بعد أن طال المقام بهم… النازحون إلى إدلب بدؤوا بشراء العقارات بدل استئجارها

22 سبتمبر، 2016

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

بعد طول انتظارٍ وصبرٍ على تشرّدهم، وبعد أن فقدوا الأمل في المجتمع الدّولي والأمم المتّحدة ووعودها، يلجأ السّوريون النّازحون من أرياف حماة إلى شراء العقارات في ريف إدلب القريب، والسكن فيها والاستقرار في بلداتٍ جديدة باتت موطنهم، بعضها لم يسمعوا بأسمائها قبل حرب النظام على شعبه.

عشرات آلاف العائلات الحمويّة تقطن في ريف إدلب بعد أن دمرت آلة النظام الحربية والطيران الروسي مدناً وقرى بشكل شبه كامل في أرياف حماة الشمالي والغربي بشكل خاص، فالمدن والبلدات القريبة من حواجز قوات النظام مثل (اللطامنة ومورك وكفرزيتا وطيبة الإمام وحلفايا وصوران ومعردس، ومناطق أخرى في سهل الغاب) تتعرض للغارات الجوية والقصف بشكل شبه يومي، وقبلها كانت قوات النظام تفرض هيمنها عليها وشبيحتها يذيقون ساكنيها مختلف أنواع الذل والهوان، ما دفع أهلها للنّزوح شمالاً إلى ريف إدلب رغم خطورته نسبياً.

وبسبب الحاجة للسّكن والاستقرار، وبسبب مشاكل استئجار المنازل، وما يرافقها من عدم استقرار،  وطلب أصحاب العقارات إخلاءها خلال وقت قصير، توجه النازحون، على سوء أوضاعهم الاقتصادية لشراء العقارات، فالقسم الأكبر من النازحين يتنقّل عشرات المرّات في العام من قرية لأخرى، كما يضطرون لدفع أموال كثيرة ثمن آجار المنازل في العام الواحد، توازي شراء عقار صغير.

ويشتري النّازحون العقارات في ريف إدلب بأسعار مضاعفة عمّا كانت عليه في السّابق، وغالباً ما تكون العقارات أراضاً زراعية على أطراف المدن والقرى، يتم فيها تشييد أبنية قريبة من بعضها البعض، غالباً ما تكون لأقارب من نفس بلد النزوح.

بهذا الصدد، يقول “أحمد الدلمس أبو حسين”، وهو صاحب مكتب عقاري، في حديث لـ “المصدر”: “نبيع في الشّهر الواحد عشرات العقارات، وأغلب المشترين هم من النازحين من ريف حماة، وقد ارتفعت أسعار العقارات في ريف إدلب إلى عشرة أضعاف، بسبب الإقبال الكبير على الشّراء”.

وأشار إلى أنه في المقابل كان لهذه الظّاهرة أثر سلبي على المدنيين المقيمين في ريف إدلب، حيث أصبح من الصعب الحصول على قطعة أرض من أجل السّكن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد البناء وتكاليف المعيشة.

وقد تم بناء قرى صغيرة كاملة في ريف إدلب مع مرافقها الحيويّة وتم تسمية هذه القرى باسم القرى التي نزح منها أصحابها، فهناك مثلاً (تيزين الجديدة) نسبة إلى بلدة تيزين في ريف حماة، وأحياء خطاب نسبة لبلدة خطاب وحي الطيابنة نسبة لمدينة طيبة الإمام وغيرها.

ويعزوا الكثير من النّازحين السّبب في الإقبال على شراء العقارات، كون أجزاء واسعة من ريف حماة أصبحت بمثابة مناطق حدودية مع المناطق التي يسيطر عليها النظام، ومناطق عسكرية تجري في محيطها اشتباكات بين الثوار وقوات النظام بشكل مستمر، إضافة إلى صعوبة النّزوح وآلامه.

وبين اليأس والأمل يتابع السّوريون حياتهم، بعد سنين من الحرب التي قتلت ما قتلت منهم، وشرّدت الكثيرين وبدّلت أوطانهم، وما يزال العالم بأسره عاجزاً عن حل لمشكلتهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]