ارتفاع أسعار المحروقات والحطب يهدد زيتون إدلب بالقطع

5 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
3 minutes

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

ينتقل السّوريون في ريف إدلب من زراعة الأشجار إلى قطعها، فشجرة الزيتون المباركة، والتي تغنّت بها إدلب، والمصدر الوحيد لرزق الكثير من عائلاتها، أصبحت اليوم في خطر، حيث يتم قطع تلك الأشجار من أجل التدفئة، وبيعها والاستفادة من ثمنها.

وبعد سنوات الحرب العجاف التي مرّت على السّوريين في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ومع بداية العام 2016، ارتفعت أسعار محروقات التدفئة إلى مستويات كبيرة جداً، وارتفعت معها أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية.

وتتميز محافظة إدلب بلونها الأخضر، والذي يغطي مساحات واسعة من أراضيها، فسميت إدلب الخضراء، وهي المحافظة التي تحوي الّنسبة الأكبر من أشجار الزيتون، مقارنة ببقيّة المحافظات، وتأخذ أشجار الزيتون المساحة الأكبر من الأراضي الزراعية فيها.

“طلال غراء” مهندس زراعي بريف إدلب، وفي حديث لـ “المصدر” قال: “تغطي مساحة زراعة الزيتون أكثر من 60 في المئة من مساحة محافظة إدلب، والمناخ والتربة فيها يساعدان على نمو شجرة الزيتون، وتعتبر محافظة إدلب في المرتبة الأولى من حيث عدد أشجار الزيتون، ومن حيث انتاجه”.

وعلى الرّغم من أنّها مصدر الرّزق الوحيد في ريف إدلب، إلّا أنّ أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون تم قطعها من أجل استخدامها لأغراض التدفئة، وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير جداً، حيث وصل سعر برميل المازوت الواحد لأكثر من 100 دولار، وسعر طنّ الحطب الواحد تعدى 100 دولار، بحسب المهندس “غراء”.

ولدى سؤال أحد المزارعين عن سّبب قطعهم لأشجار الزيتون، قال “أبو أحمد”: “إن الجّوع والبرد، أعداء جدد مع نظام الأسد، وليس لدينا حيلة مع اقتراب الشتاء إلا قطع أشجار الزيتون للاستفادة منها في التدفئة ومن ثمنها”.

وأضاف: “يفضّل الأهالي حطب الزيتون على حطب بقية الأشجار نظراً لسرعة اشتعاله كونه يحتوي على زيوت، وكذلك طول مدّة بقائه في المدفأة، ونظراً لكثرة الطلب على حطب الزيتون، فيتم بيعه بأسعار مرتفعة جداً تصل إلى 120 دولاراً للطنّ الواحد”.

وعلى الرغم من اعتماد أغلب العائلات في الحصول على الحطب على قطع مصدر رزقها الوحيد، فكل مزارع يأخذ حاجته من أشجاره، وبالرغم من وجود كميات كبيرة من حطب الزيتون في الأسواق، إلا أنّ الطلب عليه كبير.

وقال “أبو علي” أحد أكبر تجّار الحطب في ريف إدلب الجنوبي، في حديث لـ “المصدر”: “في الأعوام الماضية، كنّا نشتري كميات كبيرة من حطب الصنوبر والبلّوط من ريف اللّاذقية، ولكن في العام الماضي وهذا العام، اشترينا كميات كبيرة من حطب الزيتون، من أرياف إدلب، وتم الاستغناء عن شراء الحطب من ريف اللاذقية”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]