هل يحقق ترامب آمال نظام الأسد في سياسة أمريكية جديدة تجاه سورية؟

12 نوفمبر، 2016

يأمل رأس النظام في سورية بشار الأسد وحلفاؤه بالاستفادة قدر الإمكان من فوز الجمهوري “دونالد ترامب” في انتخابات الرئاسة الأمريكية معتبرين أنه أنقذهم من مخاطر التدخل في حال فازت منافسته الديمقراطية “هيلاري كلينتون”.

وقال مسؤول كبير مؤيد للأسد إن خططاً للسيطرة على النصف الشرقي من المدينة الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة مع حلول يناير/ كانون الثاني كانت قد وضعت بناء على فرضية فوز “كلينتون”.

وفي حال تبلورت بعض من تصريحات “ترامب” في سياسة أمريكية جديدة سيكون هذا لمصلحة النظام رغم أنه ما زالت هناك علامات استفهام بشأن المدى الذي سيذهب إليه في تحويل تصريحاته أثناء حملته الانتخابية إلى أفعال بما في ذلك إمكانية التعاون مع روسيا، الحليف العسكري الأقوى للأسد.

وأحد عوامل التعقيد قد يكون موقف “ترامب” المتشدد تجاه إيران الداعم العسكري الرئيسي الآخر للأسد. وكان “ترامب” قد هدد بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران ووجه انتقادات شديدة لتخفيف العقوبات الذي ترتب على ذلك الاتفاق.

ويقول محللون إن الموقف الجمهوري الطويل الأمد ضد الأسد قد يشكل أيضاً عائقاً أمام أي تحول كبير في السياسة.

وصرح مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعماً للأسد بمساندة من سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبناني وفصائل مسلحة أخرى “هذا مريح جداً لنا ولحلفائنا في سورية”.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أو جنسيته حتى يتمكن من إعطاء تقييم صريح “الموجة الحالية معنا وتخدمنا ويجب أن نستفيد منها إلى أبعد الحدود.”

ودمرت الحرب سورية وجعلت منها كشكولاً مرقعاً من مناطق تسيطر عليها قوات الأسد ومقاتلو المعارضة وفصائل كردية مسلحة قوية وتنظيم “الدولة الاسلامية”. وأدت الحرب ِإلى مقتل مئات الآلاف وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.

وفي حين قدمت واشنطن دعماً للمعارضة إلا أن هذا الدعم لا يجاري مطلقاً الدعم الممنوح للأسد من روسيا وإيران. ويعتبر المسلحون سياسة الولايات المتحدة خيانة لثورتهم مع تركيز واشنطن في الغالب على مكافحة “تنظيم الدولة” في العامين الماضيين.

وقال المسؤول الكبير إن فرضية فوز “كلينتون” شكلت لبعض الوقت التخطيط للحملة العسكرية في حلب وكان الهدف أن تنتهي الحملة قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي الجديد منصبه.

وتابع المسؤول أنه في حين لا تزال الخطة سارية إلا أن “عاملاً جديداً” طرأ عليها وهو فوز “ترامب”. وأضاف أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”: “من المؤكد أنه عنده مقاربة مختلفة الآن لوضع الأزمة السورية كلها في ضوء ما سيحصل مع ترامب.”

وفي حين أعرب بعض من في المعارضة عن قلقهم إزاء تصريحات “ترامب” وآرائه تجاه “بوتين” إلا أن بعضهم الآخر ما زال يحدوهم الأمل في أن تعتمد الولايات المتحدة سياسة تخدم قضيتهم. وأشار أحد كبار قادة المعارضة إلى أن آراء “ترامب” بشأن إيران “إيجابية” للمعارضة السورية.

وقال القيادي المعارض الذي رفض الكشف عن هويته حتى يتمكن من التحدث بحرية “اليوم لا يزال دور الولايات المتحدة فعالاً وجوهرياً في سورية بغض النظر أنه حتى ولو حاول أن يقف (ترامب) على مسافة منها لن يتمكن من ذلك.”

وتركزت قوة النيران الروسية في الأسابيع القليلة الماضية على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون إلى الغرب من مدينة حلب حيث شن مسلحو المعارضة مؤخراً هجوماً على أجزاء تسيطر عليها قوات النظام في حلب.

ورداً على سؤال عن حلب أثناء مناظرة مع “كلينتون” في أكتوبر/ تشرين الأول قال “ترامب” إنها كارثة إنسانية لكن المدينة “بالأساس” سقطت. وأضاف أن “كلينتون” كانت تتحدث لصالح مسلحي المعارضة دون أن تعرف من هم.

وأحد المستشارين البارزين لـ”ترامب” هو رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال “جوزيف دانفورد” الذي الكونجرس في سبتمبر/ أيلول أنه يعتقد أنها ستكون فكرة غير جيدة أن يتبادل الجيش الأمريكي معلومات المخابرات مع روسيا بشأن سورية وهو شيء سعت إليه موسكو لفترة طويلة.

ومن غير المرجح أن يرغب الجمهوريون الذين من المحتمل أن ينضموا إلى حكومة “ترامب” أو أن يصبحوا مستشارين له في علاقات وثيقة مع “بوتين”.

وتوقع “أندرو تابلر” وهو خبير في الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن “ترامب” سيبدأ بجس نبض روسيا حول خيارات لانتقال سياسي أو اتفاق لإنهاء الحرب.

وإذا تعذر ذلك فإنه قد يقرر ترك غرب سورية كمنطقة نفوذ لروسيا وتبقى الولايات المتحدة وحلفاؤها يقاتلون “تنظيم الدولة” في شرق سورية.

وقال “تابلر”: “أعتقد أنه سيكون موقفاً مرناً. تذكروا أن الكثير من الجمهوريين الذين لهم علاقة بالسياسة الخارجية في واشنطن سينضمون على الأرجح إلى هذه الحكومة (..) وهم لديهم مشاعر قوية جداً تجاه إيران ونظام الأسد لذلك أنا لا أتوقع وضعاً تتقرب فيه الولايات المتحدة فجأة من الأسد”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]