إعلانات سحبها أصحابها من الأسواق بعد اتهامها بالعنصرية

19 أبريل، 2016

أثارت الأسبوع الماضي صورة ترويجية لشركة «جاب» (Gap) لملابس الأطفال جدلًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في أمريكا، وذلك بعد وصف المستخدمون لها بالعنصرية، حيث تظهر في صورة الإعلان مجموعة من الفتيات تتوسطهن فتاة بيضاء طويلة، تستند بيدها على رأس أخرى سمراء.

وبينما رأى مستخدمون أنَّ هذه الصورة تعبر عن العنصرية ضد السود، غرَّد المخرج ماثيو أ. كيري ذو البشرة السمراء عبر حسابه على «تويتر»، بنشر صورة إعلانية قديمة للشركة ذاتها، تظهر فيها فتاة سمراء طويلة تستند بيدها على رأس فتاة بيضاء أقصر منها، متسائلًا: «هل الصورة على اليسار تجعل الصورة على اليمين صحيحة؟».

انتهى الجدال حول الصورة باعتذار الناطق باسم شركة «جاب»، ديبي فليكس، نقلته عنه مجلة «فورتشن» الأمريكية، قائلًا: «نعتذر لأي شخص أشعرناه بالإهانة». وأكد اعتزام الشركة إزالة الصورة من دعايتها الترويجية.

بالطبع ليس هذا أول الإعلانات التي يعترض عليها المستهلكون لأنها تحمل إهانة بشكل ما إلى أقلية، أو لعنصريتها ضد الرجل أو المرأة أو الطفل. وسنستعرض في هذا التقرير 12 إعلانًا ترويجيًّا من هذا النوع.

1- إعلان جهاز «بلاي ستيشن»

تسببت شركة «سوني» المنتجة لأجهزة «بلاي ستيشن» عام 2006 في غضب الأمريكيين الذي عبروا عنه من خلال المدونات التقنية حينها. وذلك بعد وضع لوحة إعلانات ترويجية للنسخة الجديدة من الجهاز، تظهر فيه عبارة «الأبيض قادم» مع صورة لامرأة بيضاء يحمل وجهها تعبير عن العنف ممسكة بوجه امرأة سمراء.

دافعت الشركة عن نفسها حينها بحجة أن الإعلان يظهر الاختلاف بين الأسود –وهو الجهاز القديم- وبين الأبيض وهو الجهاز المنتظر طرحه في الأسواق، خاصةً وأن الحملة بأكملها كانت تستند على فكرة إظهار الفارق بين الأبيض والأسود، وأوضحت حينها أن الشارع الأمريكي استقبل الإعلان بالهجوم، وهو ما لم يحدث في أماكن أخرى تعرضت لها الحملة.

2- إعلان مطاعم «برجر كينج»

أغضب «برجر كينج» في عام 2009 المكسيكيين، وذلك بظهور راعي بقر طويل من تكساس في إعلانها المصور يساعد رجل قصير مقنّع يرتدي علم المكسيك، حيث يختم التعليق الصوتي الإعلان بجملة «نكهة تكساس مع القليل من البهارات المكسيكية».

وقد دفع انتشار الإعلان انتشارًا واسعًا في أوروبا السفير المكسيكي لدى إسبانيا جورج زرمانو لكتابة خطاب لمكاتب برجر كينج يخبرهم أنه بجانب إظهار المكسيكي ضئيل الحجم وغير ذي ملامح فإنهم أخطؤوا في إهانة العلم المكسيكي بارتدائه، وهو ما لا يقبله شعبه، وطالبهم بسحب الإعلان، إلا أن الشركة لم ترد على الخطاب.

3- إعلان «نيفيا» للرجال

هوجمت شركة «نيفيا» للرجال، ووجه المستهلكون انتقاداتٍ واسعةً لها عام 2011، بسبب لوحة إعلانات يظهر فيها رجل أسمر مهندم حليق الذقن، يرمي رأس آدمية ذات بشرة سمراء وشعر أشعث وذقن غير مهذبة، مع عبارة «أعد تهذيب نفسك».

لكن الشركة سرعان ما تداركت الخطأ، وقدمت اعتذارًا للمستهلكين عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، وأزالت الإعلانات من الشوارع.

4- إعلان «فولكس فاجن» للسيارات

صدمت الشركة الألمانية المستهلكين بإعلان تلفزيوني عام 2006 يروج للسيارة الجديدة «بولو»، حيث يظهر فيه شخص يقوم بدور إرهابي يرتدي زيًّا يشبه الزي العسكري، ويلف حول رقبته الكوفية الفلسطينية، ويتوقف بالسيارة أمام مقهى، ويضغط على زر التفجير لينفجر هو وتبقى السيارة سليمة. وقد تم سحب الإعلان.

5- إعلان «إنتل» للإلكترونيات

لم تنجُ شركة الإلكترونيات الكبيرة «إنتل» بنفسها من إثارة غضب الجمهور بإعلان تم وصفه بالعنصري، وذلك على إثر إصدارها صورة ترويجية عام 2007 يظهر فيها رجل أبيض مرتديًا زيًّا مكتبيًّا، وعلى جانبيه ستة رجال ذوي بشرة سمراء بلباس مكشوف راكعين استعدادًا للجري، مع عبارة «ضاعف قدرة موظفيك»، وقد تم اتهام الشركة حينذاك بتشجيعها على العبودية.

لم تنكر الشركة خطأها واعتذرت للجمهور عبر مدونتها، ووصفت الإعلان بـ«عديم الإحساس، والمهين»، وأزيلت الإعلانات من الشوارع.

6- إعلان حلوى «جيلو»

بالعودة إلى ستينات القرن الماضي، نجد شركة «جيلو» الأمريكية تصدر إعلانًا ترويجيًّا في التلفزيون يصور طفلًا صينيًّا أمامه طبق من حلوى الجيلو لا يستطيع أكله بالعصا الصينية التقليدية، حتى تأتي له الأم بملعقة، يصحب ذلك تسجيل صوتي يكرر في تعليقه «الطفل الصيني المسكين».

7- إعلان «ويسكاس» طعام القطط

طرحت شركة طعام القطط «ويسكاس» إعلانًا تلفزيونيًّا في السويد في عام 2007 يصور فتاة آسيوية تخبر صديقها الأبيض بنوع طعام قطط صيني ستحبه القطة، فيما يخدعها الشاب ويضع للقطة طعام ويسكاس. واضطرت الشركة لسحب الإعلان بسبب شكوى السويديين من أن هذا الإعلان يعبر عن عنصرية ضد الآسيويين.

8- إعلان «دانكن دوناتس»

هذه المرة لا يحمل الإعلان أي رسالة عنصرية، ولكن استطاع مذيع محطة «فوكس نيوز» الأمريكية مايكل مالكن تحميل الإعلان معانٍ أخرى بناءً على قراءته الخاصة وتفسيره لـ«رموز» الإعلان. حيث ظهر في إعلان مصور لمحل الحلوى «دانكن دوناتس» الممثلة الأمريكية «راتشل راي» ممسكة بمنتج المحل، وترتدي وشاحًا يشبه في ألوانه الكوفية الفلسطينية.

رأى مالكن حينها، في عام 2008 تقريبًا، أن الكوفية الفلسطينية ترمز للإرهابيين في الشرق الأوسط، وأن الشركة والممثلة يدعمان الإرهاب، وقد خرجت حينها مصممة ملابس راي لتصرح بأنها اختارت للممثلة ذلك الوشاح لأنه كان بسيطًا وجميلًا ليس أكثر.

وعلى رغم كل هذه التأكيدات إلا أن الشركة سحبت الإعلان منعًا لاستمرار الشائعات.

9- إعلان «بوب شيبس»

تعاونت شركة رقائق البطاطس «بوب شيبس» الأمريكية مع الممثل أشتون كوتشر ليكون بطل إعلانها الترويجي في عام 2012، وقد ظهر كوتشر في الإعلان بمكياج وملابس يجعلانه يشبه أبطال أفلام بوليوود ويتحدث بإنجليزية ذات لكنة الهندية، وهو ما أغضب المستهلكين بشدة ورأوا أن الإعلان عنصري ضد الهنود.

في النهاية اضطرت الشركة إلى الاعتذار للجمهور، وأبدت أن نيتها كانت تقديم إعلان محاكاة ساخر «بارودي» ليكون خفيف الظل ويضحك الجمهور. وقد سحبت الإعلان.

10- إعلان «سيتروين» للسيارات

روجت الشركة الفرنسية لسيارتها سي5 عام 2008 بإعلان يحمل الكثير من علامات النازية بعنوان «ألمانية بوضوح»، حيث صاحبت الإعلان موسيقى فاغنر (مؤلف موسيقى الفيلم الوثائقي النازي انتصار الإرادة)، كما يظهر النسر رمز النازية، وتظهر لافتة على الطريق التي تسير فيها السيارة «برلين 105 كم» وهي تشبه لافتات ألمانيا عام 1945، وينتهي الإعلان بتوقف السيارة أمام ستاد برلين الأوليمبي عام 1936.

أغضب الإعلان أنجاس روبرتسون قائد الحزب الوطني الإسكتلندي في ويستمنستر في المملكة المتحدة، ما دفعه للمطالبة بوقف بث الإعلان، لكن لم تجدِ محاولاته. وردت الشركة على تهم دعمها للنازية أن الإعلان كان على سبيل الدعابة وإثارة السخرية.

11- موقع سيلزجين Salesgenie.com

أنتج هذا الموقع المتخصص في المبيعات والتسويق إعلانًا ترويجيًّا مصورًا يظهر اثنين من الباندا لا يستطيعان بيع قطع أثاث من البامبو، لكن التعليق الصوتي للباندا يتحدث الإنجليزية بلكنة صينية، قائلًا عبارات مثل: «ليس لدينا زبائن، لم نحقق مبيعات سوف نخرج من هذه التجارة».

وقد أذيع هذا الإعلان خلال المباراة النهائية لكرة القدم الأمريكية عام 2008، أي أن الموقع دفع مبالغ ضخمة للحصول على هذه الدقائق التلفزيونية، ولكن بعد شكوى وغضب الجمهور من العنصرية ضد الصينيين استجاب الموقع، وأوقف بث الإعلان.

12- إعلان معجون أسنان تايلاندي

تنتج شركة تايلاندية معجون أسنان باللون الأسود، ولصنع إعلان ترويجي مختلف عام 2006، أظهرت رجلًا أسمر يساعد طفلة تايلاندية في الحصول على بالونتها وحينما تراه أم الطفلة تأخذ ابنتها بعيدًا وتصرخ في وجهه بذعر، ثم ينام الرجل الأسمر على فراش يشبه فرشاة الأسنان. وقد غضب التيلانديون السود بشدة من هذا الإعلان، وكان وقفه في نفس السنة نتيجة ذلك بعد أن أكدت الشركة أنها كانت واقعة عرضية.