‘مفتاح شعيب يكتب: فضيحة بحق اللاجئين’

27 مايو، 2016

مفتاح شعيب

عادت كوارث الهجرة غير الشرعية لتطفو مجدداً في عرض السواحل الليبية بعد غرق العشرات في انقلاب زوارق بعضها جرى تصويره عن قرب ليظهر هول الفاجعة، ويظهر أيضاً أن المجتمع الدولي مازال بعيداً جداً عن وضع حد لهذه المآسي المستمرة على مدار العام. أما الخطط والمساعي التي يجري الحديث عنها فلا تجد طريقها إلى التطبيق، وإن وجدت فمتأخرة جداً وعلى جثث المئات من اللاجئين.
في الأيام الأخيرة عاد البحر المتوسط ليغص بضحايا يهربون من ملاحقة الإرهاب المسيطر على جانب كبير من الشواطئ الليبية ومن منطقة الساحل الإفريقي حيث تستبد جماعة «بوكو حرام». وبينما تمكن أكثر من 30 ألف شخص من بلوغ الموانئ الإيطالية منذ بداية هذا العام، تتوقع تقارير غربية أن تتزايد حركة قوارب اللاجئين مع تحسن الأوضاع الجوية صيفاً، ومع تصاعد وتيرة العمليات المسلحة في ليبيا ضد تنظيم «داعش»، ما يرجح إلحاق هزيمة ساحقة بالتنظيم المتطرف، ولكن الهزيمة المحتملة سيدفع قسطاً كبيراً من ثمنها اللاجئون الذين يرتمون في البحر أملاً في النجاة وفي أسوأ الحالات الموت غرقاً أفضل من الموت حرقاً أو ذبحاً بسيوف الإرهاب، مثلما تروي الوقائع الموثقة في ليبيا.
بعض ما تقدم يمكن أن يقدم تفسيراً لأسباب هذه الموجة من اللاجئين، إلا أن بعض الوقائع المتواترة تضيف أسباباً أخرى، فقد أكدت شهادات ناجين من الغرق أن عدداً من هذه الرحلات تديره الجماعات الإرهابية، وخصصت بعض القوارب لنقل «دواعش» جرى تدريبهم على التخفي والتظاهر بالعوز والهرب من المظالم، ليتمكنوا لاحقاً من التسلل إلى البر الأوروبي للانتقام من القوات الغربية المشاركة فعلياً في العمليات العسكرية ضد «داعش» أو التي تقوم بتدريب خفر السواحل الليبي التابع لحكومة الوفاق. ويحاول التنظيم الإهابي أن يطوّع كل الذرائع والأسباب لخدمة أهدافه، فهو يدفع بالآلاف لامتطاء القوارب بعد اضطهادهم وابتزازهم مالياً ليعوض موارده التي فقدها، وهو أيضاً يستغل هذه الموجة البشرية ليدس العشرات أو المئات من إرهابييه ليحتلوا مواقع مفترضة في انتظار أن تأتيهم إشارة ما، لا سيما بعدما هدد «داعش» صراحة بتنفيذ اعتداءات في الغرب بحلول شهر رمضان المبارك. ولم يخف الجيش الألماني، الذي أنقد نحو 15 ألف لاجئ في جنوب إيطاليا، مخاوفه من أن قوارب اللجوء المنطلقة من ليبيا ربما تكون ملغومة بالإرهابيين وتثير الذعر والريبة.
ومهما كانت التهديدات الإرهابية جديدة واحتمال تسرب عناصر متشددة إلى أوروبا واردة، فلا يجب أن يحجب ذلك الفضيحة الكبيرة بحق لاجئين تقطعت بهم السبل. وأظهرت حوادث الغرق المتوالية أن ضحاياها ليسوا ضحايا الفقر والخصاصة فقط، وإنما هم ضحايا الإرهابيين والمهربين والمجتمع الدولي أيضاً الذي عجز عن وضع حد لهذا النزيف المستمر، رغم ما يظهر من إجراءات وخطوات تحاول أن تفعل شيئاً، لكن الأخبار السيئة التي تأتي بين يوم وآخر تؤيد الخوف الكبير على آلاف الضحايا الذين ينتظرون دورهم في الغرق من دون أن يحظوا بصور للتوثيق أو شهادة حية.

المصدر: الخليج

مفتاح شعيب يكتب: فضيحة بحق اللاجئين على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا ميكرو سيريا

27 مايو، 2016