‘طبيبٌ فقد زوجته وأطفاله الأربعة ببرميل متفجر: كنا ننتظر هذا المصير’

26 أبريل، 2016

إياس العمر: المصدر

في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر صُدم ملايين السوريين بنبأ فقدان الطبيب مراد هلال لعائلته المكونة من وزجته وأطفاله بأكملها، إضافةً لشقيقته وابنها، وحينها كان يمارس عمله في مستشفىً ميدانيٍ في مدينته الشيخ مسكين، في إنقاذ أرواحٍ أزهقها برميل متفجر قبل أن يستهدف آخر منزله مباشرةً.

الطبيب هلال الذي كان يدير المستشفى الميداني في مدينته منذ تأسيسه، ويترأس المكتب الطبي في مجلس محافظة درعا الحرة، رفض الهروب من مدينته حينما شنّت عليها قوات النظام حملتها الواسعة والتي انتهت باجتياح المدينة بعد ذلك الوقت بقليل، ووقت المجزرة لم يبقَ في المدينة سوى خمسة في المئة فقط من إجمالي سكان المدينة، والبقية هربوا من بطش طائرات النظام ودباباته.

وفي حديثٍ لـ “المصدر” مع الطبيب مراد هلال قال: عائلتي ذهبت في سبيل حرية سوريا، وكنا نتوقع دائماً وفي أي لحظة أن يتم استهداف المنزل، وكنت أخبر زوجتي أننا في أرض رباط، وننتظر أجرنا من الله، حتى لو كنا مدنيين، وعلى الرغم من حجم المصيبة إلا أن الحياة مستمرة، ولنا لقاء بإذن الله في مستقر رحمة رب العالمين، ونحن نجاهد في كل مجال، وأنا اليوم اتنقل ما بين النقاط الطبية في المحافظة، بعد احتلال النظام لمدينة الشيخ مسكين، وإن الحرب جولات ولابد من الصبر، والمعارك لم تنته بعد، ولن تنهي، وكل حق لا بعد أن يعاد لأهله، وما أخذ بالقوة يستعاد بالقوة.

وأضاف: نتيجة عملي في المستشفى الميداني كنت مستهدفاً من قبل آلة النظام الإجرامية، وتم استهداف المنزل بشكل مباشر وليس عشوائي، وهي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف منزل طبيب، بعد حادثة استهداف منزل الطبيب حسن الحريري في بلدة بصر الحرير، وقتل حينها جميع أفراد عائلته.

وأكد هلال أنه ورغم فاجعته لم يفكر يوماً، ولم يتبادر إلى ذهنه أن ينتقم من أولاد بشار الأسد، لأن المسألة ليست شخصية، بل هي مسألة متعلقة بحرية شعب.

وعن رسالته إلى هيئة التفاوض، قال الطبيب هلال إن الوفد لازال يعمل بشكل جيد، “ونشد على أياديهم ما استمروا ثابتين على ثوابت ثورة الشعب السوري، وفي مقدمتها رحيل بشار الأسد، وتشكيل حكومة مستقلة بشكل أساسي”، مضيفاً: وأريد أن أقول لشعبنا أن بعد هذه المحنة سيكون هناك فرج بإذن الله، فقد قال تعالى: “إن مع العسر يسرا”، وهذا تأكيد من رب العالمين.

وختم الطبيب هلال حديثه قائلاً يؤسفني أن يسمى بشار الأسد طبيبا، من أخذ قسط من العلم والثقافة لا يعمل عمله هذا، وهو شخص مجرد من العلم والثقافة وكل قيم الإنسانية، ومن أوعز بالقتل وأوغل بقتل السورين يجب أن تنتزع عنه صفة الإنسانية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا