الأسد يهنئ عون رجل المواقف المتقبلة.. هكذا انتقل الرئيس اللبناني الجديد من قتال الأسد الأب للصداقة مع الابن

1 نوفمبر، 2016

قال تلفزيون “أو تي في” (OTV) اللبناني التابع للرئيس اللبناني الجديد ميشيل عون، إن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من رأس النظام في سورية بشار الأسد، يهنئه فيه على انتخابه رئيساً للبنان بعد عامين ونصف من شغور المنصب.

وعرف عون بمواقفه المتقلبة دوماً داخلياً وخارجياً، وتبديل أصدقائه وأعدائه حتى ولو وصل الأمر إلى حد الاقتتال كما حصل في علاقة عون بنظام آل الأسد في سورية، والانتقال بعد ذلك إلى مرحلة من “التفاهمات التي حكمتها المصالح”.

قتال القوات السورية

ويبلغ عون الذي انتخبه البرلمان اللبناني، اليوم الإثنين، 81 عاماً، وتولى رئاسة إحدى الحكومتين اللبنانيتين المتناحرتين في نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990 حين عينه الرئيس آنذاك في الدقائق الأخيرة لولايته أمين الجميل في عام 1988.

وخاض عون حربين مدمرتين في تلك الفترة واحدة ضد القوات السورية في لبنان (بعهد حافظ الأسد)، والأخرى ضد ميليشيا القوات اللبنانية المسيحية القوية.

وطرد الجيش السوري عون من القصر الرئاسي عام 1990، فلجأ إلى السفارة الفرنسية في بيروت بواسطة عربة مدرعة قبل ذهابه إلى المنفى في فرنسا. وكان عون خصماً لدودا لاتفاق الطائف الذي أبرم عام 1989 وأنهى الحرب.

وقلص الاتفاق من صلاحيات رئاسة الجمهورية التي تعود إلى المسيحيين الموارنة الذين كانوا يسيطرون على لبنان بما في ذلك رئاسة الجمهورية. وزاد الاتفاق من صلاحيات رئيس الوزراء السني.

معارضة الأسد الابن

عاد عون إلى لبنان بعد انسحاب القوات السورية من هناك، عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005. وبعد مقابلة أنصاره في ساحة الشهداء في بيروت أعلن عون لبنان “حراً ومستقلا”. لكنه لم ينضم إلى تحالف “14 آذار” الذي جمع غيره من المعارضين لدور سورية  في لبنان وكثير منهم كانوا خصومه إبان الحرب الأهلية.

انتهاء الخصومة

في فبراير شباط عام 2006 بدا عون جنباً إلى جنب مع زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، في كنيسة مار مخايل في بيروت لإعلان تحالف حزبه التيار الوطني الحر وجماعة “حزب الله” الشيعية.

وقد استمر هذا التحالف حتى يومنا هذا. وكان عون قد دعم الحزب في قتاله لإسرائيل في الصيف التالي. وانضم وزراؤه مع وزراء “حزب الله” في محاولة لإسقاط حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي كان مدعوماً من الغرب والمملكة العربية السعودية.

وحافظ “حزب الله” على دعمه ترشيح عون حتى بعد أن رشح سعد الحريري شخصاً آخراً من حلفائه قبل عام وهو سليمان فرنجية صديق بشار الأسد.

بدّل عون موقفه من نظام الأسد بعد مهاجمته مراراً وتكراراً، وأنهى خلافاً مع الأسد عام 2008 عندما زار في 3 ديسمبر/ كانون الأول دمشق والتقى رأس النظام.

ومع انتخاب عون سيكون لبنان قد انتخب للمرة الأولى واحدا من السياسيين الموارنة الأقوياء في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. وكان سلفه ميشال سليمان قد وصل السلطة عام 2008 نتيجة تسوية برعاية إقليمية.

والرئيسان ما قبل سليمان كانا قد تم انتخابهما بناء على توصية من نظام الأسد. والتيار الوطني الحر لديه أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني.

فوز عون بالرئاسة

وفاز عون، اليوم، برئاسة لبنان بعد حصوله على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ127، الذين حضروا الجلسة، وهم كل النواب باستثناء نائب واحد قدم استقالته. 

بينما اعترض على انتخابه 36 نائباً عبر التصويت بأوراق بيضاء، وأبطل 8 نواب أصواتهم بكتابة تعليقات عبرها. 

وجاء فوزه في الجولة الثانية من التصويت التي يكون الفائز بها بالأغلبية المطلقة (50% من النواب + 1)، أي 65 نائبا على الأقل، بعدما فشل بالفوز من الجولة الأولى التي تتطلب أصوات 86 نائباً على الأقل، أي ثلثي عدد النواب. 

واتفق مسلمو لبنان ومسيحيوه، عام 1943، بموجب الميثاق الوطني – وهو اتفاق غير مكتوب – على توزيع السلطات، على أن يتولى الرئاسة مسيحي ماروني، لولاية تمتد 6 سنوات غير قابلة للتجديد، مقابل أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً، وما يزال هذا العرف الدستوري سارياً حتى الآن. 

اقرأ أيضا: جثث لقوات الأسد على الأرض وصواريخ غراد تنهال على مواقعها.. شاهد تقرير لوكالة روسية يصور لحظات حرجة غرب حلب

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]