‘أوباما في السعودية: مصدر للنفط والتعصب’
22 أبريل، 2016
نيويورك تايمز –
إستقل أحد الطلاب طائرة في الولايات المتحدة وقام بالاتصال بعائلته ليحدثهم عن حدث تابع للأمم المتحدة كان قد حضره. لكن للأسف، كان هذا الطالب يتكلم العربية. الأمر الذي جعل شركة “ساوث إيست” للطيران تقرر طرده من الطائرة. وتجدر الاشارة إلى أن هذه الحالة هي السادسة هذه السنة، حيث تم طرد عرب آخرين من رحلات جوية.
حالات الاسلاموفوبيا هذه تتجلى أيضا في الخطابات السياسية، فدونالد ترامب يدعو لفرض حظر مؤقت على المسلمين لمنعهم من الدخول للولايات المتحدة الأمريكية. (مرحبا بكم في الولايات المتحدة! الآن، ماهي ديانتكم؟”.) أما تاد كروز فقد دعا لتخصيص دوريات خاصة في أحياء المسلمين (في نيويورك، يوجد ما يقارب 1000 عون شرطة مسلم). ويساند هذه الأفكار ما يقارب 50% من الأمريكيين.
مثل هذه المواقف تتعارض مع قيمنا وتجعلنا نبدو وكأننا معقل للتعصب، لكن بالنسبة لأولئك الذين يدينون هذه الأحكام المسبقة، من المهم أيضا أن نعترف بأن مصدر أفكار التعصب والتطرف المنتشرة ضد العالم الاسلامي هي المملكة العربية السعودية.
تسعدني زيارة الرئيس أوباما للسعودية لأن تعزيز العلاقات يعتبر أفضل بكثير من العزل. لكن دعونا لا تفسح مجالا لأن تعمينا المجاملات الديبلوماسية من الاعتراف بأن السعودية تلعب دورا في زعزعة الاستقرار، الأمر الذي من شأنه أن يشوه صورة الاسلام. في الحقيقة، ما تفعله السعودية يعتبر مدمرا أكثر مما يفعله كل من ترامب وكروز.
ويصر الأمركيون على معرفة محتوي ال “28 صفحة المفقودين” من تقرير من شأنه أن يثبت تورط مسؤولين سعوديين في أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. لكن فيليب زيليكو، من لجنة التحقيق في الهجمات قال أن هذه الصفحات “مضللة” ولا يوجد فيها أي دليل ضد المسؤولين الحكوميين أو كبار الشخصيات السعودية.
سبب آخر للقلق من سياسات السعودية هو تعزيزها للتطرف والكراهية وكراهية النساء والانقسام بين السنة والشيعة الذي اندلعت بسببه حروب أهلية في الشرق الأوسط. فالأمر يتعدى مجرد منع النساء السعوديات من قيادة السيارة أو من إستعمال حزام الأمان كي لا تظهر مفاتنها وعديد القضايا الأخرى التي لا يتم إنصاف المرأة فيها حتى وإن كانت ضحية.
كونها الأرض التي بدأ منها الاسلام، للسعودية أهمية بالغة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولرجال الدين السعوديين مكانة خاصة. كما تقوم السعودية بإنشاء مدارس دينية في أماكن عدة قد تكون لسبب واحد وهو نشر الكراهية.
من مالي إلى باكستان، عمدت هذه المدارس إلى نشر التطرف الديني. وقد تم الكشف، من خلال وثائق “ويكيليكس”، عن برقية تابعة لوزارة الخارجية السعودية تفضي بأنه يتم منح 6500 دولار للأسر الفقيرة في باكستان مقابل الموافقة على تسجيل أبنائهم في المدارس السعودية.
فإن أراد العالم مقاومة الارهاب والتصدي لهجمات كالتي حدثت في باريس أو بروكسال، فعليه أن يقاوم ما تحرض عليه السعودية ودول الخليج الأخرى.
وقد أفادت دراسة حديثة بأن الشباب العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يريدون الحداثة، حيث قال 52% أن الديانة تلعب دورا كبيرا جدا في الشرق الأوسط. وهذا الأمر صحيح، خاصة في السعودية التي لا يوجد مجال للتسامح فيها، حيث تم اعتقال المدون رائف بدوي وحكم عليه ب1000 جلدة فقط لأنه فتح نقاشا عن الحاجة الماسة للتسامح.
لطالما اعتقدت أن السعودية كانت محقة في بعض المسائل لكن السنوات الأخيرة أثبتت عكس ذلك، خاصة منذ بداية الحرب على اليمن ، الأمر الذي ساندتها فيه الولايات المتحدة عن طريق توفير الأسلحة. والولايات المتحدة متورطة الآن، فيما تقول عنه هيومان رايتس ووتش، أنه جرائم حرب.
باختصار، قال أحد السعوديين إن “السعودية متجهة في الطريق الخاطىء، وعلى الأمريكيين أن يهتموا بذلك، لأن ما قد يحدث يمكن أن يؤثر على العالم” وحذر من أن القمع السعودي يزعزع استقرار الشرق الأوسط برمته، وهو على حق.
علينا أن نعي بأن السعودية ليست مجرد محطة وقود، فهي منبع لزعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي.