بخيام ممزقة… مخيمات الشمال السوري تواجه البرد و الخذلان معاً

16 نوفمبر، 2016

“لقد أسمعت لو ناديت حيًّا …. ولكن لا حياة لمن تنادي” لعل من حق المسؤولين عن مخيمات الشمال السوري أن يرددوا هذه المقولة بعد أن تسرب اليأس إلى نفوسهم وهم يشاهدون لا مبالاة الجهات المختلفة حيال الواقع المأساوي للمخيمات، والتقاعس عن القيام بأي تحرك يُحَسّن من ظروف الحياة هناك.  

 

لم يترك مدير مخيم “بوابة السلامة” نزار نجار باباً من أبواب المنظمات “المانحة” إلا ووقف على أعتابه في سبيل تأمين احتياجات المخيم، لكن كل جهوده تلك باءت بالفشل، وفق ما ذكر لـ”صدى الشام”.

لا يُخفي نجار قلقه من تبعات ما اعتبره “خذلاناً للنازحين” من المنظمات المحلية والدولية، مشيراً إلى تهالك جميع خيام المخيم البالغ تعدادها 1500، في وقت بدأ فيه موسم الأمطار، ويتابع: “لم نطالب المنظمات باستبدال الخيام، لكننا طلبنا منهم تأمين “عوازل” فقط، لكن حتى هذه لم يقوموا بتأمينها، وكل ما بحوزتنا الآن 400 عازل، علماً بأن الخيمة الواحدة تحتاج لعازلين على أقل تقدير، حتى تمنع تسرب المياه إلى داخل الخيمة”.

من جانب آخر يوضح نجار أن مخيم السلامة هو من أقدم المخيمات التي أقيمت على الشريط الحدودي التركي، وأن ذلك قد أسهم في زيادة تلف التجهيزات في المخيم الذي يستوعب نحو تسعة آلاف نازح.

غير بعيد عن هذا المخيم يقع مخيم “الريّان”،  الذي لا يحمل من معنى مسماه “باب من أبواب الجنة” إلا الاسم فقط، فلا جنة هناك بل “جحيم لا يطاق”، كما وصفته نادرة (45 عاماً) إحدى النازحات هناك.

نادرة بادرت “صدى الشام” بالقول: “لم تعد الحياة هنا تطاق، وخصوصاً بعد هطول الأمطار، وما سببته من طوفان لبعض الخيام”، تصمت قليلاً ومن ثم تضيف:” الطرق بين الخيام تحولت إلى مسابح وحل”.

وعن ما قدمته إدارة المخيم لعائلتها قالت: ” لقد وعدونا بأن يؤمنوا لنا المدافئ، وكميات من الحطب، لكن للآن لم يصلنا شيء يذكر”.

ويأسف أحد المشرفين على المخيم المذكور في حديثه لـ”صدى الشام”، على ما وصلت إليه أمور المخيمات في الشمال السوري، ويقول” لا نعرف الأسباب التي تحول دون وصول الدعم إلى المخيمات”، متسائلاً “هل هذا يعود لملل المنظمات، أم أنه يعود لأمر مبطن”.

ويختم بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه “لقد شاهد كل العالم كيف غرقت المخيمات بمياه الأمطار، وذلك بعد تسليط الإعلام الضوء، لكن لم يحدث ذلك أي ردة فعل”.

حملة أهلنا نحن معكم

و فضلاً عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان المخيمات،  يعاني الكثير منهم من انعدام وسائل المواصلات بين المخيمات العشوائية، وبين مدينة أعزاز ومعبر السلامة الحدودي.

وفي هذا الإطار أطلقت “الجبهة الشامية” مؤخراً “حملة أهلنا نحن معكم” التي أطلقتها بهدف العمل على بعض المشاريع الخدمية وبالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة أعزاز، وأعلنت الجبهة عن تخصيص حافلات نقل مجانية وذلك لتخديم المخيمات البعيدة عن مدينة أعزاز.

المسؤول الإعلامي في الجبهة الشامية أسيد باشا أكد لـ”صدى الشام”  أن هذا المشروع هو واحد من بين عدة مشاريع خدمية، تقوم بها الشامية للتخفيف من معاناة سكان المخيمات. وأوضح، “تقوم الجبهة بتسيير عدة رحلات مجانية بشكل يومي، بين مدينة أعزاز والمخيمات العشوائية في مناطق “يازي باغ” و”معرين” و “سجو” و”المخيم القطري”، وذلك لربط هذه التجمعات ببعضها البعض.

من جانب آخر دعا باشا الفصائل العسكرية إلى زيادة دعمها لسكان المخيمات، وذلك بالتنسيق مع المجالس المحلية، مشيراً إلى تقصير كل الفصائل بما فيها “الشامية” عن خدمة الأهالي في المناطق المحررة.

 

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]