الأمم المتحدة تشارك نظام الأسد في ضغوطه لإجبار الأهالي على ترك حي الوعر

11 مايو، 2016

دخل حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة بمدينة حمص وسط سورية في هدنة مع قوات نظام الأسد، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين تضمن عدداً من البنود.

وسيط دولي

وشاركت الأمم المتحدة في الاتفاق بين الجانبين في ديسمبر/ كانون الأول 2015 بوصفها طرفاً مراقباً وراعياً للاتفاق، سيما وأن الأخير نص في بند منه على أن هذه الرقابة والمشاركة من قبل مكتب الأمم المتحدة، تتمثل بـ خولة مطر، مديرة مكتب المبعوث الأممي لسورية “ستافا دي ميستورا”، ويعقوب الحلو.

ووفقاً للاتفاق فمن المفترض أن يفضي إلى فك الحصار عن الحي، وإخراج المعتقلين الذين قدم أسمائهم عبر لجنة الوعر والبالغ عددهم قرابة 12 ألف معتقل. سلمت أسماء 7500 منهم حتى الآن.

وفي المقابل التزمت فصائل المعارضة في حي الوعر بإخراج المقاتلين الرافضين للاتفاق في التاسع من شهر يناير/ كانون الأول 2015،  كما التزم الوفد المفاوض عن الحي بتسليم جزء من السلاح المتوسط كما ينص الاتفاق تماماً.

تغاض وصمت

الناشط في مركز حمص الإعلامي أسامة أبو زيد، أشار في تصريحات لـ”السورية نت” إلى دور مكتب الأمم المتحدة السلبي في تطبيق الاتفاق، وصمته عن التجاوزات التي ترتكبها قوات النظام منذ بدء التوصل إلى الاتفاق وحتى الآن.

وأشار إلى أنه كان من المفترض قبل ثلاثة أشهر أن يفرج النظام عن المعتقلين بحسب الاتفاق، إلا أنه لم يخرج معتقلاً واحداً من الذين وردت أسمائهم في القوائم، مشيراً أن سلطات النظام رفضت أيضاً استلام القائمة الثانية التي تضم أسماء 5 آلاف معتقل آخرين.

وأكد أبو زيد أن حالات الاعتقال ازدادت وطالت شبان غير مطلوبين لأفرع الأمن، وأضاف: “زادت أيضاً الحواجز التابعة للنظام في عموم محافظة حمص، كذلك أغلق النظام منافذ الحي في وجه المواد الغذائية منذ ثلاثة أشهر، كما لم يسمح منذ أكثر من عامين بإدخال أي مواد طبيّة خاصة بالعمل الجراحي أو حالات الإسعاف”.

وشدد أبو زيد على أن هذه الخروقات قوبلت بحالة صمت مطبق من طرف الأمم المتحدة كجهة راعية، وأوضح أنه “على الرغم من المحاولات الخجولة لإخراج بعض الجرحى المصابين نتيجة القصف أو التعهد بإدخال مواد غذائية، لم يسمح النظام لكثير من الحالات الحرجة صحياً بالخروج – التي تعهدت مطر شخصياً بإخراجها من الحي- مما تسبب بوافاة عدد من المدنيين، أخرهم سيدة توفيت يوم الثلاثاء 10-5-2016”.

عدم اكتراث بالمدنيين

ويشير أبو زيد في تصريحاته لـ”السورية نت” إلى أن الوضع المعيشي في حي الوعر تدهور بشكل ملحوظ، سيما وأن قوات النظام منعت عن الحي إدخال المواد الغذائية، وهو ما يعتبر خرقاً واضحاً للاتفاق والجهة الراعية له.

وقال إنه أحد “عناصر قوات النظام ردد عند البوابة الرئيسية للحي التي يخرج منها الموظفون عبارة (دعوا خولة مطر تنفعكم)، وذلك بعدما داس على كميات بسيطة من الطعام أحضرها الموظفون”.

ضغط مشترك

تردي الأوضاع في الحي بدأ يهدد حياة 100 ألف شخص يعيشون داخله، وهو ما سمح بحصول مكتب الأمم المتحدة على موافقة من وزارة خارجية النظام في 5 مايو/ أيار الجاري، تقضي بإدخال قافلة مساعدات إنسانية عاجلة للحي.

ويقول أبو زيد: “يعقوب الحلو وخولة مطر لم يقومان بأية خطوة لإدخال المساعدات، بحجة عدم وجود موافقة من الفروع الأمنية”. وأضاف: “كما لم يقم الممثل الإنساني للأمم المتحدة ا يعقوب الحلو، أو خولة مطر، حتى الساعة بإصدار أي بيان أو تصريح يوضح رسمياً سبب عدم تلبية نداءات الإستغاثة المرسلة من المدنيين”.

وكشف الناشط لـ”السورية نت” عن معلومات حصل عليها مركز حمص الإعلامي من مصادر قال إنها مقربة من النظام، وتشير إلى أن النظام “يرغب بالضغط على المدنيين والمؤسسات الثورية داخل الحي من أجل الرضوخ لمطالبه بإخراج الثوار والأهالي من الوعر، ويساعد مكتب المبعوث الدولي النظام بتأخير إدخال المساعدات الإنسانية من أجل زيادة الضغط، بحجة عدم وجود موافقات أمنية”.

يقول أبو زيد في انتقاده لهذه الحجج: “علماً أن قوافل إنسانية مماثلة دخلت إلى مناطق أصعب من الوعر من الناحية الأمنية كالرستن وتلبيسة والحولة في ريف حمص الشمالي، كما يعتبر حق الطعام من أبسط الحقوق الخاصة بالمدنيين في وقت الحرب والذي يجب أن لا يرتبط بأي مسائل سياسية”.