منظمة حقوقية تحذر من تدهور أوضاع المعتقلين بسجن حماه

8 مايو، 2016

حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان من تدهور أوضاع المعتقلين في سجن حماه المركزي، بعد فشل قوات الأمن التابعة لقوات نظام الأسد في اقتحامه.

وأعلن قرابة 800 معتقل داخل السجن عن استعصاء منذ 2 مايو/ أيار الجاري، ونوهت المنظمة في تقرير نشرت وكالة رويترز، اليوم الأحد، جزء منه، إلى أن أية محاولة لاستعادة السيطرة على السجن قد تتسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.

نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “رايتس ووتش”، قال في وقت متأخر الجمعة إن “الأزمة يجب ألا تنتهي بحمام دم”. وأضاف أن “الأوضاع في منشآت الاحتجاز السورية والسجون غير مستقرة وأن تحسين الظروف فيها يجب أن يكون أولوية للمجتمع الدولي”.

وتقول “رايتس ووتش” إن “آلاف المعتقلين محتجزون في سجون حكومية في سورية دون تهمة وتعرض العديد منهم للتعذيب حتى الموت”. وتضيف أن “المحاكم المحاكم العسكرية السورية تتبع إجراءات لا تفي بالمعايير الأساسية للمحاكمة العادلة”.

ناشطون متخوفون

من جانبهم، يعبر ناشطون حقوقيون سوريون على اتصال بالسجناء عن مخاوفهم على حياة مئات المعتقلين.وقال مازن درويش وهو ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان ومعتقل سابق في السجن وعلى اتصال بالسجناء إن “الأوضاع تتدهور بسرعة مع انقطاع المياه والكهرباء لمدة ثلاثة أيام مع نقص في الغذاء ووجود حالات طبية حرجة بين السجناء”.

وبيّن درويش أن “مخزونات الغذاء والمياه لدى السجناء بدأت في النفاد وإن الأدوية لم تعد تعطى حتى لمن هم في حالة حرجة”. مضيفاً: أن “السجناء يريدون تدخل الهلال الأحمر السوري للتفاوض نيابة عنهم بعد أن أسفر اتفاق سابق عن الإفراج عن 46 معتقلا على الأقل قبل انهيار المحادثات”، وفقاً لما ذكرته رويترز.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سجناء على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الرجال وهم يتنفسون بصعوبة قائلين إنهم يختنقون من “غاز سام” بينما سمع دوي طلقات رصاص وشوهدت نيران في الممرات بعد إطلاق قنابل الغاز.

وفي وقت سابق من العام الحالي قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن “المعتقلين الذين تحتجزهم الحكومة السورية يقتلون على نطاق واسع يرقى لأن يكون سياسة دولة لإبادة المدنيين”.

كيف بدأ الاستعصاء؟

يشير تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الصادر أمس، بخصوص استعصاء سجن حماه، إلى الاستعصاء – وهو الثالث من نوعه – بدأ في 2 مايو/ أيار الجاري بعد دخول “قوات حفظ النظام” إلى جناح “الشغب والإرهاب” في السجن، لاقتياد عدد من المعتقلين نحو سجون أخرى، ما يعتبر إجراءً روتينياً دورياً.

وأكملت أن ممارسات “حفظ النظام” العنيفة هذه المرة واعتداءهم بالضرب على السجناء، إضافة إلى حالة الاحتقان الموجودة أصلاً بسبب التأخر الشديد الذي قد يمتد لسنوات للنظر في ملفات المعتقلين، والأحكام الجائرة التي تصدر بحقهم، ومماطلة السلطات السورية في تنفيذ وعودها بإجراء تسويات للمعتقلين تنتهي بإطلاق سراحهم، دفع جميع ذلك المعتقلين إلى إعلان حالة العصيان، واحتجاز 8 من عناصر السجن إضافة إلى ضابط.

بعد يوم من الاستعصاء بدأت المفاوضات بين قيادات الأفرع الأمنية بحماه من جهة، والمعتقلين من جهة أخرى، بوساطة من الهلال الأحمر السوري، وانتهت بالإفراج عن 32 معتقلاً من سجن حماة المركزي.

وأول أمس الخميس، طالب إدارة السجن المعتقلين بإنهاء الاستعصاء والإفراج عن عناصرها المحتجزين والطلب من الهلال الأحمر بعدم التدخل، ذلك في وقت نشرت فيه قوات النظام آليات عسكرية في محيط السجن مع مئات قوات المشاة، بينهم ميليشيات لها صبغة طائفية أبرزها “لواء صقور الغاب” ما يهدد حياة السجناء.

وفي الأمس (6مايو/ أيار) حاولت قوات النظام اقتحام السجن مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ما تسبب بحالات اختناق خطيرة وإصابة عدد من المعقتلين بجراح، وفقاً لتقرير الشبكة.