هاجس الاعتقال عند السوريين .. ودول تحقق حول جرائم الحرب في سوريا

28 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
6 minutes

[ad_1]

اعتقال الشباب السوري، من الجامعات والحواجز ليس وليد اليوم، وليس أمرًا مفاجئًا، فقد بات الشاب السوري معرضًا للاعتقال بدءًا من منزله ووصولاً إلى الجامعة مرورًا بالحواجز الأمنية التي يمر عبرها، منذ الأيام الاولى للمظاهرات السلمية وانبثاق الثورة، ليتكون لكل شاب سوري هاجس الاعتقال عند نظام الأسد.

وقد أصدرت هيومان رايتس وتش تقريرًا، يوم 24 من الشهر الجاري، أكدت فيه أن تحقيق العدالة في الانتهاكات الجسيمة والمستمرة لحقوق الإنسان في سوريا أمر بعيد المنال، معتبرةً أن درع الإفلات من العقاب بدأ يتصدّع.

الشاب صلاح دحلا، الطالب الجامعي، ذو ال25 ربيعًا، يحكي قصته لصدى الشام مع رحلة الاعتقال التي كانت لمدة أربعة أشهر، بعد أن تم اعتقاله من جامعة دمشق، مؤكدًا أن عناصر الأمن أذاقته أقسى أنواع العذاب منذ لحظة اعتقاله وحتى وصوله إلى فرع المخابرات االجوية في مطار المزة العسكري، مضيفًا “كان أصعبها ضربي على مؤخرة رأسي بالمسدس، إلى جانب الشتائم”

وتابع دحلا “قبل الوصول إلى الفرع، قام أكثر من خمسة عناصر من النظام بضربي بهرواتهم وتناوبوا على ضربي تباعًا حتى فقدت وعيي ووقعت أرضًا فسكبوا الماء على وجهي ووضعوني في السيارة لأساق بعدها إلى الفرع، بعد أن كنت مدمى الوجه والثياب، أدخلوني إلى إحدى غرف التعذيب ليقبل علي عدد من السجانين ويلقونني أرضًا وينهالون علي بالضرب ، ثم حولوني إلى مبنى التحقيق وهو المبنى المخصص للتعذيب الفعلي، ليبدأ دور المحقق بالضرب بأكبال الكهرباء و صاعق كهربائي”

وأكد تقرير هيومان رايتس وتش أن هناك عدة دول مثل السويد وألمانيا وفرنسا، فتحت تحقيقات بشأن بعض الأفراد الذين زُعم أنهم ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، خاصة بعد أن أبلِغت السلطات في كثير من الحالات بهوية المشتبه بهم من قبل طالبي اللجوء لدى الدول الأوروبية، ما يجعل هذه الفرصة فريدة لتقديم مساهمة جادة في تحقيق العدالة بشأن الانتهاكات الجسيمة.

أنواع التعذيب التي اتبعها نظام الأسد، ارتقت لجرائم حرب هذا ما عبر عنه دحلا وقال “كان المحقق يخرجني في جوف الليل ويضع على اقدامي ما يسمى بالقارص وهي أداة يثبتون بها الأرجل كالمخلب كلما حركت قدمك تشد عليها لتؤلمك، وفي حال صرخت بأي صوت يزيد من قوة ضربه، وحين ينتهي من استخدام الكبل يوقفني ليضع الكلبشات في يدي ثم يقوم بتعليقي على إحدى النوافذ لساعات لم أستطع يومًا تقديرها لأنني لم أكمل يوم تعذيب واحد دون أن أفقد وعيي، وكان المطلوب مني الاعتراف بالأشياء التي يطلب مني أن أقول أنني قد اقترفتها، واستمرت هذه الحالة طوال 41 يومًا، خلع خلالها كتفي الأيسر وتمزق رباط قدمي اليمنى”

وجاء في تقرير ووتش، أن السويد أول دولة أوروبية فتحت تحقيقات جنائية بشأن ارتكاب جائم حرب في سوريا منذ عام 2015، إلى جانب فتح فرنسا لتحقيق أولي في 15 سبتمبر/أيلول 2015 في الفظائع التي كشفت عنها صور قيصر، بتهمة مساعدة نظاما الأسد وتحريضه على التعذيب.

وقال دحلا بشيء من الألم ترافقه ابتسامة طفيفة، لأنه ما زال على قيد الحياة ويقيم في تركيا، “نقلوني بعد ذلك إلى قسم الإيداع وهو مكان يوضع به المعتقلون بعد انتهاء التحقيق، كنا حوالي 950 شخصًا في مكان لا يتسع لأكثر من 500 شخص”، وتابع “كان السجان والمسؤول يختارون منا أشخاصًا دون تعيين ليخرجوهم وينهالوا عليهم بالضرب بقصد التسلية”

وأبدى دحلا أن أصعب ما تعرض له خلال الأربعة أشهركان خلال فترة التحقيق، وقال “وضعت في زنزانة يوجد فيها 45 شخصًا، لم يكن فيها مراحيض، وكان الخروج للمرحاج مرتين يوميًا في أوقات محددة ولمدة أقل من 25 ثانية، هذا الأمر كان المعاناة الأكبر بين كافة أنواع التعذيب التي كنا نتعرض لها، وكان أمام المعتقلين خيارين في حال كان هناك حاجة للدخول إلى المرحاض في غير أوقاته، إما أن نصبر للوقت المحدد أو نتبول على أنفسنا، وقد كان أمرًا محرجًا وقد تعرض عدد من الشبان لهذا الإحراج بالتبول على أنفسهم ما جعل نفسياتهم تزداد سوءًا”

وأنهى دحلا حديثه بالكلام عن الاستحمام الذي كان حلم المعتقل والذي كان أمرًا نادرًا، فقال “كان يسمح لنا بالاستحمام خلال فترة بقائي في الزنزانة ثلاث مرات فقط ولاتتجاوزمدة الاستحمام دقيقة ونصف، وفي إحدى المرات أدخلونا إلى الحمام كل شخصين معًا، ولكن الحمد لله بعد أربعة أشهر كنت محظوظًا ليحول ملفي إلى القضاء، ويحكم لي القاضي براءة وأعود للحياة من جديد، تاركًا باقي أصدقائي في المعتقل، وسط مستقبل مجهول”.

[ad_1] [ad_2] [sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]