على خُطا “مسلخ” حلب المفتوح “إدلب” في عين العاصفة

30 أكتوبر، 2016

مؤيد اسكيف

لم تكن تصريحات “فرانتس كلينتسفيتش”، وهو نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في الغرفة الأعلى من البرلمان الروسي، والقائلة بأنه بمجرد الاستيلاء على حلب سيكون الهدف التالي هو المعقل الآخر المتبقي للمعارضة في مدينة إدلب التي تكتسب أهميتها من موقعها في شمال غربي البلاد، لم تكن تصريحاته مفاجئة لكثير من المراقبين الذين توقعوا بأن الخطوة المقبلة لقوات الأسد وروسيا سوف تستهدف محافظة إدلب.

على الرغم من أن الاستيلاء على حلب لم يتم حتى اللحظة، إلا أن القوات التابعة للنظام وسلاح الجو الروسي بدآ بتنفيذ ضربات “عدمية” في المحافظة أوقعت عشرات الشهداء والجرحى، “35 (شهيدًا) جلّهم من الأطفال والنساء” بعد قصف استهدف مدرسة في بلدة حاس التابعة لمحافظة إدلب، وهذا ما يفتح الباب واسعًا لعديد الأسئلة عن مصير إدلب وما يحاك لها، وهل ستشهد المحافظة -بكثافتها السكانية العالية- استنساخًا لأنموذج غزة، أم أننا أمام فصل جديد من حمام الدم السوري؟!

على وقع هذه المجازر يرى المتابعون بأن الروس يستعجلون إحراز المزيد من التقدم الراسخ على الأرض، بعد إنهاك الفصائل المعارضة وحاضنتها الشعبية قبل ترتيب البيت الأميركي سياسيًا، مستغلين فترة الانشغال الأميركي بالانتخابات المقبلة، وهذا ما يؤكده الباحث السوري عمر كوش، وسط تنبؤات بخطط مبيتة.

شهيّة القتل والتهجير

الاستعجال الروسي والانشغال الأميركي وشهية القتل والتهجير المفتوحة لدى النظام، ومن خلفه القوى الطائفية المتحالفة معه يشكل ناقوس خطر لما تنتظره هذه المحافظة وسكانها، وذلك بعد انكشاف غايات حملة التهجير التي يقوم بها النظام نحو إدلب؛ لتجميع قوات المعارضة هناك وسهولة التغلب عليها بعد حصرها في رقعة جغرافية محددة، عضو الائتلاف المعارض، سهير الأتاسي، تحذر من أن إدلب ستتحول -من خلال التهجير إليها لكل من يرفض مصالحة النظام- إلى ثقب أسود، وهذا كله في ظل صمت دولي.

مصير غروزني

هذا ما يشرحه عمر كوش، الذي يقول لـ (جيرون): إن “مخطط التغيير الديموغرافي قد بدأ في عام 2013، وهذه الهدن التي يتبناها النظام تهدف لاستسلام المناطق وإخضاعها عن طريق الحصار ومنع الغذاء والدواء عنها، وهناك مناطق صمدت، لكنها لم تعد قادرة على ذلك بعد الوحشية غير المسبوقة التي جوبهت بها، وهكذا هُجّرت مناطق دمشق وريفها، وكذلك حمص، ولا سيما قلبها القديم”.

وأضاف: “هناك أولويات وحلب أولوية، إن القصد من إرسال المقاتلين إلى إدلب هو تسهيل عملية اصطيادهم بعد جمعهم في منطقة واحدة، وأعتقد أن مصير إدلب مبيت ومدروس، ويتشابه مع أنموذج غروزني، في إدلب تجمع كبير لفصائل جيش الفتح، ووجود النصرة يعطي ذريعة لاستهدافها ضمن حربهم على الإرهاب، وتنفيذ هذا المخطط يعتمد على عوامل عدة، منها هل يرضى المجتمع الدولي بذلك؟”.

تجربة بطعم الدم

تجربة السوريين المريرة مع المجتمع الدولية تجربة طعمها دمٌ وخذلان، هذا ما أكدته تسريبات لكلام جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، عن سؤال يستفسر عما ستفعله الولايات المتحدة إذا استمرت المذبحة الروسية في حلب، إجابته كانت: “لن نفعل شيئًا..”.

هذا الخذلان العام الذي أصيب به الجسد السوري، تعمقه أكثر شلالات الدم وضفاف الديموغرافيا الناشئة، فلم تعد الإدانات كافية، بحسب سهير الأتاسي، والتي عبرت عن “إدانتها” – وهو الشيء الوحيد المتاح –  للمجتمع الدولي ومجموعة أصدقاء سورية لصمته، وقالت لـ (جيرون): “الإدانة لا تكفي. وللأسف، لم يصدر عن مجلس الأمن أي قرار ملزم بفك الحصار المفروض على كثير من المناطق، كما أنه لم يصدر أي قرار يلزم روسيا وإيران بوقف مسار الهدن المحلية التي يتم من خلالها رسم حدود سورية المفيدة. وهذا ما يجهض مسار جنيف؛ نظرًا لخروقات النظام المستمرة للقرارات الأممية.

مخططات كبرى

التفسيران السابقان يؤكدهما السياسي وأستاذ القانون الدولي، محمد حسام الحافظ، الذي قال لـ (جيرون) “أصبح من الواضح للجميع أكثر من أي وقت مضى أن ما جرى على الجانب السياسي والعسكري العملياتي في سورية كان جزء من مخططات أكبر، وأكبر من مجرد الحفاظ على النظام السوري، فالحفاظ على النظام كان حلقة فقط من سلسلة من حلقات تغييرات سياسية واجتماعية ديموغرافية كبرى في المنطقة، وإن في خلق داعش وتكبير دورها لدليل هام على التخطيط لما وصلت إليه الأمور، فأنت تخلق عدوًا وهميًا -نمر من ورق هو داعش-، من جنس عدوك الأصلي -وهو القوى الوطنية والإسلامية- وتحارب هذه تحت ذريعة محاربة تلك. ومن ضمن أدوات تنفيذ ذلك المخطط هو تجميع القوى المناوئة لك وهمية كانت أم حقيقية في مكان واحد -إدلب- تعزله وتعلنه منطقة موبوءة بالإرهاب؛ ليتاح لك تجاوز كل القوانين والأعراف في إنهاء وجودها”.

وأضاف: “في كثير من الحروب القديمة والمعاصرة حدثت تغييرات ديموغرافية كبيرة، تم التخطيط لها مسبقا وما زالت آثارها بادية إلى اليوم”.

مسلخ جديد!!

من جهته يقول العميد المنشق والمحلل الاستراتيجي، أحمد رحال في حديث لـ (جيرون) بأنه “صار من المؤكد حينما ينتهي حلف النظام من حلب سوف يركز على إدلب، وسوف تتعرض لضربات قوية جدًا، ومن الممكن أن نشهد عمليات تهجير جماعية، سوف يتم اتهام الجميع بالإرهاب وقد يتحول معبر باب الهوا إلى معبر رفح جديد، فلا يمكن التعويل في هذا الأمر على الجار التركي الذي يهتم لأمنه القومي ومصالحه أولًا”، وتسائل رحال بنكهة التعجب: “هل نحن أمام غزة جديدة؟ ّ! أم غروزني جديدة ومسلخ جديد؟!”

المدير العام لمركز جسور للدراسات، محمد سرميني، استبعد بدوره نموذج غروزني لاختلاف الأوضاع، ولأن إدلب برأيه “لا تُشكّل جزءًا من مجال روسيا الحيوي كما غروزني، أما في الحالة السورية فتبدو القضية بحاجة لتفاهمات صعبة مع عدد من اللاعبين الأساسيين في سورية لأنها هذا السيناريو يتماهى مع رؤية النظام السوري للحل وهي رؤية مرفوضة عند أطراف”.

وأضاف سرميني لـ (جيرون) “باعتقادي أن نموذج غزة أقرب للواقع من نموذج غرزوني، خصوصا أن نموذج غزة نجح نوعا ما في تأدية الغرض منه لعدة أطراف بما فيها إسرائيل، وربما يلقى دعم حتى من الروس لتكون مساحة لسنة سورية”.

حماس سوريّة وغزة إدلبيّة

وفي تغريدة سابقة على تويتر متبوعة بإشارة تعجب للقيادي في جماعة الأخوان المسلمين ورئيس المكتب الإعلامي للجماعة، عمر مشوح، يقول فيها: “تجربة حماس في مقاومة الاحتلال من خلال مشروع إسلامي ووطني يجمع بين الجهاد والسياسة، تجربة يمكن أن تتكرر في سورية لتشابه الأوضاع!”.

المشوح لم يحدد إدلب كمنطقة جغرافية تكون فيها مسرحًا لتجربة حماس، لكن خريطة المسرح السوري ككل، مغلقة أمام أي تجربة من هذا النوع، باستثناء إدلب، نتيجة للظروف التي تمر بها وذلك بالتزامن مع مسرح الأحداث الدولية.

وفي السياق ذاته، ألمح أحد المُعلّقين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه من الممكن –ومع تعدد الاحتمالات– أن تكون محافظة إدلب جائزة ترضية للإسلاميين وبذلك تبقى منطقة لتصفية الحسابات الدولية فيها.

هذه السيناريوهات المخيفة التي تنتظرها محافظة إدلب يرهنها محمد السلوم -الناشط المدني وهو من أبناء المحافظة- بجملة من الأوضاع الدولية والمتغيرات التي ستحدد مسارات الفترة القادمة، ويقول لـ (جيرون) “من الممكن أن يحدث العكس وتنضم حلب وحماة إلى المناطق المحررة، إن الخيارات مفتوحة ولا يمكن حصر الأمر بهذا الخيار فقط”.

الإسقاطات “الغزاوية” خاطئة

في ظل انعدام الحلول للفترة المقبلة ينعى جميع المتابعين المجتمع الدولي على صمته حيال هذه المجزرة الإنسانية التي تجري في سوريا والتي ستجري لاحقًا.

ويصف ياسين أبو رائد، الصحفي ومسؤول المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، حال المجتمع الدولي بالميؤوس منه، مستبعدا نموذج غزة فيقول: “برأيي نظام الأسد لا يقبل أن يكون هناك نموذج غزة في إدلب، فهو يريد كل شبر في سورية، خصوصًا (المفيدة)، ونحن أيضًا (كثوار) لا نقبل أن يتم تقويضنا في إدلب، الثوار لن يستسلموا والمعارك قادمة لأجل حلب، لذلك الإسقاطات الغزاوية على إدلب خاطئة برأيي، فثورتنا مع الأسد لا أعتقد أن يكون لها حلول وسطية، إما نكون نحن، أو يكون هو”.

مراجعة الأخطاء

وعن الدور الذي يتوجب على السوريين القيام به، يُقدّم الحافظ وجهة نظره ويقول “علينا، وبعد القيام بخطوات تنسيقية تفضي إلى شكل من أشكال التوحيد الوطني السوري الخالص القيام بعمل دبلوماسي وسياسي دولي محترف ودؤوب وغير عشوائي، كما شهدنا من قبل، وذلك لتغيير الصورة المنقولة زيفا عن الثورة السورية كحرب بين الإرهاب الدولة، تلك الصورة التي نجحت دعاية النظام وداعميه في الترويج لها إلى حد كبير، وبالخلاصة للقيام بكل هذه الخطوات لا بد لنا من مراجعة حقيقية لأخطاء قوى الثورة والمعارضة السابقة ولا بد لكل من تصدر المشهد وكان جزء من تلك الأخطاء أن يجد الشجاعة اللازمة للتراجع خطوة إلى الوراء ليفتح الطريق لظهور صف جديد من الفاعلين السياسيين وبخاصة من الشباب”.

إدلب ولمحة عامّة

في ظل الحديث المتكرر عن محافظة إدلب نورد أدناه لمحة عامة عنها دون اعتمادها كمرجعية علمية لافتقار المعلومات العامة للتواريخ والأرقام الدقيقة التي لا يحتمل التحقيق ذكرها.

تقع المحافظة في الشمال الغربي لسورية وتحاذي تركيا (كل حدودها متلاصقة مع لواء اسكندرون الذي تسيطر عليه تركيا) بحدود برية متعرجة طولها أكثر من 100 كيلومتر، وتحدّها من الشرق محافظة حلب وفي الجنوب تقع محافظة حماة وإلى الغرب منها محافظة اللاذقية، وتمتد جنوبًا من شمال سهل الغاب وهضاب حماة إلى بدايات سهل العمق الموجود في تركيا شمالا. تتوسطها سلاسل جبلية أعلاها في الدويلة وأعلى ارتفاع له 800 متر عن سطح البحر، سهل الروج الخصب الذي يبدأ عند جبل الزاوية جنوبًا يفصل إدلب المدينة عن ريفها الغربي، ونهر العاصي هو شريان الحياة في هذا الجزء من ريف إدلب والمعروفة بـ “الخضراء” نظرًا لخضار سهولها وجبالها وهضابها والغنية بالأشجار المثمرة كالزيتون والرمان وبقية المحاصيل، كما أنها غنية بالغابات الصنوبرية في غربها والسنديانية الحراجية في وسطها وشرقها، الاعتماد الكلي في المحافظة على الزراعة بالدرجة الأولى والتجارة وبعض الصناعات الزراعية كزيت الزيتون، وهذه الأعمال هي المحرك الاقتصادي الذي يوفر احتياجات أكثر من مليون ونصف من سكانها الذين يتركزون بنسبتهم الأكبر في مراكز المدن الرئيسية كإدلب وجسر الشغور وأريحا وحارم وسلقين، ومن ثم في ريفها الكثيف بالبلدات والقرى والمزارع.

سيرة من التغيير الديموغرافي

إدلب التي تحولت إلى محافظة سنة 1958، كانت تتبع إداريا لمحافظة حلب المجاورة، وعبر التاريخ كانت أراضيها تتبع إما للجارة حلب أو مدينة انطاكية قبل أن تضمه تركيا لأراضيها، وذلك قبل نشوء المدن المركزية في محافظة إدلب، فقد كانت عبر تاريخها ممرًا للقوافل التجارية والعسكرية لاسيما في وادي العاصي الغني والخصب والذي يعتبر كنزًا خضبًا من حيث التنوع ، ويطلق على المحافظة اسم المدن المنسية نظرا لكثرة المدن والمواقع الثرية الموجودة تحت أراضيها والتي طواها الزمان كمدينة إيبلا التي كانت مملكة تعود لمنتصف الألف الثالث قبل الميلاد، والتي يؤكد دمارها الهائل ونسيانها تحت طبقات من التراب على التحولات الجذرية التي شهدتها المنطقة منذ عمق التاريخ، وبحسب ابن العديم في كتابه “بغية الطلب في تاريخ حلب” فإن أجزاء كثيرة من محافظة إدلب الحالية شهدت نزوح موجات بشرية هائلة إليها من أرمن إلى تركمان ومغول وقبائل عربية قدمت من اليمن وجنوب العراق، هذا على الجانب العرقي أما على الجانب الديني والمذهبي فإلى جانب وجود المسيحية فيها وكنائس قديمة فهناك الدروز والإسماعيلين حيث كانت مدينة سرمين بمثابة عاصمة لهم، وكل ذلك في فترة زمنية تمتد من القرن الحادي عشر حتى  القرن الثالث عشر الميلادي، وهذا التنوع الديموغرافي يضاف إليه من نزحوا من مدينة إنطاكية مرارًا، بعد عمليات الغزو والحرق والتدمير التي تعرضت لها المدينة عبر التاريخ.

شهدت إدلب خلال سنوات الثورة الأولى عمليات تهجير عدة ،ونزوحًا وتغييرًا ديموغرافيًا، بدأت مع الموجة الأولى للنازحين من مدينة جسر الشغور نحو الرياف الشمالية وتركيا وتلاها خروج عدد من سكان القرى العلوية الموجودة في غربي المحافظة، مع قوات النظام بعد انسحابها من المنطقة، وكانت الموجة الثالثة على غرار مقاتلين أجانب، تغيرت وجوههم ولكن الملامح الصينية الغربية “الإيغور” مازالت حاضرها في ريفها الغربي وصولًا إلى جبل الأكراد غربا باتجاه اللاذقية، الموجة الرابعة من التغيير كانت على شكل مبادلة بين سكان القرى الشيعية في المحافطة مع سكان الزبداني، ساهم دور المحافظة كبوبابة على تركيا وأوربا من احتجاز الكثير من السوريين العالقين على الحدود واستقرارهم في المحافظة فضلًا عن أعداد كبيرة من النازحين من داخل المحافظة ومن مختلف المناطق السورية وتُوّجت عملية التغيير الديموغرافي -التي شكلت إدلب طرفها الشمالي ودمشق طرفها الجنوبي- بترحيل الكثير من المقاتلين من محيط دمشق مع عائلاتهم إلى المحافظة.

إدلب والثورة السورية

كان حضور محافظة إدلب في مسار الثورة السورية لافتا، بعض قراها ومدنها شهدت المظاهرات الأولى بعد إطلاق شرارتها في درعا، واحتضنت إدلب المدينة العديد من المظاهرات الضخمة، ومن هذه المحافظة أيضًا بدأت أولى المناطق المحررة بالظهور، حتى أنها أول محافظة تخرج عن سيطرة نظام الأسد بالكامل وذلك بعد تحرير إدلب مركز المحافظة في آذار من عام 2015.

ومن جسر الشغور انطلقت الموجة الأولى من اللاجئين السوريين بالفرار من المدينة وبعض ريفها الشمالي نحو تركيا بعد المجزرة الشهيرة التي وقعت في المدينة وذلك في شهر حزيران من عام 2011.

مجازر متنقلة

شهدت المحافظة ومدنها وأريافها العديد من المجازر المتنقلة في كل من جبل الزاوية ودركوش وسلقين وكفرتخاريم وغيرها الكثير، وصولًا إلى المجزرة التي وقعت في بلدة حاس قبل أيام إثر استهداف نظام الأسد والطيران الروسي لمدرسة فيها ما أسفر عنه استشهاد عدد من الأطفال والمعلمين وهم على مقاعد الدراسة.

كما تعتبر المحافظة الأولى في إخراج (داعش)، حيث قامت فصائل عديدة من الجيش الحر بدحر (داعش) بعد أن تكبد الطرفان خسائر فادحة بالأرواح نتيجة الصراع واعتماد السيارات المفخخة من قبل تنظيم (داعش) والتي راح ضحيتها عشرات من المدنيين.

ومنذ البدء باعتماد نموذج الهدن المحلية من قبل النظام صارت عملية تهجير المقاتلين وعائلاتهم وسكان العديد من الأحياء المحاصرة من محيط مدينة دمشق إلى محافظة إدلب أمرًا واقعًا، وهناك مساعي روسية أسدية معلنة لخروج المقاتلين من حلب والذهاب إلى المحافظة التي يسيطر عليها جيش الفتح المكون من فصائل عديدة منها جبهة فتح الشام، وهذا ما يعني أن نحو مائتين وخمسين ألفًا من سكان حلب الشرقية عليهم بموجب هذا العرض أن يتجهوا إلى المحافظة التي بدأت تنتشر فيها المخيمات المكتظة بالسكان بين الأراضي الزراعية في ظل انعدام حدودًا دنيا من البنية التحتية القادرة على استيعاب هذه الأعداد.

شبح الموت المتنقل وجحيم التهجير الأسدي وفرق الحسابات الدولية وغيرها من السيناريوهات السوداء تخيم على محافظة إدلب الخضراء، وتخيم على أماني ساكنيها بينما ينشدون العدل الذي يستضحك الأموات لو نظروا.. له.. بحسب جبران، وعلى زيتونها الذي ينشد السلام، وعلى عاصيها الذي يهدر إلى الأبد.

(*) لقطات من مجزرة حاس التي اقترفتها طائرات ألأسد – روسيا بتاريخ 26/10/2016

https://www.youtube.com/watch?v=xyp1-mIG3ew

(*) مجزرة سلقين في حزيران 2013 نتيجة الطيران الأسدي

https://www.youtube.com/watch?v=S0f38Ubnc7M

(*) مجزرة دركوش نتيجة صاروخ روسي أطلق من المتوسط في رمضان صيف 2016

https://www.youtube.com/watch?v=9M3ePjpAVR8

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]