‘أمين عام الأمم المتحدة: فشل مجلس الأمن في حلب هو “عار جيلنا”’
29 أكتوبر، 2016
أحمد عيشة
مفوض الشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين يشن هجوما عنيفًا على مجلس الأمن، وروسيا خصوصًا، لفشله في وقف القتل الجماعي للمدنيين
قال ستيفن أوبراين، إن المجلس أخفق في تحمل مسؤوليته في إنهاء رعب الأطفال وأسرهم: “الهنود الحمر معكم/ من المسؤول عن ذلك”. الصورة: وكالة الأناضول للأنباء/ صور غيتي
سمى مفوض الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، في اتهامٍ عنيف، فشل مجلس الامن الدولي وروسيا خصوصًا، في وقف قصف شرقي حلب “عارَ جيلنا”.
ردَّ السفير الروسي فيتالي تشوركين، في واحدةٍ من أكثر الهجمات ضد مسؤولٍ كبير في الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة، ومن جانب عضو مجلس دائم، مستنكرًا ومتهمًا موقف أوبراين القوي من الخسائر البشرية في المدينة المحاصرة بأنه “غير عادلٍ وغير شريف”، وطلب من أوبراين أن يترك تصريحاته “للرواية التي سيكتبها يومًا ما”.
تقدم مبعوثو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، للدفاع عن الأمم المتحدة، فوجهوا اللوم -في مسألة القتل الجماعي للمدنيين في حلب- إلى روسيا وحليفها النظام السوري، حيث سبَّب الصراع السوري انقسامات عميقة أكثر من أي وقت مضى، ما أوصل مجلس الأمن إلى حالة الشلل، وإلى نفور روسيا، الرئيس الحالي للمجلس، من وكالات الأمم المتحدة للإغاثة وحقوق الإنسان.
دعا أوبراين المبعوثين في مجلس الامن إلى تخيّل أنفسهم بين الـ 275،000 شخصًا المحاصرين في شرقي حلب، وتحت قصف طائرات النظام السوري وروسيا.
“اسمحوا لي أن آخذكم إلى شرقي حلب بعد ظهر هذا اليوم”، قال أوبراين. “هناك في قبوٍ عميق، جالسين مع أطفالكم ورفقة آباءٍ مسنين، حيث رائحة البول والقيء الناجمتين عن الخوف لا تغادر أُنُوفكم أبدًا، في انتظار قنبلة خارقة للتحصينات، تعلمون بأنها قد تقتلكم، الملجأ الوحيد المتبقي لكم يشبه ذاك الملجأ الذي قتل جاركم ودمّر منزلهم في الليلة الماضية، أو تحفرون بأيديكم العارية في أعلى الشارع للوصول إلى تحت الركام الخرساني، وقضبان التسليح الصلبة الفتاكة، تبرز أمامكم وأنتم في حالةٍ هستيرية محاولين الوصول إلى طفلكم الصغير الذي تسمعون صراخه، لكنكم لا ترونه وهو مغطى بالغبار والأوساخ تحت قدميكم، تختنقون حتى تلتقطوا أنفاسكم من كثرة الغبار السامّ ورائحة الغاز المنتشرة أكثر من أي وقت مضى، وهي جاهزة للاشتعال والانفجار أمامكم”.
“هؤلاء مجموعة من الناس مثلي ومثلكم” قال أوبراين، لا يجلسون حول طاولة في نيويورك، لكنهم مجبرون على تحمل معاناة لا ترحم وبيأس، مستقبلهم مُحطم،” وتابع واصفًا نفسه بأنه “متقد مع الغضب” نتيجة سلبية مجلس الامن وأكمل قائلًا “لقد تدمرت حياة الناس وسورية نفسها تدمرت. كل هذا تحت مراقبتنا الجماعية. ولا يحتاج الأمر إلى أن نكون على حالنا-ليس هذا حتميًا. إنه ليس من قبيل الصدفة، أبدًا لم تكن العبارة التي كتبها الشاعر روبرت بيرنز، حول “وحشية الإنسان تجاه أخيه الإنسان” أكثر تلاؤما مع هذا، يمكن لهذه الوحشية أن تتوقف، لكنكم أنتم مجلس الأمن عليكم أن تختاروا وتجعلوها تتوقف”.
وأضاف أوبراين: “إنها مسؤولية هذا المجلس في إنهاء هذا الرعب، من المسؤول عن هذا معكم”.
ليس هناك من شكٍ اليوم حول ما إذا كنتم، أنتم أعضاء هذا المجلس، تعرفون ما الذي تنوون فعله بوضوح وبشكلٍ مأسوي، والسؤال المطروح اليوم هو: ما الذي ستفعلونه؟ سألهم أوبراين،” وتابع “إذا لم تتخذوا الإجراءات اللازمة، فلن يتبقَ هناك شعب سوري ولا سورية حتى تنقذوهما، هذا هو الإرث الذي سيخلفه هذا المجلس، إنه عار جيلنا”.
دان أوبراين قصف المتمردين غربي حلب الذي تسيطر عليه الحكومة، حيث قال “إنه قتل ما لا يقل عن مئة شخص، من بينهم 17 امرأة و22 طفلًا، وجرح 533. لكنه خصَّ القصف الروسي والنظام في شرقي المدينة بأنه “الحملة الأكثر طولًا وتكثيفًا من جانب القصف الجوي”.
“لقد أصبحت حلب أساسًا منطقة قتل، فمنذ تقريريّ الأخير إلى هذا المجلس قبل أقل من شهر، قُتل أكثر من 400 مواطن وأُصيب نحو 2000 منهم بجروحٍ في شرقي حلب، وتابع أوبراين “- كثير منهم – كثير منهم، كانوا أطفالًا”.
كان من المقرر أن يُناقش المجلس تقرير أوبراين في جلسةٍ مغلقة، لكن تشوركين قال إنه لا يمكن السماح بتمرير خطاب مسؤولٍ في الأمم المتحدة من دون ردٍ علني، وخاطب برد انتقامي على نظيره الأميركي، سامانثا باور، “لو رغبتُ في أن أستمع لموعظة، لكنتُ ذهبت إلى الكنيسة”، فردت عليه باور: “في النظر إلى ما يحدث سيكون من المفيد لو ذهب المزيد من الناس إلى الكنيسة”.
أثار اتهام تشوركين بالتضليل ضد مفوض الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة عددًا كبيرًا من الردود المرتجلة من المبعوثين الغربيين.
وصفت باور تصريحات تشوركين بأنها “هجومٌ على الأمم المتحدة” وسخرت من الادّعاء الروسي بأن الضربات الجوية على شرقي حلب كانت تستهدف الإرهابيين، وسألت في ما إذا كانت روسيا تعتقد أن المئة ألف طفل -بحسب التقديرات- في شرقي حلب يشملهم التوصيف.
“إن كنت محتاجًا؟ يمكنك الخروج من الوكر، حتى لو كنت عضوًا في تنظيم القاعدة “، سألت تشوركين، وهي ترفع نسخة من قصاصة كانت قد أسقطتها الطائرات السورية والروسية بأعدادٍ كبيرة في شرقي حلب، وتابعت بالقراءة، “هذا هو أملكم الأخير، أنقذوا أنفسكم وإن لم تغادروا تلك المناطق على وجه السرعة، ستبادون بالكامل”، وأنهته:” أنتم تعرفون أن الجميع قد تخلوا عنكم. تركوكم وحيدين في مواجهة الموت ولن يقدم أحدا لكم أي مساعدة “.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، إن أوبراين قد تمسك بالحقائق في خطابه، ولكنه أضاف ملتفتًا إلى تشوركين: “المشكلة هي أنكم لا تريدون الحقائق.”
وقال ريتشارد غوان، خبير الأمم المتحدة في العلاقات الخارجية للمجلس الأوروبي إن الخطاب الموجه إلى مسؤول كبير في الأمم المتحدة، عكس مستوى جديدًا من ازدراء روسيا.
“لقد شحذت روسيا مخالبها لفترة من الوقت. حيث تجاهل تشوركين مؤخرًا الأمير زيد، المفوض السامي لحقوق الإنسان، لـ: “تجاوز حدود مسؤولياته” من خلال انتقاده استخدام موسكو حق النقض حول سورية. وقال غوان، ولكن النقد اللاذع الذي وجهه إلى أوبراين اليوم كان في مستوى آخر”.
“تذكر الهجمات الروسية على منظومة الأمم المتحدة بالمعاملة الوحشية من إدارة بوش لكوفي عنان وموظفيه بعد النزاع العراقي، فجون بولتون [المبعوث الأميركي في ذلك الوقت] اتهم مارك مالوك براون بالانتقادات “غير الشرعية” للشعب الأميركي، على سبيل المثال، ولكن حتى بولتون أبقى تصريحاته البغيضة لمذكراته”.
استأنفت روسيا والنظام السوري قصف شرقي حلب يوم الأحد بعد توقف لمدة ثلاثة أيام، حيث لم يتم خلالها إجلاء أيٍّ من الجرحى المدنيين، حمَّل أوبراين مسؤولية الفشل لكل من الجماعات المتمردة داخل المدينة ولنظام دمشق.
اسم المقالة الأصلي UN chief calls security council’s failure on Aleppo ‘our generation’s shame’ أسم الكاتب جوليان بورغر، Julian Borger مكان النشر وتاريخه The guardian ، الغارديان ، 27/10 رابط المقالة https://www.theguardian.com/world/2016/oct/26/aleppo-bombings-syria-un-stephen-obrien-vitaly-churkin المترجم أحمد عيشة
[sociallocker] [/sociallocker]