‘يونس السيد يكتب: حلب بين الدبلوماسية والنار’

1 ديسمبر، 2016

يونس السيد

على الرغم مما يقال هنا وهناك عن وجود قنوات سرية ومباحثات غير معلنة بين عواصم القرار للدول المعنية بالصراع السوري، خصوصاً بين موسكو وواشنطن، تستهدف التوصل إلى «صفقة اللحظة الأخيرة» حول حلب قبل رحيل إدارة أوباما، فإن حظوظ نجاح مثل هذه الصفقة تبدو شبه معدومة نظراً للتطورات الميدانية المتسارعة الذاهبة في اتجاه الحسم العسكري وليس التسوية والهدنة ووقف إطلاق النار.
ما يقال عن جهود خارقة يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى تسوية في حلب ، جوهرها إنهاء حصار النظام للأحياء الشرقية مقابل فك فصائل «المعارضة المعتدلة» ارتباطها أو تحالفها مع «جبهة فتح الشام – النصرة سابقاً» وإخراجها من تلك الأحياء، وفق صحيفة «واشنطن بوست»، يبدو أنها جاءت متأخرة كثيراً قياساً بسرعة التطورات على الأرض.

فالنظام بات يسيطر على نصف الأحياء الشرقية ويواصل التقدم ويقضم الأحياء حياً بعد آخر، بينما تنهار خطوط دفاع الفصائل بشكل سريع ومذهل أشبه بتساقط أحجار «الدومينو»، ومن المرجح ألا يعطي هذا التراجع للفصائل المسلحة أية فرصة لصنع تسويات أو عمل صفقات إن استمر الحال على ما هو عليه. وإذا كان كيري ومساعدوه يسابقون الزمن ويواصلون الليل والنهار لصياغة تفاهم مع موسكو خشية أن تقدم إدارة دونالد ترامب على اتفاق معها تتخلى بموجبه عن المعارضة السورية، فإن موسكو لا تبدو في عجلة من أمرها، بل يبدو أنها غير معنية بعقد أي صفقات سياسية في الوقت الضائع قبل أسابيع قليلة من رحيل إدارة أوباما، أو أنها في وضع يسمح لها بالمراهنة إما على الحسم العسكري أو انتظار عرض أفضل من إدارة ترامب على خلفية تصريحاته التي تتوافق إلى حد بعيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا.

اللافت أن ما كشفته «الواشنطن بوست»وأيده الكرملين عن مفاوضات متواصلة بين دبلوماسيين روس وأمريكيين في جنيف واتصالات هاتفية مكثفة بين كيري ولافروف بمعدل مرتين في الأسبوع، عدا عن اللقاءات المباشرة كما جرى على هامش«قمة أبيك» في البيرو، تجري كلها في القنوات الخلفية، يقابلها صمت مطبق من جانب معظم عواصم القرار على ما يحدث في حلب، باستثناء مطالبة لندن بوقف فوري لإطلاق النار ودعوة باريس إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الوضع، واللتين جاءتا بعد أسبوعين على توغل قوات النظام في الأحياء الشرقية.
في حلب، لا يسمع الآن سوى أزيز الطائرات وقصف المدافع ولعلعة الرصاص، وارتدادات الأوضاع الإنسانية الكارثية على السكان، ولا أحد ينتظر صفقات أو مفاوضات،علنية كانت أو سرية، بقدر ما ينتظر الخلاص ووضع نهاية عاجلة لهذه الحرب البشعة، سواء كانت السيطرة على حلب نقطة تحول في مسار الصراع السوري أم لا.

المصدر: الخليج

يونس السيد يكتب: حلب بين الدبلوماسية والنار على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا 

ميكرو سيريا