‘“حزب الله”.. القلمون والغوطة أولوية ميدانية ! / طبخة الترانسفير السوري ما بين محيط العاصمة دمشق والشمال’

26 أبريل، 2016

لا تزال طبخة الترانسفير السوري ما بين محيط العاصمة دمشق والشمال، على نار هادئة. بعد المرحلة الاولى من الاتفاق الذي حصل وتم تنفيذه برعاية ايرانية – تركية قبل اشهر

لا تزال طبخة الترانسفير السوري ما بين محيط العاصمة دمشق والشمال، على نار هادئة. بعد المرحلة الاولى من الاتفاق الذي حصل وتم تنفيذه برعاية ايرانية – تركية قبل اشهر وتمثّل باخراج جرحى مدينة الزبداني من ريف دمشق مقابل اخراج جرحى منطقتي كفريا والفوعا في ريف ادلب، مرّت المرحلة الثانية بواقع أقلّ صخباً على الصعيد الاعلامي، وتم اخراج نحو ٥٠٠ مدني من المنطقتين قبل ايام، ٢٥٠ شخصاً من الزبداني ومضايا باتجاه ادلب، مقابل ٢٥٠ من كفريا والفوعة الى محيط دمشق. تؤكد هذه الخطوة الجديدة، أن الاطار العام للاتفاق لا يزال قائماً، بغض النظر عن تنفيذ البنود التفصيلية له، بمعنى عدم الالتزام باستمرار ادخال المساعدات وتخفيف الحصار والى ما هنالك من امور تتعلق بالشق الانساني، لا بل اكثر من ذلك، فإن الحصار تشدد اكثر والاجراءات اخذت منحى تصعيدياً اكبر، لا سيما ان المساعدات الغذائية والطبية منعت من الدخول اكثر من مرة من الدخول. ووفق ما تعتبر مصادر مطلعة ل”المدن” فإن كل ذلك لا يحيد عن الهدف الاساسي وهو استخدام هذا الاسلوب التصعيدي والضغط، بهدف اجبار المدنيين على مغادرة تلك المنطقة وليس فقط الزبداني، لا بل مضايا وبقين وسرغايا، ليصبح محيط دمشق له انتماء مذهبي وولاء سياسي صرف. على ان يستعيض هؤلاء بحسب وجهة النظر الايرانية عن هذه المنطقة بادلب واجزاء من ريف حماه وريف حلب. وفي الوقت الذي ارسل فيه “حزب الله” تعزيزات الى حلب في محاولة للاستعداد لمعركة هناك لاستعادة المدينة، كان الحزب ايضاً يرسل التعزيزات الى القلمون، حتى ان المعلومات تتحدث عن امكانية نقله لاسلحة متطورة وصواريخ معينة الى تلك المنطقة للحماية في تضاريسها وطبيعتها. ولذلك يبدو ان التوجه الاساسي للحزب لا يزال واحداً، بمعنى انه يريد القلمون وريف دمشق بأي ثمن، وطالما انه ينجح عبر سياسة النفس الطويل في الزبداني، فهو ايضاً يستخدم اسلوب الضغط العسكري والأمني وحتى الانساني في القلمون لاجبار المسلحين على الخروج منها. وتؤكد مصادر “المدن” ان الحزب سيستكمل كل مساعيه بشتى الطرق لتحقيق ما يريد، ومجدداً فإن القلمون وريف دمشق تصبح اكثر فأكثر ضرورة استراتيجية للحزب لاسيما في ضوء بروز ضغوط عديدة عليه، سياسية، عسكرية، مالية ومعنوية. وتقول المصادر:” طالما ان حزب الله يتعرض لحصار سياسي ومالي فهو يريد فك هذا الحصار بأي طريقة بالاضافة الى الالتفاف على اي حصار عسكري. وفي هذا الاطار، تلفت مصادر معارضة للحزب عبر “المدن” إلى أن منطقة القلمون والقرى هناك تحولت الى معسكرات تدريب من جهة، واخرى اماكن لتصنيع الممنوعات والكبتاغون لترويجها ومحاولة توفير موارد مالية جديدة. هذا الامر تنفيه مصادر الحزب، وتعتبر ان هدف وجود الحزب في تلك المنطقة معروف. اما على الصعيد العسكري، فإن طبيعة القلمون تشكل للحزب مكاناً حامياً له ولترسانته، في ضوء الحديث عن احتمالات توجيه ضربة اسرائيلية، وبالتالي فإن وضع الترسانة العسكرية الاساسية هناك، يعني انها قد تكون بمأمن عن أي غارات او ضربات.

المصدر: المدن – منير الربيع