6 أسباب ترجح اغتيال واشنطن مصطفى بدر الدين
16 مايو، 2016
قالت مصادر إسرائيلية إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يشك في تعاون قوات خاصة أمريكية وروسية في اغتيال قائد عمليات حزب الله في سوريا مصطفى بدر الدين.
وأشار موقع “ديبكا” إلى أن نصر الله كان يعلم لدى إلقائه خطابا في ذكرى النكبة، الخميس الماضي بوفاة بدر الدين في تفجير غامض بموقع قيادة سري لحزب الله بالقرب من مطار دمشق الدولي.
ولفت إلى أنَّ هذا هو السبب في تخصيص نصر الله جزءا من خطابه لشن هجوم حاد على الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال نصر الله إن الولايات المتحدة هي المسئولة عن النكبة الجديد في الشرق الأوسط لكسر محور إيران- سوريا- حزب الله، ممثلة في قيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتنظيمات “بربرية” أخرى بالشرق الأوسط.
المصادر الاستخبارية لـ”ديبكا” أشارت إلى أن شكوك حزب الله في التعاون الأمريكي الروسي لاغتيال بدر الدين، تعتمد على 6 نقاط رئيسية.
الأولى، لاى تمتلك أية قوة جوية أو برية خاصة القدرة على العمل في منطقة دمشق، دون التنسيق المسبق مع سلاح الطيران الروسي ومنظومة الدفاع المضادة للطائرات التابعة لموسكو المنتشرة في سوريا.
بكلمات أخرى، علم الروس من البداية بالهجوم، ولم يخطروا بذلك الإيرانيين أو السوريين، أو حزب الله بالطبع.
النقطة الثانية أن الأمريكان نشروا في الأيام الماضية قوات خاصة مزودة بمروحيات هجومية بالقاعدة الجوية ريملان شمال سوريا بالقرب من مدينة الحسكة السورية- الكردية.
يسمح نشر هذه القوات للقيادة الوسطى الأمريكية بالشرق الأوسط (CENTCOM) العمل عسكريا في كل أنحاء سوريا ضد أهداف تابعة للجماعات المسلحة المتشددة. ويعتقد حزب الله أن تصفية بدر الدين، كانت العملية الأولى لتلك القوة الأمريكية.
والثالثة أن الولايات المتحدة كانت قد أدرجت اسم مصطفى بدر الدين قبل 3 سنوات على قائمة الإرهابيين الأكثر خطرا ( a “Specially Designated Global Terrorist).
وفي 21 يوليو 2015 فرضت واشنطن عقوبات على مصطفى بدر الدين وأعلنت مصادرة ممتلكاته في أنحاء العالم، بدعوى أنه قائد عمليات حزب الله في سوريا، ويشارك بشكل دائم في الاجتماعات الأسبوعية التي يجريها الرئيس السوري بشار الأسد مع حسن نصر الله لتنسيق العمليات ضد المعارضة المسلحة.
بكلمات أخرى كان بدر الدين من وجهة نظر حزب الله على رأس الأهداف الأمريكية المراد تصفيتها.
النقطة الرابعة أن الموقع الذي اغتيل فيه بدر الدين كان سريًا للغاية، كان حزب الله واثقا من عدم معرفة أي عنصر خارجي بالموقع. مع ذلك كان نصر الله على قناعة أن بإمكان ثلاثة عناصر استخبارية ناشطة في سوريا الوصول للموقع وهي الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل.
خامسا، اغتيال واحد من قيادات الجيوش الأربعة التي تقاتل إلى جانب بشار الأسد (إيران، سوريا، حزب الله، روسيا) ينطوي على دلالة واضحة : من اغتال مصطفى بدر الدين أراد الإضرار بقوة بالقدرة العسكرية للأسد.
وبحسب المعلومات التي كشفها “ديبكا” بعد ساعات من اغتيال القائد في حزب الله، فقد خطط بدر الدين لسحب قواته من الجبهات السورية المختلفة وتركيزها على الحدود السورية اللبنانية.
الآن وبعد اغتياله، سيسارع حزب الله بالتأكيد في إتمام عملية سحب القوات، ما سيؤثر سلبا وبشدة على الأسد.
النقطة السادسة والأخيرة أن هناك إمكانية بحدوث لقاء سري جمع بين الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وكل من حسن نصر الله ومصطفى بدر الدين في بيروت، وأن الثلاثة ناقشوا إمكانية الاستعانة بقوات من الحزب في العراق لمساعدة أتباع مقتدى الصدر الذين سيطروا مؤخرا على المنطقة الخضراء مركز الحكم في قلب بغداد.
وخلص “ديبكا” إلى أن من اغتال مصطفى بدر الدين، أراد منع كل هذه التطورات من الحدوث.
كان البيت الأبيض أصدر بيانا الجمعة 13 مايو نفى فيه ما تردد من اغتيال واشنطن لبدر الدين بواسطة طائرة أمريكية.
لم يتطرق البيان الأمريكي لإمكانية اغتيال مصطفى بدر الدين بواسطة صاروخ أطلق من الأرض.
رسميا، اتهم حزب الله السبت 14 مايو المعارضة المسلحة باغتيال قائده في سوريا، بواسطة نيران مدفعية.
لكن حتى بالنسبة لحزب الله فإن هذا اتهام غير مؤكد. وأخيرا فإذا كان لدى المعارضة السورية المسلحة معلومات عن موقع تواجد بدر الدين، واستطاعت قتله بقذيفة مدفعية، فإن بدر الدين نفسه كان صادقا ، إذ لم يعد لدى حزب الله ما يفعله في سوريا ومن الأفضل الانسحاب من هناك.