التشاؤم والعجز.. حصيلة مسار فيينا وتماهي أمريكا مع روسيا بسوريا
19 مايو، 2016
“التشاؤم” و”العجز”، هكذا وصف مراقبون ومحللون مؤتمر المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم 17 دولة، في فيينا، الثلاثاء 17 مايو/أيار، الذي خلص إلى أن أي طرف من أطراف الحرب الدائرة في سوريا ينتهك مراراً اتفاق وقف إطلاق النار الهش؛ قد يستثنى من الحماية التي توفرها الهدنة، وإلى إلقاء المساعدات الإنسانية للمناطق التي يحاصرها النظام السوري جواً، في حال تعذر إيصالها بالطرق المعتادة.
وأكدت مجموعة دعم سوريا ضرورة إيصال المساعدات جواً إلى المناطق التي تشتد حاجتها إليها بحلول الأول من يونيو/حزيران، أو ستتخذ الأمم المتحدة إجراءات في سبيل ذلك، وأنه إذا استمرت محاولات عرقلة وصول هذه المساعدات فإنه ينبغي اللجوء لبرنامج لإيصالها جواً إلى مستحقيها.
وكان المجتمعون يسعون لإيجاد وسيلة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العدائية، وتقديم المزيد من المساعدات للمتضررين.
في الوقت نفسه أكدت أطراف في دعم المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية التزامها بالعمل على دعم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يشهد خروقات متكررة.
واعتبر مراقبون أن إلقاء المواد الغذائية للمناطق التي يحاصرها النظام في سوريا يعني اعترافاً بعجز المجتمع الدولي في إقناع أو إجبار النظام على إدخال المواد الغذائية للمحاصرين، معبرين عن تشاؤمهم من قدرة المجتمع الدولي على إقناع أو إجبار النظام على قبول الحد الأدنى لأي عملية انتقال سياسي في سوريا.
كما وصف محللون اجتماع فيينا بأنه من “الأسوأ على الإطلاق”، وأن ما جرى هو محاولة لفرض أجندة، في محاولة لتفكيك نقاط الالتقاء بين الأطراف الإقليمية المعارضة لنظام الأسد؛ من أجل الإبقاء على التفاهم الأمريكي-الروسي، الذي لا يعكس في حقيقة الأمر سوى الأجندة الروسية.
من جهتها رحبت الهيئة العليا للمفاوضات بقرار المجموعة الدولية إنزال المساعدات للمحاصرين جواً، مؤكدة أن هذا “يجب أن يشمل كل المناطق المحاصرة، والتي يصعب الوصول إليها”.
كما طالبت الهيئة بوضع حد للمجازر وغارات طيران النظام السوري والروسي، الذي من شأنه أن ينهي أي حديث نحو الانتقال أو الحل السياسي في سوريا.
وأدت غارات النظام السوري وحليفه الروسي في حلب – التي أوقعت مئات الضحايا – إلى انهيار محادثات جنيف، والهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، ويأمل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، في إطلاق جولة جديدة من المحادثات بين طرفي الصراع بنهاية مايو/أيار.
وبحسب “رويترز” يرى دبلوماسيون أن فشل الإدارة الأمريكية في إقناع موسكو بضرورة رحيل الأسد أصاب الأوروبيين والعرب بـ “خيبة أمل”؛ من تهميشهم في جهود إنهاء الحرب.
ويتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين هل أخطأت الولايات المتحدة في فهم رغبة روسيا في الإبقاء على الأسد في السلطة؟
وكان كيري قد كشف في ختام اجتماع “المجموعة الدولية لدعم سوريا” أن المجموعة تسعى لانطلاق المرحلة الانتقالية في سوريا مطلع آب/أغسطس المقبل، إلا أن ذلك يتطلب تسجيل تقدم في المفاوضات.
وأكد كيري العمل مع الشريك الروسي، وباقي الشركاء؛ ليتحول وقف الأعمال القتالية إلى وقف دائم لإطلاق النار، فيما تم الإعلان عن الاتفاق على آلية تقنية لتحديد الجهات التي تنتهك الهدنة، ومن ثم عزلها عن الهدنة.