دونالد الظاهرة.. هل يجلب «ترامب» نهاية العالم؟
8 مايو، 2016
يجلس الرجل الأربعيني أمام المخضرم، روبرت ليبسايت، في أواخر الثمانينات، ضيفًا على برنامج روبرت الشهير «الساعة الحادية عشر»، ويبدو عليه الهدوء والثقة، بينما يخبره روبرت أنه «جزء من المشكلة». الرجل الأربعيني الذي يعد أشهر مُطوّر عقارات في الولايات المتحدة حينها، يواجهه روبرت بانتقادات بديهية، كتطويره لعقارات فخمة بجانب أحياء الفقراء في مانهاتن، ويستمع الرجل بهدوء، قبل أن يتكلم عن حبه «للنظر إلى الصورة الكبيرة»، فاليابان تتلقى حماية عسكرية مجانية تكلف الدولة الأمريكية ما لا تطيق، وكذا دول الخليج وعلى رأسها السعودية، وأمريكا تخسر سنويًّا مبلغًا بين 140 و200 مليار دولار. ويسأل الرجل روبرت: «أنا مؤمن تمامًا بالتعليم، لكنه حل طويل المدى، وكأي شيء يحتاج للمال، هل تريد أن تبني مدنًا ومدارسًا ونظامًا تعليميًّا قويًّا؟ إذًا لنفرض ضرائب على المنتجات اليابانية وعلى دول الخليج، ولنتوقف عن تقديم الحماية العسكرية المجانية».
يصمت ليبسايت تاركًا له المجال، بينما يوضح الرجل أن هذا ليس كلامه وحده، وأنه بالفعل أخبر به سياسيين في واشنطن وكذا عسكريين، وكلهم اتفقوا معه في الرأي، ثم لم يفعلوا أي شيء، وعندما يحاول ليبسايت التضييق عليه سائلًا إياه: «لماذا لا تبدأ بنفسك؟ أنت تمتلك المال، فلماذا لا تبني أنت للفقراء؟»، يهرب الرجل ببراعة، ويخبره أنه يفعل ذلك على نطاق ضيق، وأن ما يتحدث عنه يحتاج لمبالغ طائلة، تفوق إمكانيات أي شخص مهما كان ثريًّا. كانت إجابات دقيقة وسريعة ولبقة، صمت أمامها روبرت، بينما تزايد اقتناع محبيه به، من كانوا يتمنوه مرشحًا للرئاسة في هذه الفترة، قبل أن يصبح جورج بوش الأب رئيسًا حينها.
تبدو الإجابات جيدة، وربما تفتقر بشكل ما إلى الخبرة السياسية، لكنها منطقية ومعتدلة، هذه الإجابات الهادئة أتت رأسًا من إنسان يجمع الكثيرون على «نزقه وتطرفه»، من دونالد ترامب شخصيًّا، الذي يبدو أننا لا نعرفه كما ينبغي.
بالأمس وفي مؤتمر صحافي في كولومبوس، عاصمة ولاية أوهايو، أوقف حاكم الولاية، جون كيسيك، حملته الانتخابية متبعًا خطى كروز، على الرغم من إعلانه في يوم إنديانا، على لسان مدير حملته، عدم انسحابه واستمراره حتى مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند، في يوليو (تموز) القادم، لكن انسحاب كروز المفاجئ بدا وكأنه قشة قصمت ظهور الجميع، وأن البطاقة الجمهورية أصبحت، بشكل واقعي وإن لم يكن رسميًّا، من نصيب ترامب، فيما وصفته العديد من وسائل الإعلام الأمريكية بـ«الانتخابات الأكثر جنونًا في تاريخ الولايات المتحدة».
بينما ترتفع آمال مؤيدي الملياردير المثير للجدل، ويرون فيه قائدًا مخلصًا بالفعل، ومتسقًا مع شعار حملته الرئيسي «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، يسير أكثر من نصف الأمريكيين في اتجاه آخر، واصفين ما يحدث «بالمهزلة»، وساخرين من يوم الملحمة الذي سيأتي على يده، أو كما نعرفه جميعًا بنهاية العالم، ومع تنبؤ كارهي ترامب بكوارث عديدة، سيحملها فوزه المحتمل بالرئاسة إن حدث، تبرز عدة أسئلة بديهية، أهمها: «هل سيجلب ترامب الخراب للعالم بالفعل؟».
«أحمدي ترامب نجاد»!
في الوقت الذي يتكلم فيه الجميع تقريبًا، عن اقتراب نهاية الأرض على يد ترامب، جادين أو ساخرين، يبدو لنا أن أفكاردونالد نفسها تستحق اهتمامًا تحليليًّا أكبر، لأنه وفي الغالب لن يجلب نهاية العالم، فالرجل الذي ينوي بناء سور «صين» عظيم آخر، على الحدود المشتركة بين أمريكا والمكسيك، لإيقاف الهجرة، مع تأكيده على دفع المكسيك لتكلفة البناء، وسبق أن أطلق تعليقًا عنصريًّا بشأن عدم قدرة باراك أوباما، كأمريكي من أصول إفريقية، على التأثير في نشاط عصابات بالتيمور، قاصدًا اشتراك أوباما معهم في لون البشرة. وطالب في أواخر العام الماضي بمنع المسلمين، بالكامل، من دخول الولايات المتحدة، على خلفية أحداث سان برناردينو، وانتقد الحكومة البريطانية لعدم سيطرتها الأمنية على بعض أجزاء لندن، ومن يرى أن إتاحة السلاح، بشكل أكبر للمواطنين، سيقلل من الإرهاب والعنف، وينظر لبوتين كصديقٍ جيد محتمل، هذا الرجل يستحق أن تُفرد لمنابع أفكاره مساحات أكبر.
يمكن الإشارة لترامب، بالرغم من خلفيته السياسية شديدة الضآلة، بأنه قومي محافظ شديد الوطنية، يؤمن إيمانًا تامًا بضرورة خروج أمريكا من قبضة العالم، أو كما قال هو قديمًا وكرر مرارًا: «الولايات المتحدة تُمزق من قبل دول العالم الغنية». قومي وطني، يردد دائمًا رغبته في رؤية البلاد عظيمة مرة أخرى، وربما تبدو الإشارة السابقة للبعض غير دقيقة، لأن كل مرشح يلعب على جذب أصوات الناخبين، بما يريدونه ممزوجًا بما يريد، ولأن الرئيس في النهاية أسير لمنظومة داخلية معقدة، إلا أن هذا الرأي صحيح جزئيًّا لا كليًّا، فمن جهة، وعلى الرغم من استهدافه لعواطف الأمريكيين، فإن قومية ترامب تبدو أكثر حقيقية، كما تبدو أفكاره لـ«وطنية وعظمة أمريكا» أصيلة ومتجذرة، بجانب حبه للأضواء وعالم الأعمال، منذ أن كان شابًا في ثمانينيات القرن الماضي. ومن جهة أخرى فإن الرجل مخلص بشدة لنظرية العلوم السياسية «G-Zero»، فضلًا عن تلقيبه الموفق، من قبل البعض، بـ«أحمدي نجاد الولايات المتحدة».
كما كان أحمدي نجاد، فإن ترامب يسير على نفس الخطى، فكلا الرجلين شعبوي، يخاطب عواطف الجماهير لا عقولها، فكما خاطب نجاد عقل الإيرانيين بعداء الولايات المتحدة وإسرائيل، ويقينه بـ«كذب الهولوكوست» مثلًا، وتواصله مع «المهدي المُنتظر»، فإن ترامب يخاطب عواطف الأمريكيين بكسر كل الثوابت، وبمناهضته للإجهاض، وبتاريخه الطويل المُقلِّل من النساء، الأمران اللذان يشكلان خطين شديدي الحساسية في المجتمع الأمريكي، ما عدا جزئه المحافظ، وبينما كان نجاد ينادي بعظمة إيران وقوتها، دون الاعتماد على أي دولة أخرى، فإن ترامب يفعل نفس الشيء، بدون أرقام أو بيانات دقيقة، وتتمحور سياسته الخارجية حول عظمة أمريكا، وترفعها عن مشاكل وكوارث العالم.
اثنان أتيا من عالم «الشعبويين الموهوبين»، كما سماه بروفيسور العلوم السياسية شيرفين مالك زاده، عالم رواده لديهم قدرات غير طبيعية على فهم أمزجة الشعوب، ونقاط ضعفه والتحكم فيها وتوجيهها، مع تميز ترامب بإيمانه الإضافي بما يدعو إليه، ما يمثل تفسيرًا واضحًا ومقبولًا لنقاط شعبيته المرتفعة باستمرار منذ أوائل العام الماضي، حين رأينا شبه إجماع من المحللين السياسيين على «بدعة ترامب»، وما عدوه «ظاهرة ستنطفأ سريعًا»، ما ثبت سطحيته فيما بعد.
على الجانب الآخر يمكننا اعتبار ترامب مؤيدًا أصيلًا، وربما بدون أن يعرف نظرية G-Zero أو «صفر الأقطاب»، وهو مصطلح ابتدعه أستاذا العلوم السياسية إيان بريمر، وديفيد جوردون، وكان أساسًا لكتاب إيان «كل أمة لنفسها.. الفائزون والخاسرون في عالم بدون أقطاب».
تنص النظرية على أن عالم اليوم والمستقبل، هو عالم بلا أقطاب، وبلا قوى عظمى، حيث لا وجود فعلي للدول السبع الصناعية الكبرى (G7)، وأيضًا للعظماء العشرين (G20)، والذين تحركهم مصالح دولهم فقط، ولا وجود لشيء مستقبلي مثل G2 «الولايات المتحدة/ الصين»، أو G3 «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان»، كأقطاب جديدة مستقبلية. ثم تنطلق النظرية من تحرير الأمر إلى الجزم بأهمية أن تقوم كل أمة بنفسها فقط، وأن تراعي مصالحها كشيء واقع الآن، مع تركيز قادتها على مجتمعاتهم المحلية، وقضاياهم الداخلية، كأمر ينبغي أن يتوسع مستقبلًا.
وربما يبدو للناظر «سذاجة الطرح»، بخاصة في عالم شديد التشابك كعالمنا الحالي، لكن النظرية دقيقة جدًّا في أجزاء منها، ولها ما يعضدها بالفعل، وما يهمنا هنا هو ملاحظة التشابه التام بين الطرح النظري، وبين ما يدعو إليه ترامب ويعبر عن أساس حملته الانتخابية، وبرامجه وسياساته بالكامل، من التخلي عن أهداف الولايات المتحدة التكتيكية الجزئية، والامتناع عن التدخلات العابرة للحدود، والتي تأتي بتزامن المشكلات السريعة، مما يعنيه هذا من التركيز على الداخل، وقيادة العالم بشكل إستراتيجي وبمدى حركي وزمني طويل، شكل لا يقع في فخ الصراعات الزمنية القصيرة، ولذلك يكرر دونالد دائمًا أن «غزو العراق هو أكبر خطأ في تاريخ الولايات المتحدة».
فخر صناعة الجمهوريين
ربما في زمن آخر لن يمكننا أن نصدق ما يلي، لكن العابر على تصريحات المرشحين الجمهوريين، في عالم «ما قبل ترامب» كمرشح وحيد، والناظر لطريقة تفكير اليمين الأمريكي، وبتدقيق بسيط في برامجهم الانتخابية المبدئية، ومناظراتهم طوال العام الماضي وبداية الحالي، سيتبين بقليل من الجهد أن دونالد ترامب قد يكون أعقلهم، وأشدهم كياسةً وفهمًا لنمط الحكم الأمريكي، على الرغم من أنه أقلهم في الممارسة السياسية!
لدينا جيب بوش، الابن الثاني لعائلة جورج بوش الأب، وشقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن، قائلًا في إحدى المناظرات التلفازية العام الماضي أن أخاه، أثناء فترة رئاسته الممتدة من 2000 إلى 2008، قد «حافظ على أمن البلاد»، مما دعا ترامب للرد الفوري عليه بتذكيره، أمام ملايين المشاهدين، أنه «حافظ على أمن الولايات المتحدة بالفعل وبرجا التجارة شاهدان على ذلك»، الرد الساخر والمنطقي الذي يعتبر تفوقًا في مناظرة كهذه، فضلًا عن إجابة جيب «شبه الدموية» والحماسية «بكل تأكيد، سأذهب لقتله إن أتيحت لي فرصة لذلك»، ردًّا على سؤال له يفترض تمكنه من السفر عبر الزمن، وقتل أدولف هتلر وهو رضيع في مهده، وتصريح ثالث يجزم فيه بقطع كل المساعدات الحكومية عن «PPFA»، أو جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية، لأنهم لا يرعون قضايا المرأة الصحية! فضلًا عن استخدام ترامب لـ«غزو العراق»، الخطأ الأمريكي الأكبر تاريخيًّا على حد قوله، في كل مرة هاجم فيها جيب.
تصريحات تبدو مفسرة لنتائج أحد أقل المرشحين نجاحًا في الانتخابات التمهيدية، وتبدو مفسرة أيضًا للتخبط الشديد الذي كان عليه، عندما استعان بوالدته باربرا وأخيه جورج لدعمه، بعد هزائمه الكبيرة أمام ترامب، بالرغم من انتقاد والدته لترشحه بالأساس في بدايته، مساعدة عائلية لم تمنعه من تلقي الهزيمة في كارولينا الجنوبية، إحدى معاقل أسرة بوش السياسية الأساسية والكبرى، بجانب التصريحات التي فاقت ما يقوله ترامب في كثير من الأحيان.
ولدينا تيد كروز أيضًا، سيناتور تكساس ومرشح الجمهوريين السابق المفضل في مواجهة ترامب، قبيل انسحابه، حيث قال بعفوية لجوليا ترانت، الطفلة الخائفة والبالغة من العمر ثالثة أعوام فقط: «العالم يحترق، نعم عالمك أنت يحترق»، قبل أن يحاول تدارك ما قاله، مطمئنًا إياها أنه «سيصبح بالحاضرين عالمًا أفضل».
تصريحات السيد كروز لا تنتهي، فمن عالم الطفلة الذي يحترق، مرورًا بتأييد تام للسيناتور الجمهوري المتوفي جيسي هيلمز، صاحب التاريخ الطويل من معارضة قوانين الحقوق المدنية والحريات، والذي حاول أن يمنع الكونجرس من إقرار يوم عطلة رسمي، باسم مارتن لوثر كينج كتكريم تاريخي له، هذا السيناتور يؤمن أنهم يحتاجون في مجلس النواب «لمائة منه»، وصولًا إلى إنكار الاحتباس الحراري بالكلية، قائلًا إن إنكاره له جعله «مثل جاليليو»، وأيضًا التغير المناخي الذي قال عنه «مشكلة التغير المناخي أنه لم يمر يوم واحد في تاريخ العالم إلا ويتغير فيه المناخ»، بلا سخرية.
لا يختلف الحال كثيرًا مع المرشحين الآخرين مثل بين كارسون ومايك هاكابي، وهو الأمر المثير للتأمل، والداعي للتساؤل عما ينتجه الحزب الجمهوري من مرشحين للرئاسة، وعن الاتجاهات العامة لأعضائه، وربما يبدو ما سبق كأنه «دفاع» عن ترامب، عملًا بمبدأ أفضل السيئين، لكن الغرض الحقيقي هو رصد سريع لتدهور مستوى «نخبة» الحزب الجمهوري، ومن المهم أيضًا ملاحظة حالة الغضب، الناقمة بشدة على نجاحات ترامب المتواصلة، وفي ظن البعض أن هذا الاعتراض أو الغضب ليس بسبب «حماقة وتطرف» الملياردير، بقدر ما هو اعتراض على أنه ليس جمهوريًّا يمينيًّا محافظًا، بما يكفي لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية.
هل سيدمر ترامب الحزب الجمهوري؟
يبدو سؤالًا بديهيًّا إذًا، وللإجابة عليه ينبغي أن نقف أولًا على شعبية الحزب الجمهوري، حيث وضح استطلاع للرأي، لمركز بيو للأبحاث والدراسات، أن تفضيل الأمريكيين للحزب في أدنى مستوياته، منذ عام 1992، فـ33% فقط من الأمريكيين يفضلون الحزب، مقابل 62% لديهم انطباعات شديدة السلبية عنه، ولا يفضلونه بأي شكل، وهي النسبة التي ليس لها أي علاقة بترشح ترامب، حيث تنخفض باستمرار منذ عام 2009، حيث كانت حينها 40% للمفضلين، ثم انخفضت في منتصف 2011 لـ34%، واستمرت في تذبذب طفيف حتى وصلنا إلى النسبة الحالية، أما آخر رصد استطلاعي لمعهد جالوب، فقد أوصل الفارق المئوي بين «من يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين» إلى «من يعتبرون أنفسهم جمهوريين»؛ إلى 8%، بنسبة 49% أمريكيين ديمقراطيين و41% جمهوريين، وهو الهامش الواسع المعبر عن توجهات الأمريكيين الحالية، وصورة الحزب الجمهوري التي تسوء باستمرار.
يرى العديد من الجمهوريين داخل الحزب أن ترامب «فرصة ضائعة» لتجديد صورة «الأفيال» في عقول الأمريكيين، الحزب الذي سوق نفسه لعقود، كما يقول بول والدمان، معتمدًا على «أربعة مبادئ أساسية»: حكومة محدودة، ضرائب منخفضة، إنفاق عسكري ضخم لإمكانيات دفاعية قوية، وتقاليد اجتماعية محافظة ومتجذرة، هذه الصورة التي اهتزت لدى الأمريكيين، يرى العديد أن ترامب ساهم وسيظل في إفسادها أكثر، فضلًا عن تعميقه للخلافات والانقسامات الحادة داخل الحزب، وربما يبدو ذلك غير صحيح بناءً على صورة الجمهوريين في آخر عقدين، واعتمادًا على البنية الضعيفة للحزب في نفس الفترة، بالإضافة إلى مرشحي الرئاسة الجمهوريين هم إفراز طبيعي لنسيج «الأفيال» الجمهورية، حتى وإن بدا نسيجًا جيدًا كميت رومني مثلًا.
على كلٍّ فإن ترامب وكما يبدو لن يجلب نهاية العالم، ففي النهاية هو من أقل الجمهوريين يمينية، ويتنافس على أعلى منصب في النظام الأمريكي، لكنه يظل منصبًا داخل منظومة الحكم شديدة التشابك والتداخل في واشنطن، بجوار شعبويته التي تداعب الحلم الأمريكي لدى قطاع لا يستهان به شعبيًّا، وربما تبدو فرص الحزب الديمقراطي ممثلًا في هيلاري كلينتون، وحتى بيرني ساندرز، أفضل بكثير في مواجهة ترامب، بحسب معظم استطلاعات الرأي الحالية، إلا أنه لا أحد يعرف ما الذي تحمله الأيام القادمة، وما الذي يمكن أن تفعله حملات الدعاية وأخطاء الخصوم، خاصةً وأن ترامب، وحتى منتصف العام الماضي، لم يتوقع أغلب العالم أنه يستطيع تجاوز المرشحين الثلاثة المفضلين لدى الجمهوريين، إلا أنه فعلها وأصبح المرشح الوحيد والرئيسي، في ظاهرة تستحق الوقوف أمامها طويلًا.