استراتيجية أمريكا الحالية وحروبها العبثية.. إلى متى؟
20 مايو، 2016
تساءلت صحيفة ناشينال إنترست الأمريكية عن وجود بديل عن الاستراتيجية الخارجية الحالية للولايات المتحدة التي أدت إلى سلسلة من الإخفاقات، واصفة الحروب التي قادتها أمريكا في العراق وأفغانستان وليبيا بأنها عبثية.
وترى الصحيفة أن أمريكا بانخراطها بكل تلك الحروب خارج حدودها قد جمعت كل سلبيات الإمبراطورية، في حين أن هناك القليل من الفوائد التي ترتجى من تلك الحروب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “رغم تمتع الولايات المتحدة بمزايا لا تكاد توجد قوة عظمى أخرى في التاريخ تتمتع بها، والسيادة التي لا جدال فيها على ما يقرب من نصف الكرة الأرضية، وامتلاكها لأكبر وأنشط اقتصاد في العالم، إضافة إلى جيشها الذي يعتبر أقوى جيش في العالم، فإنها تواجه عدة تهديدات وجودية خطيرة من الدول الأخرى”.
وانتقدت الصحيفة، الاستراتيجيةَ الحالية التي يتبعها صناع السياسة في الولايات المتحدة، داعية إياهم إلى النضج السياسي وتغيير سياستهم المستقبلية بالنظر إلى ما حل بكثير من الدول من كوارث نتيجة التدخل الأمريكي، على حد وصفها.
من جهة أخرى، يرى ستيفن والت، وهو أستاذ في جامعة هارفارد، أن مشاركة أمريكا بكل هذه الحروب ميزة هائلة، تمكنت الولايات المتحدة من خلالها من الحفاظ على سيطرتها على كل منطقة من مناطق العالم في سبيل تحقيق أهداف الليبرالية؛ ومنها الأسواق المفتوحة، والحكم الديمقراطي، وسيادة القانون على الصعيد الدولي.
وأضاف: “لقد مكنت الجهود الرامية إلى الهيمنة العالمية الحلفاء من تقليص الإنفاق العسكري مع وجود من يدافع عنهم، إذ إن الرغبة في تعزيز الديمقراطية، وأحياناً تحت تهديد السلاح، نتجت عنها آثار ضارة، وخاصة الأنظمة التي تشعر بالتهديد وتفعل أشياء غير جيدة؛ مثل السعي لامتلاك أسلحة نووية، كما أن هناك أنظمة تتطلب الاستبدال، وهو ما يعني في كثير من الأحيان الاحتلال الذي يثير الاستياء والعنف، وهذه هي السياسة الخارجية مع عدد قليل من النجاحات وتكاليف خطيرة”.
ولفت والت إلى أن الولايات المتحدة تسعى لمنع ظهور القوة المهيمنة المتناحرة في ثلاث مناطق رئيسية في العالم: أوروبا وشمال شرق آسيا والخليج العربي، وبهذا تعزز من هيمنتها على نصف الكرة الأرضية الخاص بها؛ إذ إن كلاً من الدول في هذه المناطق يسعى لمنع صعود قوة مهيمنة محتملة؛ لأن لديهم مصلحة في منع صعودها، وبهذا تكون تجارة دبلوماسية نشطة في جميع أنحاء العالم.