مع اقتراب مقاتلي المعارضة من الباب..اشتباكات قرب قرية الشيخ ناصر مع قوات سوريا الديمقراطية
22 نوفمبر، 2016
صرح مقاتلو معارضة سوريون يوم أمس أنهم اشتبكوا مع قوات كردية فيما يسعى كل طرف منهما لطرد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” من حلب.
وأضافوا أن القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” وهو تحالف لمقاتلي عشائر أكراد وعرب بقيادة “وحدات حماية الشعب الكردية” اندلع في قرية الشيخ ناصر بريف حلب.
وحتى وقت قريب كانت القرية وغيرها من القرى التي انتُزعت السيطرة عليها في إطار عملية “درع الفرات” في أيدي “تنظيم الدولة” وجزءا من آخر جيب للتنظيم قرب الحدود السورية التركية.
وقال أبو أسعد دابق وهو قيادي في عملية “درع الفرات” التي تدعمها تركيا “اشتبكنا معهم وتمت السيطرة على قرية الشيخ ناصر.”
وبدأت عملية “درع الفرات” في أغسطس/ آب عندما أرسلت أنقرة طائرات حربية ودبابات ومدفعية إلى داخل سوريا دعماً لمقاتلي معارضة أغلبهم من العرب والتركمان.
ولم يتسن الوصول إلى “قوات سوريا الديمقراطية” على الفور للتعليق.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان” قد صرح الأسبوع الماضي أن السيطرة على مدينة الباب التي تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوبي الحدود تمثل أحد أهداف العملية قبل استهداف مدينة منبج التي طردت قوات يقودها الأكراد مقاتلي “تنظيم الدولة” منها ومدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا.
وتعتبر أنقرة “وحدات حماية الشعب الكردية” قوة معادية تربطها صلات وثيقة بالمسلحين الأكراد الذين يخوضون تمرداً منذ ثلاثة عقود على الأراضي التركية. وقالت أنقرة أيضاً إن مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردية” لن يشاركوا في هجوم الرقة المزمع.
وحتى الآن لم تقع مواجهات كثيرة بين الطرفين المتناحرين في إطار تنافسهما على انتزاع الأراضي من التنظيم الذي يتراجع والذي هيمن يوماً ما على مناطق تمتد من الحدود التركية جنوباً باتجاه مدينة حلب.
وقال دابق: “الأكراد يحاولون التقدم إلى المناطق اللي نتقدم إليها” مضيفاً أن مقاتليه أصبحوا بالفعل على بعد كيلومترات قليلة عن الباب وأنهم يعززون مواقعهم لصد أي تقدم للقوات التي يقودها الأكراد.
وأضاف: “هم يسابقونا على مدينة الباب ويعملون على قطع كل الطرق إما باتجاه الصناعة في حلب وإما باتجاه مدينة الباب.”
وتابع: أن “قوات سوريا الديمقراطية” أقامت بالفعل حزاماً يفصل مقاتلي المعارضة وأغلبهم من العرب السنة عن مواقع تمركز جيش نظام الأسد إلى الجنوب.
وستكون السيطرة على الباب انتصاراً كبيراً لأنقرة التي تسعى لإقامة منطقة آمنة والقضاء على آمال الأكراد في إقامة ممر بين مناطق شرقي وغربي نهر الفرات.
ومن جهة أخرى أصبح جيش نظام الأسد أيضاً على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوبي الباب. وقال النظام إنه لن يسمح لحلفاء تركيا بالسيطرة على المدينة.
وذكر مقاتل في “فيلق الشام” أن الجيش التركي كثف منذ يوم السبت قصفه المدفعي وضرباته الجوية لمواقع “تنظيم الدولة” في قباسين التي تقع في مكان استراتيجي يطل على الباب و”قوات سوريا الديمقراطية” في القرى التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة ضمن محاولة لوقف تقدمها.
وأضاف المقاتل ويدعى أبو أنس أن القوات الجوية التركية تساعد في دحر “وحدات حماية الشعب” التي تستغل مكاسب مقاتليه على حساب “تنظيم الدولة” لدخول القرى التي أخلاها التنظيم في إشارة إلى أربع قرى غربي منبج سيطرت عليها قوى تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” من بينها قرية الشيخ ناصر المتنازع عليها.
وفي سياق آخر يتوجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر “بيتر مورير” إلى موسكو وواشنطن وطهران في الأيام المقبلة في محاولة لتأمين الوصول إلى المدنيين في حلب.
وقال “مورير” في مؤتمر صحفي في دبلن أمس: “اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحاول جاهدة التحاور مع جميع أطراف الصراع لإيجاد حل من أجل الوصول لكل هؤلاء الناس. لم نشهد أي مساعدة إنسانية في شهر. هذه قضية ملحة.”
وأضاف “مورير”: إنه سيلتقي برئيس الوزراء الروسي “ديمتري ميدفيديف” يوم الخميس ثم يتوجه إلى واشنطن وطهران.
وتابع: “نحن مستعدون للانتشار في وقت قياسي إذا تمكنا من الوصول”، مستدركاً: “إذا لم نجلب الطعام والدواء وغذاء الرضع للمدن السورية (..) فلن تتوفر هذه السلع حينئذ خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر”.
[sociallocker] [/sociallocker]