جذورك هون… غرسة زيتونٍ تربط المهجّرين بأرضهم
21 نوفمبر، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
بين حفر القنابل الفراغيّة، وأماكن الصواريخ البالستيّة، وخلف ركام المدن المهدّمة، وبين أزقّة المنازل القديمة، يحاول ناشطون سّوريون غرس الأمل في زمن الحروب، فأطلقوا حملةً (جذورك هون) لتكون أملاً للمهجّرين من أوطانهم في عودةٍ قريبةٍ.
(جذورك هون) تقوم على زراعة أشجار الزيتون في الداخل السّوري، باسم مهجّرين سوريين، انطلقت في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وما زالت مستمرة وفي اتساع.
وكانت الفكرة لربط الخارج بالداخل، وربط المواطن السّوري بالوطن بعد أن تم إخراجه منه قسرياً، بعد استعمال آلة الحرب في سوريا، من قبل نظام بشار الأسد وروسيا وإيران.
بدأت الحملة بغرس عشرات من أشجار الزيتون، باسم عدد كبير من السّوريين في مختلف المناطق على يد شباب “التغيير في سوريا”، وهم مجموعة من الشّباب المتطوّعين في الداخل السّوري، والذين أخذوا على عاتقهم غرس الأشجار وسقايتها ورعايتها، لأن شجرة الزيتون هي شجرة مباركة، على حدّ تعبيرهم، ولأنها دائمة الخضرة ولأنها من الأشجار المعمّرة اختاروا أشجار زيتون.
ومن بين أهم الشخصيّات السّورية التي تم زراعة أشجار لهم (الشيخ محمد راتب النابلسي وفيصل القاسم ومأمون الحمصي والشيخ كريم راجح والدكتور عصام العطار والشيخ كريم راجح والرسّام علي فرزات والدكتور أحمد موفق زيدان وموسى العمر وزهير سالم) وغيرهم الكثير.
وفي حديثه لـ “المصدر” قال رامي كلزي منسق العلاقات العامة لشباب التغيير، وأحد المشرفين على حملة (جذورك هون): بدأت الحملة في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وكانت فكرة شباب التغيير في الدّاخل السّوري لغرس شجرة باسم السّوريين في الخارج، من أجل إعطاء السوريين في الخارج دفعة معنوية أنهم مازالوا هنا، وأن جذورهم مازالت في وطنهم، ولأن الجذر أهم جزء في النبات تم تسمية الحملة باسم (جذورك هون).
وأردف كلزي “لقد تم زراعة العديد من الأشجار في الشمال السّوري باسم عدد كبير من الشخصيات السّوريّة في الخارج”.
وكان فريق شباب التغيير قد غرس عشرات الأشجار في أحياء مدينة حلب التي خرجت عن سيطرة النظام، وفي الريف الشمالي لحلب، وفي مدينة ادلب وفي ريفها الشمالي، وفي ريف إدلب الجنوبي، وفي ريف حماة المحرر أيضاً.
يحاول السّوريون التّمسّك بالأرض السّوريّة، بعد أن اقتلعت آلة الحرب بيوتهم ودمرت مدنهم وبلداتهم وقراهم، وحوّلتهم إلى لاجئين ونازحين ومشرّدين، ويتساءل السّوريون عن اليوم، الذي يعودون فيه إلى بلدهم، دون سماع أصوات الطّائرات متعدّدة الجنسيات بعد أن انتهكت حرمة سماءهم.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]