النظام يشدد حصاره على حي الوعر في ظل عجز الأمم المتحدة لإلزامه بتعداته

23 أبريل، 2016

يشهد حي الوعر، وهو آخر نقطة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حمص في وسط سورية، حصاراً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ أكثر من عامين، حيث منع النظام مؤخراً، دخول كافة المواد الغذائية والطبية إلى الحي والذي يقطنه قرابة 100 ألف نسمة بينهم 26 ألف طفل وذلك بهدف الضغط على الأهالي المناوئين لحكم بشار الأسد.

وفي هذا السياق أكد الناشط الإعلامي محمد السباعي من حي الوعرلـ”السورية نت” أن قوات النظام شددت حصارها على الحي منذ أكثر من شهرين، حيث ووفقاً لاتفاقات سابقة مع المعارضة والنظام، سمح الأخير بدخول كميات قليلة من الخبز، وذلك قبل شهرين من الآن، لكن حالياً بدأ بفرض حصاراً كاملاً منع خلاله مادة الخبز بشكل نهائي من دخول الحي”.

وأضاف السباعي، أن “النظام منع دخول جميع المواد الغذائية والطبية بالإضافة إلى حليب الأطفال والذين يقدر عددهم حوالي 6 ألاف من عمر يوم حتى 5 سنوات”.

ونوه السباعي إلى أن “النظام يمنع منذ أكثر من عامين دخول المواد الطبية بما فيها لقاحات الأطفال، وحتى الحليب والمكملات الغذائية للأطفال حديثي الولادة مما يتسبب بزيادة الأمراض وظهور حالات شلل ووفاة لدى العديد منهم”.

يشار أن اتفاقات عديدة جرت بين النظام والمعارضة داخل الحي بوساطة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، لكن سرعان مايتم نقض تلك الاتفاقات من قبل ميليشيات طائفية موالية للنظام، من خلال عمليات القصف المتواصلة التي يتعرض لها الحي بالإضافة إلى حالات القنص المتكررة للمدنيين داخله والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، مايدفع الأهالي لرفض الهدنة، في ظل استمرار النظام بحصاره للحي وعجز الأمم المتحدة في الضغط على النظام للالتزام بتعداته.

بالمقابل يقوم النظام وبشكل متواصل، بإلقاء سلل تحوي على مواد غذائية وأخرى تحمل ذخيرة وأسلحة خفيفة، على بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب وذلك عن طريق طائرة “يوشن” كبيرة الحجم وفقاً لنشطاء إعلاميين.

وذكر غيث السيد ناشط إعلامي من مدينة بنش بريف إدلب لـ”السورية نت” أن طائرات تابعة للنظام تقوم وبشكل شبه إسبوعي بإلقاء سلل ومساعدات على بلدتي الفوعة وكفريا، بما فيها ذخائر متنوعة، حيث تمكنت فصائل المعارضة من إسقاط عدد من تلك السلل والاستحواذ عليها، والتي تضمنت في كثير من الأحيان على قذائف “أر بي جي ” وبندقيات قناصة وذخائر متنوعة.

وكانت المعارضة السورية، قررت الإثنين الماضي، “تأجيل” مشاركتها في محادثات جنيف الجارية في سويسرا، بسبب ما وصفته بـ”عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي، وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”. 

ومن بين الأمور التي اعترضت عليها المعارضة السورية، هو عدم السماح من قبل النظام والميليشيات الموالية له بإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كـ”مضايا وداريا ومناطق بريف حمص وحي الوعر وسواها”.