‘قصف النظام على التل: “أريده أقوى..لم أسمعه جيداً”’
26 نوفمبر، 2016
عاد النظام إلى التصعيد العسكري في مدينة التل في ريف دمشق، الأربعاء، عبر قصف مُتقطع استهدف أطرافها وضرب مدرسة فيها. وقتل شخص وأصيب آخرون بجروح، جراء القصف العشوائي الذي تعرضت له المدينة التي تضم عدداً كبيراً من نازحي الريف الدمشقي، وسط ظروف إنسانية مزرية، جراء الحصار المطبق عليها منذ ما يُقارب عشرين شهراً متتالياً.
الإعلامي هارون الأسود، أوضح لـ”المدن”، أن زعيم مليشيا “درع القلمون”، الملقب بـ”أبو زيدون”، عمد إلى تصعيد وتيرة القصف على المدينة، وسط محاولة المليشيا التقدم إلى نقاط داخلها. ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة واستنفار كامل في صفوف المعارضة المُسلحة التي تمكنت من تكبيد المليشيا التابعة لـ”الدفاع الوطني”، خسائر مادية.
تصعيد “درع القلمون” جاء بالتزامن مع مساعٍ لممثلي فرع “الأمن السياسي” بتوجيه مباشر من قيادة “الحرس الجمهوري” لطلب جلسة تفاوض مع ممثلي فصائل المعارضة والمدنيين في التل، لـ”تهدئة الأمور”، بحسب زعمهم. ورفضت مليشيا “درع القلمون” أي حل سلمي، خلال الاجتماع، ما أدى الى استمرار التصعيد من دون التوصل إلى صيغة توافق. الأمر الذي يؤكد ان التنسيق قائم بين “السياسية” و”درع القلمون”، ترتفع بمقتضاه وتيرة القصف، للضغط على لجنة المفاوضات.
وأوضح الأسود، أن مروحيات النظام ألقت صباح الأربعاء ستة براميل متفجرة، في ثلاث طلعات جوية، وتلتها اشتباكات عنيفة إثر محاولة تسلل فاشلة لمليشيا “درع القلمون” التي استقدمت تعزيزات إلى مشارف المدينة. وتتجدد الإشتباكات مرة أخرى عقب “هدنة” لم تنفذ، إذ خرقتها براميل متفجرة والمدفعية الثقيلة، وسط معارك محتدمة في منطقة الدوحة وأرض الضيعة ووادي موسى. وأعلنت المعارضة مقتل عدد من عناصر قوات النظام وجرح آخرين، وإعطاب مجنزرتين أثناء محاولة المليشيا رفع سواتر وتحصينات حول المنطقة.
“تنسيقية التل” نشرت في “فايسبوك”، أن الاجتماع عُقد الأربعاء، بين قادة الفصائل وممثلين عن المدنيين، ووفد من النظام ضمّ العميد من “الحرس الجمهوري” قيس فروة، ورئيس فرع “الأمن السياسي” العميد جودت الصافي، وضباطاً من “الأمن العسكري”. ولم يبدِ وفد النظام أي مرونة، بحسب التنسيقية، وأكد على استمرار الحملة العسكرية ضد المدينة ما لم يتم “تسليم سلاح المجاهدين أو خروجهم من المنطقة”. واستمرت مليشيات النظام بقصف المدينة.
الاجتماع بين وفدي النظام والمعارضة، كان الخامس من نوعه. ولم يتمكن وفد المدينة، من التوصل إلى حل يكبح تصعيد الآلة العسكرية عن أهلهم. وعند عدم قبول وفد المدينة بشروط “المصالحة” التي يريد النظام فرضها، من “تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم”، أجرى العميد فروة اتصالاً أوعز فيه باستئناف القصف بالبراميل، وقال: “أريده أقوى.. لم أسمعه جيداً”،
مشدداً على استمرار الحملة العسكرية، طالما لم يتم التوصل لإتفاق “مصالحة”، بحسب ما أفاد نشطاء.
ووصف الأسود، خطوات التفاوض المتزامنة مع الضغط العسكري، برياً وجوياً، بالمتطابقة مع ما حدث سابقاً في الهامة وقدسيا، محذراً من مغبة تكرار السيناريو ذاته لتفريغ المنطقة من مقاتليها، تحت مسمى “سلامتها ومصلحتها العامة”، من دون الرجوع لمصلحة المعارضة والثورة، والأخذ بعين الإعتبار ما تعيشه قدسيا والهامة بعد اتفاق “المصالحة” المُذّل.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]