‘مسؤلة أمريكية سابقة: المحادثات حول سورية تمثيلية والروس يخدعون العالم’

3 يونيو، 2016

وصف مسؤولة أمريكية سابقة رفيعة المستوى المحادثات الجارية بخصوص سورية بأنها “تمثيلية” لا علاقة لها بالأرض الواقع.

وقالت إيفلين فاركاس، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأمريكي، في تصريح لشبكة سي ان ان، الخميس: “لن نحصل على السلام حتى نحصل على مزيد من النفوذ في تلك المحادثات، لذلك بصراحة، أشعر أن المحادثات مجرد تمثيلية. نحن لا نعمل بجهد كاف، ولم نستخدم النفوذ الكافي لتحفيز روسيا وسورية على تقديم تنازلات”.

فاركاس كانت قد تنحت من منصبها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مع نائب مساعد وزير الدفاع، حيث كانت من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين المتابعين للسياسة الروسية.

وأشارت فاركس إلى أن القوى العالمية تنتظر استئناف محادثات السلام في جنيف، حيث حققت المفاوضات السابقة وقفاً هشاً للأعمال العدائية، ولكن لا شيء يقترب من اتفاق واسع لإنهاء الحرب.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيرين، قال الأسبوع الماضي في فيينا إنه “لا يمكن لأحد أن يكون راضيا بالوضع في سورية”، ولكن روسيا “عملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة” على الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال العدائية.

وأضاف كيري: “روسيا أوضحت لنا على الأقل، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، تعهد لهم بسلسلة من الالتزامات، وأنه مستعد للانخراط بجدية في المحادثات”.

ولكن فاركاس ردت على ذلك بقولها إن “الروس، يستخدمون نفس الأسس التي استخدمها ميلوسيفيتش في البوسنة”، في إشارة إلى أعمال الرئيس اليوغوسلافي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش، خلال حروب البلقان في التسعينيات من القرن الماضي، وهي استراتيجية اكتساب الأراضي عسكرياً لاستخدامها لاحقا كقوة تفاوضية.

وأضافت المسؤولة السابقة بالبنتاغون: “إنهم فعلوا ذلك في البوسنة، ميلوسيفيتش فعل ذلك، والروس يفعلون ذلك مع السوريين الآن في سورية.”

ومتحدثاً في فيينا جنباً إلى جنب مع كيري، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تعمل نحو “وقف إطلاق النار الكامل على الصعيد الوطني.”

ورغم ذلك، قالت فاركاس، “لا تدعوا الروس يخدعوكم والعالم بخطاباتهم حول الإرهاب، إنهم لا يحاربون الإرهاب، إنهم يدافعون عن الأسد.”

وأضافت فاركاس إن “القتال سيستمر للأسف، ولذلك أعتقد، أكره الدعوة لمزيد من القتال، ولكن نحن بحاجة إلى وضع مزيد من الضغط العسكري على الروس والسوريين”.

وتابعت الخبيرة العسكرية: “بدون ذلك، لن يقدموا تنازلات، ما لم نأتي بشيء ذكي، مثل فرض مزيد من العقوبات التي ننفذها، ليس فقط مع حلفائنا الأوروبيين ولكن أيضا مع أصدقائنا في الشرق الأوسط والشركاء”.

وبدا مؤخراً أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تصعد من تواجدها عسكرياً في سورية على حساب الجهود الدبلوماسية لحل الملف السوري، إذ تدعم واشنطن ميليشيات كردية شمال سورية تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وفصائل المعارضة التي تقاتل التنظيم أيضاً من جهة أخرى.

وانعكس حجم التدخل العسكري الأمريكي مع ما كشفت عنه وكالة الأناضول، حيث نقلت يوم الأربعاء الفائت عن مصادر – لم تسمها – أن مستشارين عسكريين أمريكيين أشرفوا الثلاثاء الفائت على تقدم قوات “سورية الديمقراطية” من خلال تركيب جسر حديدي على نهر الفرات في قرية قره قوزاق فوق جسر مدمّر، على الطريق الدولي حلب – الحكسة، وتمكنت تلك القوات من العبور لغرب النهر والسيطرة على عدة تلال وجبال مرتفعة تمهيداً للتقدم باتجاه منبج من محور ثالث (المحور الشمالي الغربي).