الحاكمية

29 أكتوبر، 2016

آلاء عوض

هي إفراد الحكم لله وحده، وعدّه الأصل والأساس، ويُعدّ الأصولي الباكستاني، أبو الأعلى المودودي، الأب التاريخي لمفهوم “الحاكمية لله”، منطلقًا من أن سيادة الله نهائية ومُطلقة، فالله -وحده- من يمتلك حقّ الإباحة والتحريم، والعبادة والطاعة، وهو المُستحقّ الأوحد للألوهية.

تؤكد الحاكمية على مبدأ التوحيد، وتعدّ أي جماعة تُفرّط بحاكمية الله تعيش “حياة الجاهلية”، ومرجِعهم -في ذلك- نصّ قرآني (ولا تُشرك في حُكمه أحدًا)؛ فالإشراك في حكمه كالإشراك في عبادته.

استند مناصرو الحاكمية إلى  آيات قرآنية عديدة، تؤكد أن الحكم لله، ولكنها تحتمل تفسيرات عدّة ومنها قوله تعالى: “وما اختلفتم فيه من شيء فحُكمه إلى الله”، حيث عدّوا -في هذه الآية- أن ما اختلف فيه الناس من الأحكام، فمرد حكمه إلى الله وحده، وليس إلى غيره من القوانين الوضعية، وقوله تعالى: “إن الحكم إلا لله أمر ألّا تعبدوا إلا إيّاه ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

أشار عدد من الباحثين في شؤون الحركات السياسية الإسلامية إلى أن وجهة النظر المُتضمَّنة في مفهوم الحاكمية تسمح لأصوليين متشدّدين، مثل أبي الحسن الندوي، والمودودي، وسيد قطب، وهم روّادها، في الدعوة إلى محاربة وقتال أي نظام سياسي أو فلسفي أو إنساني لا يجعل التوحيد ركيزته، لذلك؛ وُجّه كثير من النقد لروّادها ومنظّريها وعُدّت أفكارها غير منطقية، وتدعو إلى تقسيم المجتمع برمّته إلى قسم موحِّد وقسم جاهلي؛ ما يتنافى مع “القوانين” البشرية الطبيعية، ويصنّف من قال بها بالغلوّ والمبالغة، وعدم الاحتكام المعقول إلى النصوص المقدّسة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

29 أكتوبر، 2016