الرسائل من تصريحات إسرائيل بعدم التخلي عن الجولان إلى الأبد

18 أبريل، 2016

أعرب محللون ومراقبون فلسطينيون، عن اعتقادهم بأن عقد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، جلستها الأسبوعية أمس، في هضبة الجولان السورية المحتلة، يأتي من أجل محاولة تثبيت هيمنتها عليها، استغلالاً لما يجري في سورية.

 وصرح رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” خلال الجلسة، بأن “إسرائيل لن تنسحب من مرتفعات الجولان، وأنها ستبقى تحت سيطرتها إلى الأبد”.

ويرى النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، مسعود غنايم، أن الهدف من عقد الجلسة الحكومية في الجولان، هو توجيه رسالة إلى الأطراف الدولية المجتمعة في جنيف، بشأن سورية، مفادها أن الجولان لن تعود إلى دمشق، تحت أي ظرف سياسي.

وتابع غنائم في تصريح لوكالة الأناضول: “كما أن نتنياهو له حساباته الداخلية، فهو يريد أن يقول للشارع الإسرائيلي أنه الوحيد القادرة على حفظ أمن إسرائيل، ولو بسياسة فرض الأمر الواقع”. لافتاً أن “التصريحات الرسمية الإسرائيلية، عن مرتفعات الجولان باعتبارها جزءاً من أرض إسرائيل خطيرة وغير مسبوقة”.

وعزا غنايم لجوء “نتنياهو” إلى اتخاذ هذا الموقف في الوقت الراهن، إلى رغبته في استغلال الوضع الصعب الذي يمر به العالم العربي بشكل عام، وسورية بشكل خاص، من أجل فرض معطيات جديدة على الأرض، وتثبيت سياسة الأمر الواقع.

ويبدو وفقاً لغنايم أن “نتنياهو” يريد أن “يفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة على الجولان”، مدركا أنه لن يكون هناك موقف عربي بمستوى الحدث يمنعه من القيام بمثل هكذا خطوة.

من جانبه، قال عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة في غزة، إن الرسالة التي أرادت الحكومة الإسرائيلية إيصالها، لم تكن رسالة “أمنية” و”عسكرية”. وأضاف: “لقد كانت رسالة سياسية من الدرجة الأولى، موجهة إلى أمريكا وروسيا وكافة الأطراف الدولية، أنه وتحت أي ظرف سياسي، أو رؤية يتم بلورتها بالشأن السوري ستبقى الجولان في يد إسرائيل”.

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يقول للعالم إنه آن الآوان لقبول ما كان يرفضه سابقاً بشأن الجولان. وأكد أن “إسرائيل تريد من عقد الجلسة الأسبوعية، التي قال إنها قد تكررها في الأيام المقبلة، تثبيت سياسة الأمر الواقع”.
واستدرك قائلا: “هذه المرة تريد إسرائيل من المجتمع الدولي أن يبارك خطوتها، وهي بهذه الإشارة تقول إن كان بشار الأسد موجوداً في الحكم، أم لا، وأيا كان النظام في سورية، ستبقى محتفظة بالجولان”.

ولم يستبعد أبو عامر وجود دعم دولي للخطوة الإسرائيلية، أو “غض الطرف” عنها، في ظل ما وصفه بحالة التشتت العربي. وفقاً لما ذكرته الأناضول.

وبدوره يتفق أنطوان شلحت، مدير وحدة “المشهد الإسرائيلي” ووحدة الترجمة في المركز الفلسطيني للدراسات السياسية (مدار)، مع سابقيه، في أن “نتنياهو” قد عقد الجلسة الأسبوعية لحكومته في الجولان، للتأكيد على عدم تسليم الجولان لسورية مقابل أي تسوية سياسية قد تحدث مستقبلاً.

واعتبر أن “عقد الجلسة لم يكن مفاجئا في ظل ما تعيشه المنطقة من متغيرات”. وتابع: “هذه رسالة للمجتمع الدولي، كما أنها رسالة لبشار الأسد، وأنه في حال بقي في الحكم فهي ستكون طرفا في أي تسوية، وأنها لن تتنازل عن الجولان”.
ورأى شلحت أن أطرافا دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، قد تدعم هذا الوضع، وأن يبقى الجولان تحت السيادة الإسرائيلية.

موقف النظام

وفي معرض رده على تصرف حكومة الاحتلال في الجولان المحتل، خرجت تصريحات من النظام اعتبرها معارضون “مضحكة” مبيّنا موقفه من التصرف الذي اعتبره “استفزازياً”، وفيما يستجلب النظام الميليشيات الأجنبية لمقاتلة قوات المعارضة في سورية، “هدد” نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إسرائيل بـ”استرجاع الجولان بكافة الوسائل بما فيها العسكرية”.

وقال رئيس الائتلاف السابق خالد خوجة في تغريدة له على موقع “تويتر”: “عائلة الأسد سلمت الجولان لإسرائيل مقابل الرعاية، وبعد ٤٦عام سلمت الكيماوي مقابل الحماية، ولا تكون سورية موحدة وقوية سوى بانهاء حكم هذه العائلة”.

وكانت إسرائيل قد احتلت الجولان في حرب يونيو/حزيران عام 1967، وأعلنت عام 1981 عن ضمها إلى أراضيها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ومعروف عن نظام الأسد الأب والابن عبارة “الرد على الانتهاكات الإسرائيلية في سورية بالمكان والزمان المناسبين”، إلا أنه ورغم تكرر الأعمال الإسرائيلية العدائية ضد سورية من قصف للمدن، واستهداف قطع عسكرية تابعة للنظام، لم يصدر عن الأخير أي عمل عسكري منذ عهد حافظ الأسد حتى الآن.