العنف ضد النساء والجندر ومتلازمة المرأة المنتهكة

24 نوفمبر، 2016

جيرون

بحسب إعلان “القضاء على العنف ضد النساء” الصادر عام 1993عن الجمعية العامة في الأمم المتحدة 104/48/RES/A، عُرّف هذا المصطلح بأنه أي “فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عليه، أو يرجّح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسدية، أو الجنسية، أو النفسية؛ بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو الإكراه، أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أم الخاصة”. ويشمل العنف ضد النساء صعد عديدة منها: العنف الجسدي، أيْ: استعمال القوة الجسدية قصدًا لإيذاء المرأة، فيما يتضمن العنف الجنسي إكراه المرأة على ممارسة الجنس بدون موافقتها، أو ممارسات جنسية ناقصة أو كاملة مع امرأة معاقة، أو تحت التهديد، أو تحت تأثير مخدّر ما، مثل الخمر، وينطوي العنف النفسي على السيطرة على المرأة، أو عزلها، أو التحكم فيها بطريقة ما. وتطول الصعد التي تخلص -في نهاية مطافها- إلى أي إيذاء للمرأة على أي صعيد، مثل جرائم الشرف والزواج القسري والمبكر والاتجار بالنساء… إلخ.

وبعيدًا عن سرد الممارسات العنفيَّة التي تمارس ضد النساء من الطرفين، أي: من الرجال، ومن النساء -أيضا- بحق بعضهن بعضًا، فإن أكثر ما يخفى في هذه الممارسات هو الدور الاجتماعي ضد المرأة، وهو ما يعرف اصطلاحًا بـ “الجنوسة” أو كما نقل من الإنكليزية “الجندر” (Gender) وهي كلمة من أصل يوناني تعني “الجنس”، في إطار الذكوة والأنوثة غير البيولوجية أو الجسدية.

وتعني “الجنوسة” أنها فروقات اجتماعية ينشؤها المجتمع ويشكلها، وتتغير باختلاف الزمان والمكان، وضمن إطارها تتحد أدوار كل من الجنسين، فحرمان المرأة من التعليم أو من العمل، ومنح هذا الحق للرجل، وحصر مهمات المرأة برعاية الأطفال والعناية بهم، والعمل المنزلي، يدخل ضمن إطار الجنوسة، والأدوار التي يحددها المجتمع بناءً على نوع الجنس.

بينما يدخل مصطلح الجنس (sex) في إطار الفروقات البيولوجية بين الرجل والمرأة، من الناحية الجسمانية، ومميزاتها التي تميّز الرجل عن المرأة، ولا تتغيّر في المجال الزمني والجغرافي. بكلمات أخرى يدخل المصطلح في إطار الفروق الجسدية.

أخيرًا، متلازمة المرأة المنتهكة (Battered woman syndrome)، وهي الحالة الجسدية والنفسية التي تظهر عند العديد من النساء؛ نتيجة تعرضهن لاعتداء ما، سواء كان جنسيًا أم نفسيًا أم جسديًا.

وأول ما برزت هذه المتلازمة، كانت في القضاء والمحاكمات؛ إذ استخدمها محامون في سبعينيات القرن الفائت، كدفاع قانوني للنساء المنتهكات اللاتي تعمّدن قتل أزواجهن.

وعلى الرغم من أن اسمها يدلّ على أنها خاصة بالمرأة المنتهكة فحسب، إلا أنها تخص الرجل والمرأة. ويرتبط الاسم بحيثيات نشأة المصطلح، ليس أكثر.

وقد وُضعت في التصنيف الدولي الإحصائي للأمراض، في اصدراه التاسع، باسم “متلازمة الشخص المنتهك”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

24 نوفمبر، 2016