‘السويداء: من (خنقتونا) إلى (حطمتونا)… اعتصامات مستمرة منذ 6 أشهر’
19 أبريل، 2016
يعرب عدنان: المصدر
لم تكن مظاهرات محافظة السويداء أمس بتاريخ ذكرى الجلاء 17 نيسان / ابريل حدث عارض بل كانت امتداداً لحراك مستمر منذ أشهر في المحافظة وقد استخدمت قوات النظام وأجهزتها الأمنية مجموعة من الوسائل لإنهاء الحراك في المحافظة ولكن بذكرى الجلاء أخذ حراك أبناء المحافظة الجنوبية منحىً جديد.
وفي اتصال لـ ” المصدر” مع الناشط في محافظة السويداء خالد القضماني، قال إن حراك أبناء محافظة السويداء مستمر منذ تاريخ 30 آب/أغسطس الماضي هو تاريخ إطلاق ناشطي المحافظة حملة تحت عنوان (خنقتونا) وقد دعا الناشطين وقتها للاعتصام أمام السرايا في مدينة السويداء احتجاجاً على تردي مستوى الخدمات في المحافظة وسوء الأوضاع المعيشية، وكان المطلب الرئيس للناشطين هو إقالة المسؤولين المتهمين بالفساد في المحافظة.
وأشار القضماني إلى أن الأيام الثلاثة الأولى من شهر أيلول / سبتمبر من العام الماضي شهدت المحافظة ثلاثة اعتصامات ضمن حملة (خنقتونا) وكان أكبرها بتاريخ 1 ايلول حيث شارك قرابة الالف شخص باعتصام أمام مبنى السرايا وكان مطلبهم الرئيس إقالة المحافظ عاطف نداف وتوفير الخدمات الأساسية.
كما أشار إلى أن محافظ السويداء والمسؤولين في المحافظة رفضوا الاستماع للمعتصمين وقاموا بطلب المساعدة من مشايخ العقل في المحافظة لإنهاء الاعتصام وإظهار قوة النظام من خلال استدعاء أعداد كبيرة من رجال الامن.
وفي اليوم الثاني، بحسب القضماني، بثت الصفحات التابعة للنظام أخباراً عن توفير احتياجات المحافظة وتخفيض ساعات تقنين الكهرباء لكن ذلك لم يكن كافياً لإنهاء الاعتصام، حيث تحول الاعتصام بتاريخ 3 أيلول/سبتمبر إلى مظاهرة جابت شوارع مدينة السويداء ردد خلالها المتظاهرون شعارات “الشعب السوري واحد” و “الموت ولا المذلة”، واستمرت لساعات.
ونتهت حملة (خنقتونا) في أيلول الماضي إثر التفجيرين اللذان ضربا محافظة السويداء بتاريخ 4 أيلول / سبتمبر، وقتل الشيخ وحيد البلعوس على إثرهما وهو شيخ ما يعرف بمشايخ الكرامة في محافظة السويداء، إضافةً إلى أكثر من 40 شخصاً من أبناء المحافظة نتيجة التفجيران.
يضيف القضماني: إن ناشطي محافظة السويداء لم يتوقفوا وقد انتقلوا الى حملة تحت عنوان جديد وهي حملة (حطمتونا) وكانت الحملة نتيجة الأزمات الاقتصادية في المحافظة وانتشار شبكات السلب و الخطف وارتفاع سعر صرف الدولار وقيام النظام بسحب الموظفين إلى خدمة الاحتياط في جيشة وفصل المتخلفين عن وظائفهم، وبدأ الحراك في حملة خنقتونا باعتصام للطلاب في شهر آذار/ مارس الماضي أمام مبنى مديرية التربية احتجاجا على سحب المدرسين للخدمة العسكرية وفصل كل من لا يلتحق بالخدمة من التدريس، وقد ساهمت اعتصامات الطلاب في إعادة فكرة الاحتجاجات على نطاق اوسع.
وكان الظلم والفساد وانتهاك حقوق أبناء المحافظة بالإضافة للفصل التعسفي وتردي الأوضاع المعيشة من العوامل الاساسية للحراك المتجدد في المحافظة.
الحملة الجديدة (حطمتونا) كان لها عدد من النشاطات وكان اول الاعتصامات بتاريخ 12 نيسان / أبريل الجاري أمام مبنى السرايا في المحافظة و شارك به قرابة الألف شخص من ابناء المحافظة رفعوا شعارات (الشعب يريد اسقاط الفساد لا للفصل التعسفي، الدين لله و الوطن للجميع ) وبتاريخ الرابع عشر من الشهر نفسه كان الاعتصام الثاني وبنفس الشعارات ولكن تحول الاعتصام إلى مظاهرة جابت شوارع المدينة هتفت بشعارات ( الله سوريا كرامة وبس … سورية حرا و الخاين يطلع برا … الاعلام السوري كاذب .. تجار الازمة هم الارهاب .. وفيق الناصر خاين خاين ) وكانت بالتزامن مه مهزلة النظام الانتخابية في نفس اليوم.
وخرج ناشطي مدينة شهبا باعتصام بنفس اليوم احتجاجا على اعتقال مروان حمزة وجديع نوفل من قبل أجهزة النظام الأمنية.
ويبقى التطور الأهم في حملة حطمتونا هو ما حدث أمس الأحد (17 نيسان / ابريل) حيث خرجت عدد من المظاهرات في المحافظة كان أكبرها في بلدة المزرعة وكان هناك لافتات مكتوب عليها (لا للتقسيم و الدويلات الطائفية .. الشعب السوري واحد .. صوت المعتقلين مسموع ..الدين لله و الوطن للجميع) وقد كانت هتافات المشاركين موجهة للنظام بشكل مباشر ( عاشت سوريا ويسقط بشار الاسد .. ابن الجبل للأبد داعس على داعش والأسد) كما قام أبناء المحافظة بوضع صورة قائد الثورة بدل من تمثال حافظ الاسد والتي تم تحطيمه عقب اغتيال الشيخ وحيد البلعوس كما قاموا بتغيير اسم الساحة من ساحة الرئيس كما كان متعارف عليها الى ساحة الكرامة.