‘“أجيال الغد” مبادرة لرفد التعليم في الغوطة الشرقية’

1 ديسمبر، 2016

مهند شحادة

افتتح فريق شباب الغوطة التطوعي -قبل أيام- “مركز أجيال الغد التعليمي”، في محاولةٍ لرفد القطاع التعليمي داخل الغوطة الشرقية، ولا سيما أن الأخير تعرض لأضرار بالغة بفعل سياسة القصف والحصار والتهجير المنتهجة من النظام السوري وحلفائه؛ ما خلّف تداعيات كارثية، سواءً على مستوى عدد المدارس المدمّرة، وهجرة الكادر التعليمي المتخصص، أو على مستوى نسبة الأطفال المحرومين من متابعة تعليمهم.

وبحسب القائمين على المركز، فإن جهده سيتركّز -بداية- على مدينة دوما، ثم سيسعى ضمن الخُطط الموضوعة لتوسيع نطاق عمله، بما يشمل مناطقَ أخرى في الغوطة الشرقية.

أهداف المركز

وقال أحمد خبيّة، مدير المشروع لـ (جيرون): “إن أجيال الغد مركز لدعم ورعاية للأطفال المتسربين من التعليم في مدينة دوما، من خلال تعويضهم عن النقص الناجم عن التسرّب، وذلك في مدة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر عن كل عام دراسي”.

وأوضح أن المركز، إضافة إلى ما سبق، “يعمل على تقديم الخدمات التعليمية والرعاية النفسية والطبية للأطفال؛ لتشجيعهم على الالتحاق بالقطاع التعليمي، إلى جانب تنظيم الحفلات الترفيهية، وتقديم هدايا للمتفوقين؛ ما يساعد على خلق روح التنافس بين الطلاب”.

وأشار خبية إلى أن نشاط المركز سيقتصر، في بدايته، على مدينة دوما وسيستوعب نحو 100 طفل، مشيرًا إلى أن “عدد القائمين على المشروع 9 كوادر، خضعوا لدورات متخصصة في مجال التعليم المجتمعي وفق النظام الأوروبي، وبإشراف مدربة عالمية”؛ ما يمكّنهم من التعامل “مع الطفل ومساعدته في تطوير مستواه العلمي والمثابرة على مواكبة التعليم، على الرغم من الأحوال السيئة المحيطة به”.

من جهته، قال عبد المالك عبود، منسق فريق شباب الغوطة التطوعي، لـ (جيرون): “إن الأهداف التي يسعى المركز الوصول إليها أو تحقيقها متعددة، منها الحدّ من ظاهرة الجهل والأميّة المنتشرة بين أطفال الجيل الجديد، والتي كان سببها تخلّفهم عن مدارسهم؛ بسبب القصف والنزوح واستهداف المدارس، وتخفيف الأعباء المادية عن الأهالي، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة بسبب الحصار، والتي تعدّ سببًا لتسرب عدد كبيرٍ من الأطفال والتحاقهم بالمهن الصناعية لمساعدة أهاليهم في تأمين مستلزمات الحياة”.

ويرى عبود أن من شأن المركز “تدعيم النسيج الاجتماعي في المنطقة عبر جمع الأطفال النازحين من عدة بلدات في مركز واحد، وعلى مقعد دراسي واحد؛ ما يزيد نسبة الاختلاط والتفاهم بين فئات المجتمع عبر الأطفال، إلى جانب محاربة اليأس وزرع الأمل في نفوس الأطفال، بما يساعد في خلق نظرة تفاؤل لديهم تجاه المستقبل على الرغم من كل معطيات الواقع البائس”.

الملف التعليمي يحتاج للدعم

لا تتوقف عثرات الملف التعليمي داخل المناطق المحرّرة على تدمير المدارس، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي دفعت باتجاه تسرب الأطفال من التعليم، وهجر الكادر التعليمي لتلك المناطق، أو اتجاهه نحو مهن أخرى؛ لتأمين متطلبات الحياة، بل تتعداها إلى أضرار بنيوية، تحتاج إلى وقفة جادة من المنظمات الدولية ذات الصلة، بما يمكّن الفرق العاملة داخل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من سد النقص والثغرات التي يعانيها القطاع التعليمي.

وعن أهمية الدعم، قال عبود: “الخلل الأساس في الملف التعليمي لا يتعلق بنقص الكوادر المتخصصة فحسب، هذا أحد الأسباب، وأعتقد أن الكوادر والفرق الموجودة في الغوطة الشرقية، ومن خلال التنسيق والتعاون مع مديريات التربية والتعليم في المناطق المحرّرة، قادرين على تلافي هذا الخلل، الذي جاء أساسًا نتيجة إيقاف وتدمير المدارس ، جراء القصف المتعمد من طائرات ومدفعية النظام السوري، ولكن الأهم هو أن الملف التعليمي بحاجة  لدعم مادي ولوجستي من منظمات دولية وأممية ليستطيع تجاوز العثرات الكبيرة التي يعانيها والنهوض به وتطويره إلى الأفضل”.

بدوره قال خبية: “يكمن الخلل في نقص الكوادر المتخصصة، يمكن تجاوزه عبر طرق عديدة. في الغوطة الشرقية كانت لنا تجربة بسيطة، تضمنت إعادة تأهيل الكادر التعليمي من خلال إتباعه لدورات حول طرائق التعليم الحديث، وبالفعل أحدثت فوارق في قدرات الكادر، بالتالي؛ بالإمكان تجاوز هذه العقبة، ولكن نبقى في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لا نمتلك الإمكانات اللازمة لتحمّل مسؤولية هذا الملف بالكامل، ولذلك؛ لا بدّ أن يكون هناك شركاء من منظمات ومؤسسات تعليمية عالمية رائدة في مجال التعليم، تمتلك خبرات عالية وتجربة كبيرة؛ للاستفادة منها في الدعم اللوجستي وتطويع تجاربها في تطوير المجتمعات، بما يتلاءم والأوضاع الموضوعية التي نعيشها يوميًا”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

1 ديسمبر، 2016