وصمة العار التي ورّثها أوباما… أخشى أنني سأموت الليلة.!!
8 أكتوبر، 2016
لطالما كان عذرنا بخصوص الفشل بالرد على الأعمال الوحشية في سوريا، هو أننا لم نُقَدِر تماماً الفظائع في هذا البلد حتى بعد فوات الأوان. وأصبحت عبارتَا “لو أننا أدركنا ذلك” و ” لن يحدث هذا مجدداُ” متلازمتين على ألسننا.
بيد أنه يغيب عنا هذا المُبرر في سوريا: حيث أننا على اطلاع يومي على جرائم الحرب هناك. وإذا كنتم من مستخدمي موقع “تويتر” فأنصحكم بمتابعة “بانة العابد” الطفلة التي تبلغ من العمر 7 سنوات ، والتي تعيش في حلب و إليكم حسابها @alabedbana.
تغرد “بانة” بمساعدة والدتها، وتوثق المجازر اليومية التي تجري حولها.
تظهر بانة في مقطع فيديو بإحدى التغريدات وهي تنظر من نافذة بيتها وتسدّ أذنيها تزامنا مع سقوط القنابل وتقول بلغة إنكليزية ضعيفة : “أخشى أني سأموت الليلة، ستقتلني هذه القنابل”.
وفي تغريدة أخرى، تعرض بانة صورة لمنزل صديقتها وقد تعرض للقصف الجوي، تقول الطفلة: “هذا منزل صديقتي وقد قصفه الطيران، لقد قُـِتِلَت صديقتي وأفتقدها كثيراً”.
وانسجمت والدة “بانة” وتدعى “فاطمة” مع هذا الموضوع كذلك، وهي مُدَرِسَةُ لغة إنكليزية كانت قد أمضت سنوات عديدة في تعليم ابنتها الإنكليزية.
وغردت الأم بالقول : “كما تسمعون، سقوط القنابل وقت النوم، سأتابع التغريد في الغد إن بقينا على قيد الحياة”
أجريت مقابلة مع بانة ووالدتها عبر البريد الإلكتروني، كانتا تدخلان إليه باستخدام هاتف محمول يتم إعادة شحنه عن طريق الطاقة الشمسية. دُمِرَت مدرسة “بانة” العام الماضي بقنابل استهدفتها، وقالت الأم أنهم كانوا يعيشون على مادة المعكرونة والأرز التي تكاد تنفذ الآن.
وأخبرتني “فاطمة” أن ابنتها “بانة” أصبحت هزيلة جداً بسبب نقص التغذية.
ويبدو أن الطيران السوري والروسي يستهدف عمداً المدنيين من أمثال “بانة”، و يبدو أن الهدف من هذه الحملة هو قصف المدنيين وتجويعهم إلى حد كبير لإجبارهم على الخضوع، بحيث يفرون من مناطقهم أو يتخلوا عن دعمهم لفصائل المعارضة أو المتطرفين بوصفهم “مقاتلين أفضل”، ومن شأن هذا أن يعزّز من رواية النظام السوري أن المعارضة تتكون من إرهابيين يجب قتالهم.
بالنسبة لنا ممن يعجبون بشكل عام بالرئيس أوباما باعتباره صاحب مبدأ، فإنه من المؤلم مشاهدة شلله حيال ما يجري في سوريا. وبالنسبة لي، فإن سوريا كانت الخطأ الفادح ووصمة العار الكبرى في مسيرة الرئيس.
ولا يمكننا أن نكون على يقين بأن الاستراتيجيات الأكثر قوة والتي ينادي بها “هيلاري كلينتون” و “ديفيد بترايوس” و ” جون كيري” وآخرين سوف تنجح ، لكن الشيء الأكيد هو أن نهج أوباما قد فشل بوضوح، و الآن وبعد خمس سنوات، ينبغي أن يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في إستراتيجية جديدة.
لا بد أن البعض منكم يفكر كالتالي: هذا فظيع لكن ما الذي يمكن للغرب أن يفعله؟
في عمود إحدى الصحف كنت قد نقلت عن نائب الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة ” جيمس كارترايت” حديثه عن “الأمور الكثيرة التي يمكن القيام بها في سوريا الآن”.
بدوره، كتب “تشارلز ليستر” وهو مؤلف كتاب عن سوريا نُشِرَ مؤخراً ، خطة مفصلة من تسع صفحات لتحرك الولايات المتحدة في سوريا. وجاء فيها ما يلي: ” لقد اقترحت قصف مدارج الطيران الحربي للنظام السوري بصواريخ تنطلق من تركيا، بحيث نعطل قدرة الطيران السوري على الإقلاع وأخبرني المسؤولون الأتراك أنهم سوف يتعاملون معنا بخصوص هذا”.
وبكل تأكيد، ينبغي علينا عدم نشر قوات برية، ولكن لو أننا كنا قد قصفنا مدارج الطيران الحربي السوري قبل عدة سنوات كما اقترح الكثيرون، فإننا كنا سنقلل جداً من نسبة القصف الفظيع بالبراميل المتفجرة.
وهناك إشارة واضحة على أننا نحدّ من قصف طيران النظام السوري.
في آب الماضي، فرضت الولايات المتحدة منطقة حظر جوي بحكم الأمر الواقع فوق أجزاء من شمال سوريا حيث يتمركز مستشاوين عسكريون أمريكوين. أنا قلق جداً من المغامرات العسكرية، وكنت معارضاً لغزو العراق وزيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، لكنني في الوقت ذاته لاحظت في أماكن مختلفة من كوسوفو إلى كردستان العراق أن الحل العسكري أنقذ أرواح الكثيرين. لقد قام أوباما نفسه بتدخل عسكري في جبل “سنجار” على الحدود العراقية السورية كان من شأنه إنقاذ حياة الآلاف من أبناء الطائفة اليزيدية.
وقد أظهر النظام السوري أنه لا يستجيب للنداءات الأخلاقية بل حتى للتهديدات ذات مصداقية بالتلويح باستخدام القوة العسكرية. في العام 2013، وعندما بدا أوباما على وشك إصدار الأوامر بتنفيذ ضربات جوية ضد نظام الأسد، سارع الأخير للتخلي عن أسلحته الكيماوية. و دعى وزير الخارجية ” جون كيري” و البيت الأبيض لاتخاذ تدابير عسكرية أكثر هجومية على وجه التحديد بغية جعل قرار وقف إطلاق النار أكثر قابلية للتنفيذ، وبدل ذلك، قوّض أوباما من صلاحيات وزير خارجيته وسحب منه النفوذ.
بصفتي عضواً في مجلس الشيوخ، فقد اعتاد أوباما أن يشكو لي ولآخرين أن موقف الرئيس ” جورج بوش” كان في غاية السلبية تجاه الأعمال الوحشية المُرتكبة في دارفور. واسترجعُ هنا كلام أوباما لي عام 2006 : ” أدعم وبقوة استخدامنا ما يلزم لوقف المذابح التي تجري “في دارفور” وأعتقد أن إنشاء مناطق حظر للطيران يجب أن يكون جزء من خطة التدخل”. وهنا أقول أن على أوباما مراجعة نفسه والإصغاء إليها.
انظروا، قد لا تجدي خطة قصف مدارج الطيران السوري نفعاً، وبالتالي من السهل علينا ونحن على الهامش استنهاض الهمم. كل شيء يبدو دائماً أكثر تعقيداً مما هو عليه إلا عندما يكون أبسط. يقول “بيل كلينتون” أن أكبر خطأ للسياسة الخارجية لبلاده أثناء حكمه تمثل في عدم وقف الإبادة الجماعية في رواندا.
لنأخذ هذه المناقشة ونُقِر بمخاطر البقاء سلبيين. إلى الآن قد تم عزو مقتل حوالي نصف مليون إنسان في سوريا وصعود التنظيمات المتطرفة كتنظيم الدولة الإسلامية والإبادة الجماعية بحق اليزيديين والمسيحيين ناهيك عن أسوء أزمة للاجئين خلال 60 أكثر عاماً بالإضافة إلى ظهور الجماعات القومية المتطرفة في أوروبا، إلى “شلل” أوباما” تجاه هذه المسائل. قد تسقط حلب وتبقى حياة الكثيرين من أمثال “بانة” معلقة.
إذا لم نتحرك بعد نصف مليون قتيل، فهل سنتحرك بعد مليون أو اثنين، أم متى؟!.
روابط الفيديوهات التي نشرتها دانة من حلب : رابط ،رابط .
رابط المادة الأصلية : هنا.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]