من سجون النظام إلى تأسيس فرقة مسرحية في ألمانيا.. “محمد وانلي” تجربة سورية شابة تشق طريقها في بلدان اللجوء
16 نوفمبر، 2016
صحيح أن المسرح ظهر في زمن الديمقراطية اليونانية، ولم ينجلِ دوره في الحروب، لكنه برز لاحقاً في الحربين العالميتين. واليوم تنتقل الأعمال المسرحية السورية أيضاً على وقع ما جرى خلال السنوات الماضية وما تركه من تأثير في نفس الإنسان السوري.
واتخذ المسرح السوري في هذه المرحلة أشكالاً عدة سواء من خلال العروض في المناطق المحررة أو في أنحاء أوروبا عقب موجة اللجوء، إلى جانب بروز ظاهرة تصوير “السكيتشات” مع ازدياد متابعة الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
“محمد وانلي”، ذو 33 عاماً ابن حمص والذي أجبرته الظروف في سوريا على اللجوء إلى ألمانيا، وبعد انطلاقه في عالم يوتيوب والفيديوهات القصيرة قرر أن يستثمر خبرته المسرحية وتجربته في بلده سوريا قبل اندلاع الثورة، فبدأ بتأسيس فرقة مسرحية في المغترب تضم 13 سورياً علّه ينقل معاناة السوريين إلى الخشبة.
وكان “وانلي” قد اعتُقل لخمس مرات من قبل قوات النظام، لكن ذلك لم يدفن فيه روح الفن ولم يحد من تطلعاته.
وفي حديث لـ “صدى الشام ” قال “وانلي” :”لقد عملت في سوريا بالمسرح كما عملت كمذيع راديو، فخطر ببالي تقليب خبرتي من جديد، وتأسيس فرقة مسرح صامت يعتمد على الحركات والإيماءات ويتناول الثورة وحركة النزوح واللجوء وما قاسيناه من ألم، وستكون انطلاقة الفرقة بداية من ولاية ماكديبورغ الألمانية”.
وأردف وانلي “سيكون أول عمل مسرحي لنا في بداية العام المقبل وسأكون أنا مخرج المسرحية، وقد أسهمت التسهيلات التي تقدمها الحكومة الألمانية للأعمال الفنية في بلورة فكرة العمل لدي، ففي ألمانيا تجد المسرح في كل مكان بدءاً من المدارس وصولاً إلى الكنائس”.
واعتبر “وانلي” أن العروض المسرحية ما هي إلا نافذة تغيير يتحول فيها المتفرج الساكن والساكت إلى متلقي فاعل، وتحاكي من خلال الصمت الملازم لكل أجزائها هموم الناس وتبرز الواقع، كما يقوم العمل المسرحي بتنمية المعرفة الثقافية لدى الناس، وينقل صورة الحياة بتجرد ودون أدلجة، لتكون خشبة المسرح السبيل للتمسك بالأمل.
وأشار وانلي، إلى أنه ذهب الى دار الأوبرا وحصل على وعد بأن يكون هناك إمكانية لعرض المسرحية الأولى بداية السنة القادمة، وأضاف ” قدمت فكرة المشروع لعدة منظمات وسأقوم بالاتفاق مع المنظمة التي تقدم العرض الأفضل، أما ريع الحفل فيختلف بحسب رؤية المنظمة، إن كانت تنوي تقديم العرض الأول مجاناً فلن يكون هناك ريع وسيكون حجز دار الأوبرا وتجهيز البطاقات من قبل المنظمة الراعية للعمل، أما إن قررت المنظمة توزيع بطاقات دعوة، فسيتم تقسيم البطاقات لقسمين، بحيث يدفع الألماني القيمة كاملة، أما السوري قد يدخل مجاناً أو بسعر رمزي، ويكون الريع لنا كفرقة مسرحية”.
وإلى جانب المسرحيات التي قدمها الشباب السوري في بلاد اللجوء فقد ضم موقع يوتيوب أعمالاً اختصرت المسافات، وسهلت متابعة تجارب فنية جديدة.
وأشار “وانلي” إلى أنه قدم أمسيات قصصية عبر سكيتشات عديدة من بينها سلسلة بعنوان “شخصيات وطنية” نشرت عبر يوتيوب، وقد مثّل فيها “وانلي” مع شاب آخر وشرح فيها واقع اللاجئ. وكمثال فقد تناولت إحدى الحلقات كيفية توفير الشاب السوري مبلغ من الـ 400 يورو التي يتقاضاها من الحكومة الألمانية ليرسله الى أهله.
وأضاف “أما النوع الثاني من الفيديوهات فكان عرض لي بعنوان “مين إنت” اعتمدت فيه على انتقاد بعض تصرفات السوريين التي نراها فكاهية أو عادية، ولكنها تحمل في طياتها خطر على المجتمع، وكان التميز لحلقة بعنوان ناقصات عقل ودين”.
وفيما يتعلق بعمله الثالث فجاء بعنوان “يا أنا يا أنت” وفيه قام “وانلي” وشاب آخر بدورين؛ المؤيد والمعارض لنظام الأسد، ومن خلال نقاشهما يتضح الاختلاف في تفكير أبناء البلد الواحد.
ونوه “وانلي” في حديثه إلى عمله الأخير، وقال “إن البرنامج الجديد الذي قمت بعرض حلقة واحدة منه فقط، يحمل عنون “انا x انا”، وهي عبارة عن مخاطبة بيني وبين الجانب السيء الذي بداخلي، لينتصر الخير داخلي في النهاية”.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]