمة تستضيفها تركيا منذ أن عُقدت أول قمة في الرباط بالمغرب عام 1969، وتشهد غياب رؤساء دول مثل مصر والاردن وحضور 7 قادة جدد تولوا رئاسة بلادهم القمة الإسلامية لأول مرة.
والقمة الأخيرة التي عُقدت في العاصمة الإيرانية طهران ترأستها مصر، وفيها ألقى الرئيس محمد مرسي البيان الافتتاحي لتلك القمة باعتباره رئيس الجمهورية آنذاك.
وتجنب أردوغان ووزير خارجية مصر مصافحة بعضهما البعض بعد تسليم مصر رئاسة القِمة الإسلامية لتركيا.
وقد اهتمت الصحف الاجنبية بالقمة من زاوية الدعوة لتصدي القمة الاسلامية لتنظيم داعش باعتبار انه يشوه الاسلام وطالبت صحيفة (واشنطن تايمز) بتعاون إسلامي قوي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.