مشروع لضخ المياه في بكفر بطنا يغطي ربع حاجة السكان

6 سبتمبر، 2016

تسعى المجالس المحلية في الغوطة الشرقية لتنفيذ مشاريع جديدة توفر للمدنيين المحاصرين الخدمات الأساسية وفق الإمكانات المتاحة، في مسعى منهم للعمل كهيئات إدارية ضمن مؤسسة دولة أو ما يعرف بمحافظة ريف دمشق.

وكان مشروع ضخ المياه إلى المنازل من أهم المشاريع التي قام بها المجلس المحلي لبلدة كفربطنا، لتعين المواطنين على تلبية بعض حاجاتهم الأساسية، فاستثمر الآبار الموجودة وحفر آبارا إضافية لتوفير أدنى الحاجات المائية لأهالي كفر بطنا.

هل تغطي 11 بئرا حاجات كفر بطنا؟

أكد المتحدث باسم مكتب التواصل والعلاقات العامة في المجلس المحلي لبلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية “وافي” لـ”صدى الشام” أن “المجلس المحلي سعى لتنفيذ مشروع تشغيل مضخات المياه 35 حصان، لاستعادة خدمات المياه باستثمار 11 بئرا موجودة في البلدة”.

وقال وافي: “تمكنا من توصيل المياه لأكثر من 70% من سكان كفر بطنا، بتشغيل مضخات مياه تضخ مياه الآبار إلى المنازل عبر الشبكة العامة المخفية للمدينة، بواسطة 3 مولدات تعمل بواسطة الديزل الكهربائية”، مضيفاً أن “الشبكة الرئيسية تتألف من أنابيب تتراوح أحجامها بين 3-5 إنش”.

شراء صهاريج المياه لتوفير مياه الشرب

وأوضح وافي أن “هناك 11 بئرا ارتوازيا في البلدة للاستعمال اليومي، لكنها غير صالحة للشرب، عمق الواحد منها 110 أمتار، تضخ مياه الآبار إلى خزان، وتوصل إلى المنازل في مسعى من المجلس المحلي للاستغناء عن شراء المواطن للمياه”.

وأضاف “يقوم الناس بتدبير مياه الشرب عن طريق شراء صهاريج بعد أن يتم فلترتها بمحطات تحلية”.

من جهته، قال “محمود.س”، أحد سكان المدينة: “تنتشر كباسات مياه تسحب الماء من البئر، في كل حي. وقد قامت إحدى المؤسسات أو المنظمات الإغاثية بوضعها، ليقوم الناس غير القادرين على شراء الماء بتعبئة جالونات يدوياً”.

المياه تشح في منازل المدنيين

بدأ مشروع ضخ المياه في مجلس كفر بطنا منذ قرابة الخمسة أشهر، إلا أن الكثافة السكانية التي شهدتها البلدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد نزوح الكثير من أهالي القطاع الجنوب إليها، أدى لشح المياه من جديد وعدم كفاية المشروع لتغطية كافة حاجات الناس في المنطقة.

وقال المتحدث باسم المجلس المحلي: “نظرا للكثافة السكانية في المدينة، نفكر بغرز آبار جديدة، ووضع غطاسات جديدة ووصلها بالشبكة الرئيسية”.

لكن “محمود.س” قال: “لم تصل المياه إلى منزلي منذ قرابة 10 أيام، فهي تنقطع في معظم الأحياء معظم الوقت، وأعتمد على بئر خاص أسحب الماء منه عبر غطاسة، وأعطي بعض جيراني ماء يسد حاجتهم”.

الفقراء هم الأكثر معاناة

أكثر من يتضرر في الحروب هم الفقراء، ونظراً لعجزهم عن دفع مبالغ لتوفير المياه فهم ينتظرون المياه الممددة عبر المجالس المحلية، للاستفادة منها.

وقال محمود: “يلجأ ربع سكان كفر بطنا إلى آبار خاصة، وربع آخر يستفيدون من المشروع نظراً لفقرهم وعدم قدرتهم على شراء المياه، والنصف المتبقي يلجأ إلى شراء مياه الصهاريج”. وأوضح: “أنا أحتاج يوميا حوالي برميل إلى برميل ونصف، ويبلغ سعر البرميل 100 ل.س”.

تحدي الحصار دفع بالمجالس المحلية بالغوطة الشرقية، للبحث عن مشاريع ضخ مياه، في مسعى لتأمين احتياجات السكان الأصليين والضيوف الجدد الذين فروا من القصف على القطاع الجنوبي، لا سيما بعد وقف النظام لتغذية المناطق المحررة التي تخضع محطات ضخ المياه المغذية لها لسيطرته، ولكن رغم ذلك لم تكن هذه المشاريع قادرة في معظم المناطق على إنجاز مهامها كافة، نتيجة ازدياد عدد السكان النازحين إلى المناطق من جهة، وبطء عمل المجالس المحلية من جهة أخرى، الأمر الذي ترجيه المجالس لقلة الدعم المادي الواصل لها.