‘عصام خوري : قصة طائفية حقيقية’
23 مايو، 2016
قصة طائفية حقيقية:
في الاشهر الاولى للثورة السورية، التقيت مع احد الشخصيات السنية المعارضة المعروفة في اللاذقية وتبادلنا الحديث عن مخاطر التطورات الطائفية التي من الممكن ان تحصل في حال سقط الاسد، فكان جوابه حاسما:
(بالتأكيد هناك نفور سني من العلويين في اللاذقية، وبالتأكيد قد نشهد حالات انتقام فردية، ولكن سنتعاون جميعا لتهدئة الخواطر وبالتأكيد عليكم مساعدتنا)
اجبته (ولكن الكثير من ابناء الجبل العلويين متخوفين من حالات انتقام تصل للجبل).
فضحك ورد (بربك مقتنع انو ابن السكنتوري او الصليبية فاضي يترك المدينة لينتقم بالجبل، كبر عقلك اخي عصام).
في اليوم ذاته التقيت مع احد الاصدقاء العلويين المعارضين، وتحاورنا بنفس الموضوع، فكان جوابه حاسما (اخي ما في علوي رح ينفذ، والله ليعبدونا العجل) فرددت عليه بسرعة (معقولة ومن كل عقلك فاضي ابن سوق الخضرة المعتر يطلع على ضيعتك ليقتلك، هذا المسكين ابعد طموح الو بيكون حدود اللاذقية، وهذا الامر لفترة وبعدين بتحلحل الامور).
فرد علي بجواب صعقني (اخ عصام، بس يتمكنوا من السلطة رح يطلعوا بالطيران ويقصفونا)
فضحكت وقلتلوا (طيران دفعة وحدة، حاج جنان يا زلمة)
فرد (انت مسيحي ما بتعرفهن).
المضحك بالردين ان كلاهما صنفاني على اني مسيحي، رغم انهما يعرفاني ملحد!…
بعد هذين الحوارين، اتخذ فريق مركزنا قرارا بضرورة تأسيس شبكات سلام اجتماعية في الساحل، وبالفعل كنت ادعوا وجهاء سنة وعلويين تقريبا مرتين في الاسبوع الواحد، واتفقنا ان يتعاونوا جميعا لتخفيف الاحتقان الطائفي، وقد نجحنا بمعالجة اكثر من ملف. ولكن خلال عملنا ذهلنا جميعا بان النظام استخدم الطيران لقصف مناطق المعارضة، ثم تطور الامر لاستخدامه صواريخ سكود. فجأة تذكرت عبارة صديقي عن الطيران… (طلع الجنون الطائفي بيعمل شغلات ما ممكن تخطر على البال)
وعندما حدثت هذه المجازر، صدر الشعار الامني الغريب “بشار كويس بس الحواليه عرر…صات”