أطباء “الأسد” يشاركون بمؤتمر طبي إسرائيلي .. لمن تُمنح صكوك البراءة؟
7 ديسمبر، 2016
ناصر علي – ميكروسيريا
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله عن مشاركة 11 طبيباُ سورياً يمثلون شركات طبية في دمشق وبعض المناطق الأخرى في مؤتمر طبي دولي برعاية إسرائيلية.
المؤتمر أقيم في مركزBeurs van Berlage بهولندا في الفترة ما بين 10-13 من شهر تشرين الثاني المنصرم ، والمركز المذكور متخصص في (العقم وطفل الأنبوب).
الأخبار أكدت من خلال التحقيق الذي أجراه أحد صحافييها بدمشق أن الأطباء عكس ما كان متوقعاً خرجوا من العاصمة دمشق وليس من دول أوروبية وهذا ما شكل صدمة لها.
المؤتمر المذكور في دورته الرابعة والعشرين عقد في أمستردام وهو كما ذكرت الأخبار مؤتمر طبيّ إسرائيلي دوري، وقادت رحلة البحث إلى اكتشاف مشاركة 11 طبيباً سورياً يمثل بعضهم شركات ادوية كبرى ويقيمون في دمشق.
أما أسماء المشاركين فهم: أيمن جوديّة مدير شركة «يونيفارما» للصناعات الدوائيّة، نزيه إبراهيم صاحب ومدير مشفى نزيه إبراهيم في طرطوس، مروان الحلبي رئيس الجمعية السورية للمولدين والنسائيين والمشرف على وحدة الإخصاب المساعد وأطفال الأنابيب في مشفى الشرق (أورينت) بدمشق، إيسال حسن المتعاونة مع عدد من أكبر المشافي في دمشق وصاحبة مركز إيسال للعقم وطفل الأنبوب بدمشق، رامي عبيد الناصر مؤسس ومدير المركز البريطاني السوري للإخصاب المساعد وطب الجنين ومقره في مشفى الرشيد بدمشق، مصطفى الشوّا (اختصاصي في أمراض الغدد، متعاون مع مشفى الشهباء بحلب)….إضافة إلى كلّ من: محمد شحادة الآغا، عمار الناصر وجمال الحسين.
المثير الذي كشفته الصحيفة أنه عكس المتوقع فقد كان الأطباء السوريون موضع ترحيب كبير لدى الإدارة الإسرائيلية للمؤتمر، وحصلوا على تأشيرات سريعة للمشاركة فيما فشل الكثير من المدعوين الذين يبلغ عددهم 1000 طبيب، ولم يحصلوا على فيزا.
التحقيق تحدث عن عدم مشاركة الأطباء بفعاليات المؤتمر بينما امتاز ثلاثة منهم بـ«نشاط جانبي كبير» حيث عقدوا لقاءات على هامش المؤتمر مع بن رافائيل وفريقه.
وفي سؤال فريق تحقيق الصحيفة نقيب الأطباء نفى علم نقابته بالمؤتمر وأن مجرد تأكيد المعلومات سيتم استدعاء المشاركين ومعاقبتهم وشطبهم من النقابة.
وأما في سؤال المشاركين فبعضهم رفض اتهامه بمعرفة الجهة الراعية، وآخرون تحدثوا عن مجرد مشاركة علمية، وأنهم ذبحوا لإيصال أبحاث لشركات مشاركة بالمؤتمر…وبعضهم قال إنه تلقى دعوات من شركات دولية وليس من المؤتمر.
الصحيفة أوردت معلومات عن الشركة الراعية وهي CongressMedهي شركة مقرها تل أبيب، مختصة في «تطوير وتعزيز التعليم الطبي من خلال مفهوم المؤتمرات، وقد تأسست الشركة في بداية عام 2010 كعلامة تجاريّة لـ«المؤتمر العام للجدليّات في التوليد وأمراض النساء والعقم» والمعروف اختصاراً بـ COGI… وكانت الدورة الأولى من المؤتمر قد انعقدت عام 1999 وتعاقبت على تنظيمه شركات عدّة، قبل أن يُنشئ مؤسّسه علامة تجاريّة مستقلّة.
أما عن مؤسس المؤتمر ورئيسه والمشرف على تنظيمه منذ عام 1999 هو البروفسور صهيون بن رافائيل من متخرجي جامعة تل أبيب، قبل أن يصبح بروفسوراً معتمداً فيها عام 1989.، وفي عام 1997 شغل كرسيّ «تنظيم النّسل» في الجامعة نفسها، وبين عامي 1991 و2007 كان رئيس قسم أمراض النساء في مركز رابين الطبّي (على مقربة من تل أبيب)، وبين عامي 1999 و2005 كان رئيساً لـ«جمعية سن اليأس الإسرائيلية.
كذلك أوردت الصحيفة معلومات عن إدارة المؤتمر فهم ثلاثة إسرائيليين المساعدون الأساسيون لصهيون بن رافائيل، على رأسهم مديرة البرامج روثي ياحاف التي وجّهت الدعوات إلى كل المشاركين ممهورةً باسمها وتوقيعها ومذيلةً بعنوان الشركة في تل أبيب. والمدير التنفيذي نيسان بارتوف ومديرة التسويق إيلانا رابينوفسوفير.
النظام السوري الذي سيتعامل ببراءة مع هذه المعلومات التي سربتها جريدة حزب الله، وفيها اتهامات واضحة له بالتغاضي أو التعاطي بإيجابية مع مشاركات لمرسساته مع إسرائيليين…واما الحديث عن تحقيقات وشطب من النقابة فهو ضرب من التعمية عن دور النظام وعلاقته مع إسرائيل والتي تتعدى هذه الجوانب، وبنفس الوقت لا تعطي صك براءة لحزب الله في أنه الجهة المقاومة والتي تنتقد حتى شركائها في محور الممانعة.