ليبرمان وزيراً لجيش الاحتلال.. خطة نتنياهو للبقاء في السلطة!

20 مايو، 2016

استقبلت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي خبر صفقة نتنياهو- ليبرمان، أمس الأربعاء، بصدمة شديدة ومخاوف كبيرة، فبعد اجتماعات مهمة عقدت هذا الأسبوع؛ لرأب الصدع وحلّ الأزمات العميقة بين القيادة السياسية والعسكرية بحكومة الاحتلال، قرّر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عزل وزير الجيش، موشيه يعالون، وتعيين أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية السابق، مكانه.

ووصف المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، عاموس هارئيل، هذه الخطوة السياسية بأنها بمثابة “طعنة في الظهر” للوزير يعالون، مؤكداً أن الجنرالات والضباط في المؤسسة العسكرية لم يتوقعوا أن نتنياهو يحيك خطوة سياسية “معقدة وخبيثة” كهذه، واعتبر أن هذا التكتيك السياسي أشبه بالتكتيك العسكري الذي يشن فيه الجيش هجمة شرسة ليردع العدو ويخيفه.

وفي هذا السياق يقول هارئيل إنها المرة الأولى التي سيكون فيها تعيين وزير مدني للجيش – أي لا يمتلك خلفية عسكرية – مرفوضاً، هذا على الرغم من قبول المؤسسة سابقاً تولي مسؤولين مدنيين لهذا المنصب، إلا أن ليبرمان اتخذ مؤخراً مواقف مناهضة للجيش، وشارك بالتظاهر ضد قرار الشرطة العسكرية بالتحقيق مع الجنديّ المتورط بواقعة قتل جريح فلسطيني، عبد الفتاح الشريف، في الخليل قبل قرابة شهرين.

إلى جانب ذلك خلال عضويته في الحكومة الأمنية المصغرة (الكبينيت)، خلال الدورة الرئاسية السابقة، كثرت صدامات وخلافات ليبرمان مع يعالون، خاصة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كما أن غالبية تصريحاته في الفترة الأخيرة كانت تركز على انتقاد سياسة الوزير يعالون بالتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية، وعليه فإن ترؤسه لوزارة الجيش – بنظر هارئيل – يشبه فوز المرشح الأمريكي، دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة.

وعن المخاطر المرتبطة بتولي ليبرمان لوزارة الجيش يقول هارئيل، إن ليبرمان يعرف بأنه لم يستطع – ولو مرة واحدة – أن يحضر اجتماعاً كاملاً للحكومة الأمنية المصغرة، ولا في اجتماعات وزارة الخارجية والأمن، كما أنه لا يولي انتباهاً كافياً للاجتماعات، ولم يقدم مرة واحدة وجهة نظر أمنية مرتبة ومسندة، بالرغم من إدراك نتنياهو لذلك، يتولى ليبرمان اليوم منصباً مسؤولاً عن جهاز حساس ومليء بالتفاصيل، ومسؤول عن اتخاذ قرارات تساوي مليارات الشواقل، كما يصادق على خطط عملياتية ذات تداعيات طويلة الأمد، وآثار عميقة على حياة الناس.

والسبب الثاني الذي يدعو للقلق بحسب هارئيل، متعلق بموقف ليبرمان الشخصي من الفلسطينيين، ففي تصريحاته في الأشهر الأخيرة طالب ليبرمان بتنفيذ أحكام الإعدام ضد منفذي العمليات، إلى جانب تسهيل إطلاق النار وقت حدوث العمليات، كما اعتبر السلطة الفلسطينية “جثة سياسية”، وطالب بتهديد إسماعيل هنيّة، رئيس حكومة حماس، بالقتل إذا لم تعد كتائب القسام الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة خلال 48 ساعة.

أما علامة السؤال الثالثة فهي حول علاقته بالضباط، فخلال فترة توليه المناصب المختلفة بحكومة الاحتلال في السنوات الأخيرة اتخذ ليبرمان كثيراً من مواقف استعراض القوة والتحدي ضد مسؤولين كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعليه فإن هناك احتمالاً كبيراً للتصادم والمواجهة بين الوزير الجديد ورئاسة أركان الجيش بقيادة، غادي آيزنكوت.

ومن ناحيته قال المحلل، يوسي فيرتر، بصحيفة هآرتس، إن هدف نتنياهو من عزل يعالون هو تقزيم الجيش من أجل تثبيت سلطته، وإن تعيين ليبرمان تحديداً كان سببه بحث نتنياهو عن شخصية “قوية تحمل العصا لزرع الخوف وسط ضباط الجيش”، وأضاف إن نتنياهو يرى في استمرار وجود يعالون بالوزارة – في ظل الخلاف العميق حول سياسة الاحتلال في غزة والقدس والضفة – خطراً وتهديداً لاستمراره في الحكم.

من ناحية أخرى يقول فيرتر إنه على الرغم من أن شعبية يعالون في حزب الليكود الحاكم ليست كبيرة بقدر شعبية نتنياهو، إلا أن الضجة الأخيرة المثارة حوله، وتركيز الإعلام الإسرائيلي على إظهاره كأنه “بطل” ومسؤول، قد يقلب المعادلة، ويزيد من حظوظه لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة الحكومة القادمة.