شروط “المصالحة” تقهر سكان الوعر
9 ديسمبر، 2016
جيرون
عرض وفد تابع لقوات النظام، والميليشيات الحليفة له، على لجنة مفاوضات حي الوعر المُحاصر آخر معقل للثوار في حمص، صباح (الأربعاء) ما أسماه مقترحات للتهدئة، مهدّدًا باللجوء إلى التصعيد العسكري في حال رفض أهالي الحي.
وقال الناشط الإعلامي، جلال التلاوي، لـ (جيرون): إن الأوضاع: “تأخذ منحىً وطابعًا تهجيريًا؛ إذ تضمّنت الاقتراحات المُقدّمة من جهات النظام للجنة مفاوضات الحي، دعوة صريحة لجميع الأهالي والفصائل للخروج من الحي، أو تسوية أوضاعهم الخلّبية مع تسليم أسلحتهم، وفي حال رفضهم، سيلجأ النظام إلى التصعيد العسكري”.
ولفت التلاوي إلى أن “الأهالي، وبعد تلقّيهم المقترحات، غادروا منازلهم إلى الملاجئ تخوّفًا من غدر النظام، الذي تغيّر تعاطيه كلّيًا مع الحي، بعد شعوره بالنصر الوشيك في حلب”.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون من الحي أن “الأوضاع المعاشية على شفا حفرة، والمواد الغذائية في طريقها إلى النفاد”، مشيرين إلى إطباق الحصار الكلي على الحي منذ شهرين، وعدم السماح بدخول أي مواد غذائية.
الجديد في التصعيد والتضييق هذه المرة “منع الموظفين الذين كانوا يخرجون إلى وظائفهم الحكومية من الخروج، وحَظرت قوات النظام عليهم الذهاب إلى أعمالهم، أو إدخال أي مواد غذائية، مع كثير من الإساءات اللفظية والشتائم”، بحسب التلاوي.
من جهتها أصدرت لجنة مفاوضات الحي بيانًا، أكدت فيه سعيها لتطبيق أفضل الحلول للحي وأهله، والمحافظة على الدماء والأعراض والأموال، وذلك؛ عبر العمل على طروحات تحقّق هذه المقاصد والأهداف، ومنها عدم الخضوع للتهجير، والتمسّك ببند الإفراج عن المعتقلين، مهيبةً بأهالي الحي أخذ الحيطة والحذر.
يأتي هذا في عُقب زيارة قام بها وفد من الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي إلى الحي، تفقّد فيها عددًا من المنشآت التعليمية، ومراكز الإيواء داخل الحي، إضافة إلى المراكز الطبية، منها مستشفى الوليد، كما تناقش الوفد مع الكوادر الطبية ووجهاء الحي حول تدهور الأوضاع الإنسانية والحاجات الرئيسة الواجب توفيرها للأهالي، ومراكز الإيواء والمراكز الطبية والتعليمية.
جدير بالذكر أن لجنة مفاوضات الحي كانت قد عقدت اجتماعًا مع لجنة النظام، بحضور وفد روسي، نهاية الشهر المنصرم، توصّل خلاله الطرفان إلى اتفاق يقضي بإيقاف إطلاق النار، وتهدئة الأوضاع لمدة خمسة أيام، وذلك بعد حملة عسكرية شرسة، شنّتها قوات النظام وحلفاؤها على الحي، وتلاها هدنة لمدة 9 ساعات، انقضت أيضًا، بحسب التلاوي.
ويتخوّف الأهالي من حملة عسكرية رعناء، هدّد بها النظام، ومتوقّع أن ينفذها في أي لحظة، في حال عدم رضوخهم للتهجير، ولكنهم لن يستسلموا بسهولة، ولن يسلّموا أرضهم، بحسب ناشطين.
وكانت دفعتان من مقاتلي وأهالي الحي غادرتا الحي في أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى مناطق ريف حمص الشمالي، يتخلّلهم 750 من المدنيين والعسكريين، بعد التوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج دفعات من الراغبين بالخروج، وفتح معبر دوار المهندسين لدخول المساعدات والبضائع.
[sociallocker] [/sociallocker]