‘ستراتفور: بدء السباق لهزيمة داعش في ليبيا’

27 أبريل، 2016

يتوقع الكثير من المحللين إطلاق الدول الغربية لحملة تهيء لها للتدخا العسكري في ، والتي تم تقسيمها بشكل مرير منذ سقوط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. فحالياً، يوجد في حكومتين واحدة في الغرب والأخرى في الشرق، وكلاهما ينكر شرعية الأخرى، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة للقوى الغربية، حيث تعتمد الدول الغربية في توجيه دعمها نحو الحكومة الأكثر قابلية للحياة. وعليه فإن الأيام القادمة ستكون حاسمة في مصير ومن يحكمها، يقدم هذا التقرير ملخصاً للتطورات والتوقعات الميدانية الحاصلة في .

يستمر السباق بين الميليشيات المسلحة والحكومات التي تسيطر عليها في للسيطرة على مدينة التي تخضع لسيطرة منذ منتصف عام 2015. وأياً كان الذي يسيطر على المدينة سيكون بقدرته تأمين قدر أكبر من القدرة على المساومة في المفاوضة المستمرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية وبوساطة أممية. وقد ساهمت المفاوضات هذه في توحيد الهدف الأولي للفرقاء الليبيين سواء الفيدراليين أو القوميين أو العلمانيين أو الإسلاميين بحيث تركزت بوصلتهم نحو هزيمة العدو المشترك الأول “”. وهو ما مكن الفرقاء من التغاضي عن الانقسامات الأيديولوجية والقبلية الشديدة بينهم على الأقل حتى هذه اللحظة.

تتركز قوات اللواء المتقاعد خليفة حول مدن درنة وبنغازي وأجدابيا شرق . ويسعى ، وفق تقارير مختلفة إلى تكريس سيطرته على مدن الغرب ولا سيما مدينة . في 23 نيسان الجاري، تلقت قوات عربات مدرعة وشاحنات أسلحة من حلفائه الخارجيين، على الأرجح أتت من مصادر إماراتية ومصرية والبعض يتحدث عن دعم سعودي. ولا تعد هذه الدفعة الأولى من نوعها، حيث تلقى دعماً كبيراً في أوقات متعددة بهدف تعزيز هجومه على . يضاف إلى ذلك بعض الميليشيات الموالية لحفتر، مثل تلك التي تتواجد في ، والتي تعهدت بتقديم الدعم من أجل استعادة السيطرة على المدينة.

أما في الغرب،فهناك المزيد من القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية والتي مقرها طرابلس – في المقام الأول ميليشيات مدينة – هذه الميليشيات أيضاً تستعد أيضاً لمهاجمة . وكان رئيس مجلس ، عبدالرحمن السويحلي، قد وجه دعوة إلى جميع القوات المسلحة لتحرير من سيطرة مقاتلي . وهناك تقارير غير مؤكدة تتحدث بأن ميليشيات بدأت بالإتجاه جنوباً نحو مدينة . وفعلياً،خاضت ميليشيات معارك عديدة ضد مقاتلي في مدينة ، أكثر بكثير من تلك التي خاضها مقاتلوا وحلفائه هناك. وسبق لميليشيات أن سيطرة على المدينة قبل أن تسقط بأيدي مقاتلي . وفي خضم سعي للسيطرة على المدينة، يخشى مقاتلوا أن يؤدي نجاح لتقليل تأثيرهم في الحكومة، خاصة وأنهم خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي قبل عامين وهو ما يعني أن موقفهم سيكون ضعيفاً للغاية إن تمكن من السيطرة على مدينة قريبة جداً من معلقهم .

يرى تحرير كوصيلة للوصول إلى ، فالجنرال المتقاعد يريد أن يصبح وزير الدفاع أو القائد العام للقوات المسلحة في . وبدلاً من تعيين ، قامت بتفضيل المجلس العسكري عليه وتعيين المهدي البرغثي كوزير للدفاع، علماً بأن البرغثي يملك علاقة سيئة مع . ومنذ ذلك الحين، يحاول جاهداً الإثبات للحكومة أنه جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في العمليات المضادة لداعش في ، على أمل الاستفادة من هذا الدور في تحقيق موقع رسمي مستقبلي يرضي طموح الجنرال في .

المنافسة بين الأطراف المختلفة في وما ينتج عنها من انعدام الثقة المتبادل تعقد الجهود الرامية لتحرير . ومن غير الواضح حتى الآن دى التنسيق بين الحكومات المتنافسة وهو ما يجعل احتمال الاصطدام وارداً.وعلى الأرض، تتمركز ميليشيات والميليشيات المحلية الموالية لمسؤول حراسة المنشآت النفطية “إبراهيم الجضران” في المناطق الممتدة بين وأجدابيا، وتخشى هذه الميليشيات من تمكن قوات من السيطرة على بعض المنشآت النفطية الرئيسية مستغلة هجومها على ، وهو ما سيعزز موقف التفاوضي. وكما هو الحال بين وحفتر، تتكرر حالة انعدام الثقة المتبادلة بين وأجدابيا أيضاً.

وفي حال الاتفاق على حملة منسقة لمهاجمة فسنرى الفصائل الليبية المختلفة متعاونة لدحر قوات من هناك، إلا أن هذا لا يمنع المجموعات المختلفة من الاستمرار في التحرك والالتفاف على بعضها البعض من أجل تحقيق مكاسب تهيء لها المزيد من المكاسب في ظل أي حكومة قادمة. وحتى جلاء الصورة بشكل أكبر، تحتل معركة القادمة صدارة المنافسة على النفوذ في الحكومة الوطنية الليبية الجديدة بين جميع التشكيلات المسلحة في .