مسنّة على كرسيها المتحرّك تختزل قصة حلب
8 ديسمبر، 2016
زيد المحمود: المصدر
وضعها زوجها على كرسيها المتحرّك وبدأ بين الركام جولته باحثاً عن طبيبٍ ينقذ “صباح محمد” من موتٍ يحاصرها في حلب المحاصرة هي الأخرى.
قصة وفاة المسنة الحلبية شغلت مواقع التواصل الاجتماعي في صورٍ اختزلت قصة المدينة التي تموت بصمتٍ مطبقٍ تجاه صرخات أطفالها وأنين عجائزها.
يجثي زوجها جانب كرسيها المتحرّك باكياً قلة الحيلة وعجزه عن تأمين ولو ممرضٍ يسكّن آلام زوجته التي تنازع روحها للصمود بين الدمار والخراب الذي بات سيد المشهد في حلب المنكوبة، ويحاول الزوج في أخرى مواساتها وكأنه يطلب منها الصمود في وجه الموت الذي يسرق أنفساها.
صورٌ أبكت الكثير، لكنّها لم تؤثر ولو قليلاً على هدير الطائرات التي استمرت بمجازرها بفضل الفيتو الروسي الصيني بمجازرها، فتزامن نشر الصور مع مجزرةٍ في حيّ الفردوس، أزهقت أرواح خمسةٍ من أبنائه على الأقل مساء الثلاثاء، لترافق أرواحهم روح السيدة صباح التي كان الموت داهمها على كرسيّها المتحرّك في شوارع حلب.
الموت داهم “صباح” قبل ساعات فقط من اقتحام قوات النظام لحيّها (الشعّار) في حلب المحاصرة، فقال بعض أبنائه إن روحها فضّلت المكوث في الحيّ الذي دخله الاحتلال الإيراني الروسي على أن تعيش ما تبقى من عمرها طريدةً خارج الديار.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]