مواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات وسلبيات ومخاطر أمن معلومات
21 أبريل، 2016
رغداء زيدان ـ السورية نت
تتيح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التواصل بين الأفراد في بنية مجتمع افتراضي، يجمع بين أفراده اهتمام مشترك، ويتمّ التواصل بينهم من خلال الرسائل، والاطلاع على الملفّات الشخصية، والمعلومات التي يتيحها الفرد للعرض.
وكان أول ظهور لمواقع التواصل الاجتماعي في أواخر القرن العشرين، وتم فتح العديد من المواقع التي انتشرت انتشاراً واسعاً في العالم وجمعت الملايين من المستخدمين، وكان أشهرها موقع “فيس بوك” الذي ظهر في أواخر عام 2003م، وبلغ عدد مستخدميه 1.39 مليار نهاية كانون الأول/ديسمبر 2015م.
أما موقع “توتير” والذي ظهر عام 2006م، فقد بلغ عدد مستخدميه النشطين شهرياً في الربع الأول من عام 2015م حوالي 302 مليون مستخدم، بزيادة قدرها 16 بالمئة مقارنةً بالربع الأخير من العام السابق، والذي بلغ عدد المستخدمين النشطين فيه 288 مليون مستخدم،
ومن خلال الملفّات الشخصية التي يعرضها مستخدمو تلك المواقع يُمكن التعرّف على اسم الشخص والمعلومات الأساسية كجنسه وعمله وميلاده وبلده واهتماماته.
كما يمكن إنشاء صفحات عامة، تمكن من الحصول على المعلومات أو الكتب والمراجع، وكذلك تساعد على نشر قضية ما، وتحريك الرأي العام حولها.
ـ إيجابيات وسلبيات
ولمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات كثيرة، كما أن لها سلبيات كثيرة أيضاً. وبيّنت بعض الدراسات التربوية والاجتماعية أن من إيجابياتها السرعة في تبادل المعلومات، كما أنها تساعد طلاب العلم والباحثين، وتساعد على إيجاد فرص عمل، وتساعد على تكوين رأي عام.
كما أن لها دوراً اقتصادياً، واجتماعياً، فقد أسهمت في ظهور صحافة المواطن، وقوّت من قدرة المواطن العادي على التعبير عن آرائه وأفكاره. وغير ذلك من الإيجابيات الكثيرة.
لكن هذه الإيجابيات، لا تغطي على السلبيات الكثيرة الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حذر منها التربويون وعلماء الاجتماع، ومن هذه السلبيات: إضاعة الوقت، ونشر الأفكار الهدامة والأكاذيب، وانتهاك خصوصية الآخرين، بالإضافة إلى فوضى المعلومات، وإدمان الإنترنت، عدا عن فقدان الشعور بالواقع والانغماس بواقع افتراضي بعيد عن الحقيقة.
أمن المعلومات
حذر قرار حول حماية خصوصية الشبكات الاجتماعية وافقت عليه 37 دولة في ستراسبورغ الفرنسية عام 2008 من إمكانية تسرب البيانات الشخصية المتاحة على الصفحات الشخصية بهذه الشبكات عندما تفهرس باستخدام محركات البحث.
وجاء في القرار أن هذه البيانات يمكن استخدامها لارتكاب جرائم مثل الابتزاز والاختطاف إلى جانب التعرف على الجهات التي يمكن سرقتها وكذلك ارتكاب الأفعال الإباحية والاستغلال الجنسي والاحتيال المصرفي وغير ذلك من الجرائم.
والملاحظ أن الأشخاص يميلون إلى نشر أمور خاصة كثيرة عنهم، لزيادة التواصل أو لإظهار محاسن الشخصية ولإشباع حاجات نفسية، وكل هذا يجعل معلوماتهم الخاصة عرضة للمتربصين، الذين يسعون لجمع المعلومات واستغلالها في عمليات إما إجرامية أو تجارية أو استخباراتية.
أما المخاطر والثغرات الأمنية وأنماط الاعتداءات التقنية فلا ترتبط فقط بالجرائم الإلكترونية، لكن مصدرها العديد من ثغرات الأمن، فالفيروسات وسيلة هجوم شائعة لإتلاف المعطيات لكن أيضاً يمكن إتلاف المعطيات بالعديد من الوسائل الأخرى.
وذكر الباحثون جملة من التوصيات للحفاظ على أمن المعلومات، منها: استعمال كلمة مرور قوية (لا تقل عن 8 رموز وأرقام وحروف)، عدم حفظ كلمة المرور على الحاسوب، مشاركة الملفات عبر الشبكة وليس عن طريق الحاسوب، تشفير الملفات الهامة ورسائل البريد الإلكتروني الهامة. استخدام حسابات وهويات مختلفة أو أسماء مستعارة مختلفة للحملات والأنشطة المختلفة. عدم توحيد الحسابات في شبكات التواصل الاجتماعي، فقد يكون الفرد مجهولاً في موقع ما ومكشوفاً في آخر. عدم الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي لتكون المستضيف الأساسي في تخزين الملفات أو المعلومات، وغير ذلك من تدابير الأمان.
أصبح إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أمراً متزايداً طوال الوقت، وصارت الرغبة في التنافس على الحصول على أعلى نسبة متابعين مثار اهتمام من قبل الكثيرين.
كما أن التحديق المستمر في الهواتف الذكية، أدى إلى فقدان القدرة على التواصل الاجتماعي الحقيقي مع البيئة المحيطة، ورسم صوراً خيالية للحياة في واقع افتراضي غير واقعي.
لذلك فإن هذه المواقع على ما فيها من فائدة، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الجوانب التي هي بحاجة لمعالجة واهتمام من الباحثين والمختصين.